الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبشكره تستمر وتدوم النعم والهبات وصلاة وسلام على النعمة المسداه والرحمه المهداه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ... أما بعد العيد اسم لكل ما يعتاد الناس والأعياد شعارات توجد لدى كل الأمم .
وهي ترتبط بفطرة طبع الناس عليها ، فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات فرح يظهرون فيها السرور ويتذكرون الماضي .
والكثرة من الأمم أعيادهم ترتبط بأمور دنيويه وأما نحن معشر أهل الإسلام فليس لنا إلا عيدان عيد الفطر ، وعيد الأضحى .
ولذا قال الشاعر :
عيدان عند أولي النهى لاثالث
لهما لمن يبغى السلامة في غدٍ
الفطر والأضحى وكل زيادة
فيها خروج عن سبيل محمد
التكبير في يوم العيد
قال تعالى
" ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "
والتكبير يبدأ من حين الخروج إلى المصلى أو بعد غروب ليلة العيد
وهذان العيدان اللذان شرعهما الله للمسلمين هما من شعائر الإسلام التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها
ومن هنا فمن آداب العيد التهنئة المتبادلة بين الناس مثل بعضهم لبعض عيدكم مبارك تقبل الله منا ومنكم وهي من مكارم الأخلاق ومحاسن المظاهر الاجتماعية بين المسلمين ومن هنا
فإني أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين أيده الله
وولي عهده الأمين سلمه الله ووقاه
والنائب الثاني أيده الله
التهنئة مقرونة بالدعوات الصادقة بالتسديد والتأيد ودوام الصحة والعافية ولكافة إخواننا في بلادنا المباركة بلاد الحرمين ولجميع إخواننا المسلمين في أنحاء العالم تقبل الله من الجميع الصيام والقيام
ومن أحكام العيد :
1/ يحرم صوم يومي العيدين لحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن صيام يومين : يوم الفطر ويوم النحر " رواه البخاري ومسلم
2/ يشرع الخروج للصلاة للرجال والنساء لقول أم عطية رضي الله عنه " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور فإما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين " .
فما دامت الخيض والعواتق وهن اللواتي بلغن ولم يتزوجن وذوات الخدور أي البيوت قد أمرن بالخروج لصلاة العيد فلا شك أن من الأولى أن يؤمر الرجال شيباً وشباباً بالخروج لها .
3/من أحكام العيد أن الصلاة فيه قبل الخطبة لماثبت في الصحيين من حديث ابن عمر وأبي سعيد وابن عباس رضي الله عنهم " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الخطبة "
4/ يستحب للإمام أن يكبر في الصلاة سبعاً في الأولى وخمساً في الثانية لما ثبت عن جماعة من الصحابة .
5/ أكثر ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما بـ ( سبح والغاشية ) كما كان يقرأ في الجمعة .
6/ لا نافلة قبل صلاة العيد ولا بعدها " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم العيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما " رواه البخاري ومسلم
الإ إن صلى الناس العيد في المسجد فيصلي ركعتين تحية للمسجد .
ومن آداب العيد :
1/ الاغتسال قبل الخروج للصلاة قال النووي رحمه الله اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد .
2/يستحب الأكل قبل الخروج مبالغة في النهي عن الصوم في ذلك اليوم ، عن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدد يوم الفطر حتى يأكل تمرات " رواه البخاري
وكان يأكلهن وترا .
3/ التهنئة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أياً كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض عيدكم مبارك ، تقبل الله منا ومنكم ، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة واليوم الجوال ورسائله ولكن يختار من الألفاظ أجملها ومن العبارات أرقاها وأسماها مع عدم المبالغة .
4/ التجمل بأحسن الملابس عن جابر رضي الله عنه قال : " كان للنبي جبة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة "رواه ابن خزيمة
وروى البيهقي بسند صحيح : " أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه "
أما النساء فيبتعدون عن الزينة إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الجانب وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة فإنها ما خرجت الا لعباده وطاعة.
تنبيهات على بعض المخالفات :
1/ يعتقد بعض الناس مشروعية إحياء ليلة العيد بالصلاة ويتناقلون حديث لا يصح " من قام ليلتي العيد محتسباً لله لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " وإسناده ضعيف لتدليس بقية بن الوليد
فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بذلك من بين سائر الليالي ، وأما من كان يقوم سائر الليالي فلا حرج أن يقوم في ليلة العيد .
2/ اختلاط النساء بالرجال في بعض المصليات والشوارع وغيرها . وهذا محرم .
3/ أن بعض الناس يجتمعون في العيد على الغناء واللهو المحرم وهذا لا يجوز في العيد ولا غيره وليس العيد مناسبة لا نتهاك المحرمات ولكنه مناسبة شكر لله وفرح بفضله .
4/بعض الناس يفرحون بالعيد لأنهم تركوا رمضان وانتهوا من الصيام وهذا خطأ فإن العيد إنما يفرح به المؤمنون ، لإن الله تعالى وفقهم لإكمال عدة الشهر وإتمام الصيام ، وليس الفرح بسبب إنهاء الصيام الذي يعتقدة بعض الناس عبئاً ثقيلاً هداهم الله .