أمِيْرَةَ حَرْفِيْ..
يَا آخِرَ مَحَطَّاتِ الغَرَامِ..
وَأَوَّلَ المَاكِثِينَ فِيْ الفُؤادِ..
أخَافُ بُعْدكِ..
حِيْنَ تَبْتَعِدِينَ عَنِّيْ..
تَلْفَحُنِيْ رِيْحُ الْبِعَادِ الْبَارِدَةْ..
أخَافُ حَتَّى وَإنْ كَانَت
الأدَمَةَ للأدَمَةِ نَارَاً وَقُودهَا القُرْب والتَغَلْغلْ
سَلِي الفُؤَادَ مَاذَا يُرِيدُ مِنْكِ..
سَلِي الشِّعْرَ وَالإلْهَامَ وَالْـ " مُلْهِمَةَ "
سَلِيْهمْ:
كَيْفَ تَكُونُ الْعَتْمَةَ عَبِيدَاً لِلَيلِيْ
.. عَبِيداً مَا أَبِقَتْ عَنْ عيوني...
سَـ أبْقَى لكِ
مُشْتاقاً ما نَظَمْتُ نَبْضَاً
وَشِعْرَاً.. وَشِعْرَاً.. وَشِعْرَاً..
تَهَابيْنَ مِنْ قُرْبِيْ وَدِفْءِ حَنَانِي!!
ورَفَّةَ طَيْرٍ عُمْرنا كَثَوَانِ
تعبْتُ مِطَالاً مِنْ وصَالِكِ في الهَوَى
أرَاهُ مَدِيداً مَلَّ مِنْهُ زَمَاني
فَلا تَحْسَبي أنَّ السّكُوتَ مُحَدِّثٌ
بمَكْنونِ قلْبٍ هُدّ مِنْ خَفَقانِ
تمَرَّدْتِ هَجْراً للهَوَى فجَعَلْتِني
مَريضَاً وسُقْمِي مِنْ فَوَاتِ أوَاني
أتَيتُُ حَكيْمَاً للْقلوبِ مُدَاوياً
وَزرْتُ طَبِيبَ النَّفْسِ مَا شَفِيَاني
أتَيْتُ قَصِيديْ أحْتَمِيْ مِنْ صَبَابَةٍ
فيَا ليْتَ شِعْري بالأمَانِ حَمَاني
ففِي حَشْرَجاتِ الشِعْرِ تنْهيدَة الجَوَى
تُكَابِدُ هَجْراً والبُحورُ تُعَاني
يَهدُّ العُيونَ العَاشِقاتِ بُكَاؤهَا
بَكى قيْسُ لَيلَى دَمْعَةً وَبََكَاني
تَطُولُ الْلَيَالِيْ والهَوَىَ مُتيقّظٌ
فَمَا زَادَ هَذا الْلِيلُ غيْرَ هَوَاني
تظلّمْتُ مِنْ جورِ الغَرَامِ وَأهْلِهِ
عَلَيَّ النَوَى والبَيْنُ مُتَفِقانِ
تعَوَّدْتُ أنْ أغْفوْ بهَدْهَدَةِ الكَرَى
وَمَا هَدْهَدَتْنيْ فِي نَوَاكِ أغَانِ
نُجُومُ الْلياليْ فِي الْبِعَادِ تَلأْلأتْ
سَنَا نَجْم وَصْلٍ بالحَبيبِ غَشَاني
وأشْعَلْتُ نَاراً فِي حَرَائِشِ لَهْفَتِي
فهَلْ أبْصَرَتْ مِنْكِ العيونُ دُخَاني
أنَا مَنْ سَقاكِ الحُبَّ خَمْراً مُعتَّقاً
وكَأسُ النَوَى مُرَّ السمومِ سَقاني
جَمَالُكِ فِي لََحْظِ الفتونِ مُمَيّزٌ
فَغَارَتْ بِأحْقَادٍ عيونُ حِسَانِ
مَهاتيَّةُ العَيْنَيْنِ يَا جَرْحَ رِمْشِها
إذَا رَفَّ رِمْشُ العَينِ تَاهَ زَمَاني
غَزَالِيَّةٌ تخْطوْ عَلَى رَمْلِ أضْلُعِي
بِمَشْيِ الْهُوَيْنَى تَسْتَبِيحُ كَيَاني
ومَنْ مِثلها نَجْدِيَّةٌ رَقَّ حِسُّهَا
كأنِّيْ بِهَا رِقَّات حُوْرِ جِنَانِ
تعَالَيْ وطِيبَاً دُسَّ فِي جَوْفِ فِتْنَةٍ
جَمَال الحَشَا والْوَجْهِ مُلتئِمَانِ
صِوَانُكِ دَارٌ فيْ سوَيْدَاءِ خَافِقِي
وأيُّ أمَانِ الْحُبِّ غَيْرَ صِوَاني
حَبِيبَةَ قلْبِي إنَّ دَارِيْ قَرِيبَةٌ
فهَلْ أنْتِ عنْدي إنْ أشِرْ بِبَنَاني
إليْكِ بِيَ الأشْوَاقُ تَحْمِلُنِيْ فَمَا
أُمَيِّزُ ظَهْرَيْ لهْفَةٍ وحِصَانِ
ألاَ فَارْتَويْ مِنَّي فَحُبِّيَ مَنْبَعٌ
يَفِيضُ حَنَانَاً مَا رَوَاكِ رَوَاني
لِمَاذَا أنَا وَحْديْ أتُوقُ لِوَصْلِنَا
وَكُلّ نِدَاءٍ لِلْوِصَالِ عَنَاني
أيَا رَبَ هَذَا الْكَوْنُ كَيْفَ عَشِقْتَهَا
وَكَيفَ أتَانِي الحُبُّ كَيفَ أتَاني!
أمَاسِحَةٌ هَيفَاءُ دَمْعَةَ وِحْدَتي
بِخَدِّي الَّذيْ قَدْ لُجَّ بِالْهَمَلانِ!
أمَالِئَةٌ عَينيْ بِحُسْنكِ حَاضِرَاً
فأُطْفِئُ شَوْقَاً بِالْحُرُوقِ كَوَاني
أهَيفَاءُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ مِنْ هَيَامِنَا
حَكَيتُ بِوَجْدِيْ لِلْجَوَى وَحَكَاني
وَلَنْ تَحْفَظَ الأسْرَارُ حُباً مُعَظَّمَاً
فقِصَّتِنَا زَادٌ لِكُلِّ لِسانِ
كَفَانِيْ فرَاقَاً فَوْقَ مَاْ بِيَ مِنْ أسَى
فَهَذَا الذِيْ لاكَ الْخَفُوْقَ كَفَاني
فَيَا ليْتَ قَلْبَينَا إذَا الْتَمَّ شَمْلَنَا
بِحَارٌ وَأنْهَارٌ فَيَمْتََزِجَانِ
حَنَانَيْكِ يَا مَنْ تَمْلُكِينَ سَعَادَتي
إلَيْكِ رَجَائِيْ بَثَّهُ هَذَيَاني
محمد السقاف