أن الإسلام جاء كمنهج حياة شامل لم يترك شاردة ولا واردة إلا عالجها وأوجد لها الحلول المناسبة،وهذا الدين جاء إلى البشرية جمعاء ليحدث نقلة جديدة في حياته،جعل المسلمين أمة واحدة وألف بين قلوبهم وحثهم على التعاون فيما بينهم على البر والتقوى, يقول سبحانه وتعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }. سورة المائدة،وقال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
وقد سن حكام هذه البلاد المباركة سنة حسنة وهي دعم العمل التطوعي الاجتماعي وهذا نهج سارت عليه هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، واقتفى أثره أبناءه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الذي شهد العمل التطوعي الاجتماعي في عهده نقلة جديدة كان لها أثرها الطيب وثمارها اليانعة
ولقد حقق القطاع التطوعي نجاحاً باهراً، وأثراً إيجابياً ملموساً في مسيرته الماضية، ولا زال يسعى بخطوات متسارعة لتحقيق المزيد، خصوصاً وهو يشهد ميلاداً لمستقبل واعد، ومكانة أقوى، من خلال سعي الدولة للعمل بمفهوم القطاع الثالث كقطاع شريك للقطاعين ( الحكومي والخاص ) في عمليات التنمية، وتلك شهادة صادقة على المنجزات المكتسبة لذلك القطاع .
وإن أهمية الدور التطوعي في التنمية الاجتماعية تنبع من كونه يمثل جهوداً أهلية تقوم بدافع ذاتي ولاعتبارات دينية واجتماعية وإنسانية بالمساهمة في التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب مع الخدمات الحكومية في مجالات الرعاية والتنمية في مشاركة بناءة تضفي على الخدمة الاجتماعية رونقا خاصاً وتكسبها بعداً تنموياً واجتماعياً له دلالاته وخصائصه فمشاركة المواطنين للدولة وخدمتهم للآخرين وشعورهم مع من هم بحاجة إلى خدمات وبحاجة إلى تكيف اجتماعي سليم ومد يد العون لهم والأخذ بيدهم بالإضافة إلى اعتبارهم واجباً دينياً يبتغون من ورائه الثواب من الله عز وجل فإنه يحقق لديهم حاجات اجتماعية ونفسية ويكسبهم عادات حميدة كما أنه من جانب آخر يكسب المستفيدين من هذه الخدمات شعوراً بالطمأنينة وأنهم إضافة إلى رعاية الدولة يحظون برعاية إخوانهم الذين يشعرون بشعورهم ويحرصون على تلبية احتياجاتهم وإشباعها لئلا يشعروا بأي نقص قد يؤدي إلى الإحباط أو غير ذلك من آثار سلبية.
والعمل التطوعي يعتبر رافداً من روافد التنمية الاجتماعية تدعمه وتشجعه وتنظمه الدولة حتى يحقق الأهداف المرجوة والتي يمكن إيجازها بالآتي:
1- تنمية الشعور بالواجب لدى المواطنين.
2- مساعدة المتطوعين على تحقيق واجب ديني واجتماعي وإنساني.
3- تحقيق التعاون بين الدولة والمواطنين لرعاية الفئات المحتاجة بالمجتمع.
4- إكساب القائمين على الجمعيات الخيرية مهارات جديدة في إدارة وتنظيم العمل التطوعي من خلال الممارسة الفعلية والمرور بتجارب متنوعة واكتساب المهارة ورسم خطط العمل والإشراف على التنفيذ.
5- المحافظة على تماسك المجتمع وترابطه ووقاية الأفراد من المزالق والانحرافات الناجمة عن الحاجة.
[align=center] أخونكم
[/align]
[align=center]
لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالخفجي
[/align]