السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة رائعه للدكتور عبد الرحمن العشماوي
في الشيخ سفر الحوالي شفاه الله وعافاه
قـرِّب إلينـا مــداك الـرحـب يــا سـفـر *** فقـد يـطـول عـلـى أحلامـنـا السـفـر
أنظر إلينا ، فقد يرضيـك مـا احتفلـت *** بــه المـشـاعـر لـمّــا هـزَّهــا الـخـبـر
فــي مـوطـن رفــع الإســلام مـنـزلـه *** فــروضــه بــزهــور الــحـــب يــزدهـــر
فـي صــورةٍ للتـآخـي حينـمـا بــرزت *** تشـرّبـت بمعـانـي حسنـهـا الـصــور
من أنت ؟ قال لسان العلـم محتفـلا *** أتُجهل الشمـس أو يُسْتنكَـر القمـر؟
مـن أنـت ؟ أنــت أخ فــي الله أعـرفـه *** مـن إخـوة ، غيثـهـم بالعـلـم ينهـمـر
حبيبـنـا سـفـر الأخـــلاق يـــا رجـــلاً *** بــــه الـرجـولــة والأخــــلاق تـفـتـخـر
أهكذا العلم - يـا ابـن الأكرميـن - إذا *** زادت غـزارتـه فــي الـعـقـل ينـفـجـر؟
أم أنـــه الـــدّم ضــاقــت عــنــه أوردة *** لأن صـاحـبـهــا بــالــهــم يـنـصــهــر؟
قـالــوا : نـزيــف دم لـلـطـب مـعـرفــة *** بــه ، فقـلـت بـــل التفـكـيـر والـنـظـر
بصيـرة شاهـدت مــن حــال عالِمَـنـا *** مـا لـو رأى مثلهـا ، لاستعبـر الحجـر
كـم صرخـة حمِّلـت بالـحـب أطلقـهـا *** مـذكَّــرا أمَّـــةً قــــد مـسّـهــا الــضــرر
نادى بني قومـه فـي ليلـةٍ غُمِسَـت *** في بحر ظلمائهـا ، والقلـب منكسـر
ستذكرون حديثـي ، حيـن تدهمكـم *** جحافـل الـروم عنهـا اللـيـل ينحـسـر
نــــادى ، فــأبــرأ بـالـتـذكـيـر ذمــتـــه *** وربــمـــا يـنــفــع الـتـذكـيــر والــنـــذر
أخـــا الـعـقـيـدة لــلأحــزان جـذوتـهــا *** وللأسـى وهـج فـي القلـب يستـعـر
أرى ( حـوالـةَ ) مــدت كــف مبـتـهـل *** تدعـو الـذي عنـده التصريـف والـقـدر
أكــاد أسـمــع مـنـهـا رجـــع زفـرتـهـا *** ومــا تـبـوح بــه الأغـصــان والـشـجـر
صبراً " حوالة " ما أنـت التـي فُجعـت *** وحـيــدة بابـنـهـا فـالـحــزن مـنـتـشـر
كـأنـنـي " بـعــوالي مـكــة " التـحـفـت *** بـثـوب حــزن ثـقـيـل خـاطــه الـكــدر
إن الـبـقـاع لــهــا أنــــسٌ بسـاكـنـهـا *** إذا تـغـيّـب عـنـهـا ، نـالـهــا الـضـجــر
كم موضع ، بُعْد أهل الفضل يوحشه *** والـقـرب يؤنـسـه منـهـم إذا حـضــروا
سـل القـوافـل عــن حــزن الـديـار إذا *** أشـجـت مرابعـهـا آثــار مـــن عـبــروا
أخـا شريعتـنـا الـغـراء ، نـحـن عـلـى *** بــاب الشـفـاء - بــإذن الله - ننـتـظـر
آمالـنـا عُلـقـت بــالله ، وهــو عـلــى *** تحقـيـق مــا تطـلـب الآمــال مقـتـدر
لـك المشـاعـر نـبـع الـحـب أرسلـهـا *** نـهـرا تـدفـق بـالأشــواق يـــا سـفــر
تحياتي
ح ـزن