· اليوم بالذات لا تقلق
· اليوم بالذات لا تغضب
· احترم والديك ومعلميك وكبار السن
· اعمل للحصول على النقود بشرف
· اشعر بالعطف والامتنان أمام كل شيء حي
تلك النصائح هي القواعد الخمس الأساسية للإمبراطور الياباني "ميجي" والتي يلزم طلابه وطالباته للتأمل بها يومياً وتطبيقها وكانت نتاج أبحاثه وخبراته لسنوات طويلة .. وبالمناسبة هو لا ينتمي لديننا..
تلك القواعد وجدت في دستورنا الإسلامي جاهزة فلم نسع لاختراعها من خلال تجارب ولا أبحاث إنها موجودة في أساسيات التعامل والمعاملة في ديننا الحنيف وبالرغم من ذلك قد لا نضعها في لوحة نعلقها أمامنا ؛ وقد لا نفكر بالتمعن بها .. لا مرة في اليوم ولا حتى في العام كله ..!
ولكي تقدروا معي حجم فائدة تطبيق تلك القواعد في حياتنا اليومية تعالوا معي نحاول طرح بعض أهدافها
القلق .. هو حالة عدم ثقة .. بالناس .. بالأحداث ..بأنفسنا .. بكل شيء حولنا مما يوجد انفصالا مؤلما مؤقتا وربما أصبح دائما بيننا وبين الكون المحيط بنا ، وفي ديننا هو ضعف الثقة بالله فالمؤمنون الحق هم فئة لا تعرف القلق لأنها تثق بحب ورحمة خالقها وأنه عز وجل لا يقدّر إلا ما هو في صالحهم ..
الغضب .. ذلك الإحساس الحارق الذي يخرج الإنسان عن طبيعته وتعلن الجوارح استياءها مما يحدث مؤذية بذلك نفسها والآخرين .. عادة ما يقع الغضب حين تجري الأمور على عكس ما نريد وكلها تصب في النهاية بعدم الثقة بأن الأحداث تجري في صالحنا أياً كانت تلك الأحداث وحجمها .. ونرجع من جديد إلى دائرة الثقة بالله فمن امتلأ قلبه ثقة بالله ؛ لن يجد في الحياة كلها ما يستحق الغضب .
احترام الوالدين والمعلمين وكبار السن .. إنهم بشر منحونا الكثير وإن أخفقوا معنا في شيء فهو حتماً دون قصد وقد عفي عن الإنسان ما يفعله دون قصد ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله ؛ فكم من السلام والحب سيغطي مساحات أرواحنا لو فعلاً طبقنا هذا الجانب ؛ إنها سلسلة متكاملة في التواصل إذا نجحت فلن يجد الجحود لنا طريقا .
الحصول على النقود بشرف .. وهو ما يعني في ديننا الكسب الحلال والذي يهتم بالبعد عن خداع الآخرين أو أخذ مالهم دون وجه حق وفي هذا الموضوع تحديداًً أسهب الإسلام بشكل مفصل خوفاً من وقوع أبسط الالتباسات أمام البشرية في وقوع ما قد يؤذي نفوسهم أو علاقاتهم أو أموالهم .
العطف والامتنان لكل الأشياء الحية أمامنا .. لأن كل الكائنات الحية حولنا تملك حق الحياة بأمن وسلام ؛ بعيداً عن أدنى خوف من الآخر؛ وإن كانت تلك العلاقات بين بشر وحيوان أو بشر ونبات .. وما الرفق بالحيوان وعدم قطع الأشجار أو قتل طائر في دستورنا دون حاجة إلا دليل على الرفق والعطف تجاه الكائنات الحية كلها أليس في كل كبد رطبة أجر ؟؟ ألم يبك غصن شجرة أو نخلة يوماً لأن بشراً هو خاتم الأنبياء والمرسلين كان يقف عليها ثم تركها لأمر ما ..؟ لو تمعنا في هذا الكون سوف نجد أن بيننا وبين كل شيء حولنا علاقة ما ... من وجهة نظري الشخصية أن كل شيء حولنا ، حتى الجمادات ، يحتم علينا تقديم الاحترام والامتنان له .. تذكروا أن الوطن .. الوطن الذي تهون لأجله أموالنا وأرواحنا ماهو إلا قطعة من الجماد ..!!
فعلاً الحمد لله على هذا الدين الذي قدم لنا أسرارا عظيمة لحياة سعيدة وصل إلى بعض تلك الأسرار أباطرة العلم والحياة بجهد وكد ودراسات السنين بينما جاءتنا نحن المسلمين على طبق من ذهب ويبقى فقط التطبيق هو المشكلة ..!