اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2011, 09:32 AM   رقم المشاركة : 1
فلق الأسحار
رائدي فـعـّـال
 
الصورة الرمزية فلق الأسحار
الملف الشخصي







 
الحالة
فلق الأسحار غير متواجد حالياً

 


 

Exclamation الظلام والتيه






الظلام والتيه

يا تائها في ظلمة ظلمه ياموغلا في مفازة تيهه يا باحثا عن مدية حتفه يا حافرا زبية هلاكه يا معمقا مهواة مصرعه بئسما اخترت لأحب الأنفس إليك‏.‏
ويحك‏!‏ تلمح الجادة فأنت في ظلال عين أملك ترى المحبوب وتعمى عن المكاره إذا كان عمرك في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى كيف يبقى على حالته من يعمل الدهر في إحالته كيف تطيب الدنيا لمن لا يأمن الموت ساعة ولا يتمل له سرور يوم كم قرع الزمان بوعظه فما سمعت ‏(‏لِيُنذِرَ مَن كانَ حَياً‏)‏ صاح ديك الإيقاظ في سحر ليل العبر فما تيقظت فتنبه إذا نعق غراب البين بين البين‏.‏
وَمَشَتِتِ العَزَماتِ يُنِفقُ عُمرَهُ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ يا مؤثرا ما يفني على ما يبقى هذا رأي طبعك هلا استشرت عقلك لتسمع أنصح النصائح من كان دليله البوم كان مأواه الخراب‏.‏
ويحك‏!‏ شهوات الدنيا أحلام يزخر منها نوم الغفلة ونظر الجاهل لا يتعدى سور الهوى ولا يخرق حجاب الغفلة فأما ذو الفهم فيرى ما وراء الستر لاحت الشهوات لأعين الطباع فغمض عنها ‏(‏الَّذَينَ يُؤمِنونَ بالغَيب‏)‏ فوقع أكثر الخلق في التيه والقوم ‏(‏عَلى هُدى مِن رَبِهِم‏)‏‏.‏
رحل الصالحون وفي القوم تثبط تالله لقد علموا شرف المقصد ولكن بعدت عليهم الشقة واأسفا‏!‏ لو عرفوا عمن انقطعوا لتقطعوا يصبحون في جمع الحكام ويبيتون على فراش الآثام وينفقون في الهوى بضائع الأيام ‏(‏أَُولَئِكَ الَّذَينَ اِشتَروا الضَلالَةَ بِالهُدى‏)‏ سلمت إليهم أموال الأعمار فأنفقوها في ديار البطالة ‏(‏فَما رَبِحَت تِجارَتُهُم‏)‏ هذا والعبر تصيح ‏(‏فَهَل يَنتَظِرونَ إِلا مِثلُ أَيامِ الَّذَينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم‏)‏ غير أن المسامع قد تملكها الصمم ويحهم‏!‏‏!‏ هلا تدبروا فساد رأي أمل ‏(‏وَأَن عَسى أَن يكونَ قَد اِقترَبَ أَجَلُهُم‏)‏ إن في الماضي للمقيم عبرة وليس المرء من غده على ثقة ولا العمر إذا مر يعود وغواري الليالي في ضمان الإرتجاع والدهر يسير بالمقيم فاشتر نفسك والسوق قائمة والثمن موجود ولا تسمعن حديث التسويف‏.‏
فَما لِغَدٍ مِ حادِثٍ بِكَفيلِ
الفصل الحادي والعشرون الإنتصار على الهوى
لما عرف الصالحون قدر الحياة أماتوا فيها الهوى فعاشوا انتهبوا بأكف الجد ما قد نثرته أيدي البطالين ثم تخيلوا القيامة فاحتقروا الأعمال فماتت قلوبهم بالمخافة فاشتاقت إليهم الجوامد فالجذع يحن إلى الرسول والجنة تشتاق إلى ‏"‏ علي ‏"‏‏.‏
كم شخص أشخصه الشوق إلى الحج يكاد مودع المواثيق قبل تقبيله يقبله فلما قضى الناسك المناسك ثم رجع بقي سهم الشوق إليه في قلب منى خواطرهم تراقب حدود الشرع وقلوبهم وَقَفَ الهَوى بي حَيثُ أَنتَ فَلَيس لي مُتَقَدّمٌ عَنهُ وَلا مُتَأَخّرُ أنفوا من مزاحمة الخلق في أسواق الهوى وقوي شوقهم فلم يحتملوا حصر الدنيا فخرجوا إلى فضاء العز في صحراء التقوى وضربوا مخيم المجد في ساحة الهدى وتخيروا شواطىء أنهار الصدق فشرعوا فيها مشارع البكاء وانفردوا بقلقهم فساعدهم ريم الفلا وترنمت بلابل بلبالهم في ظلام الدجى فلو رأيت حزينهم يتقلب على جمر الغضا‏.‏
فيا محصورا عنهم في حبس الجهل والمنى إن خرجت من سجنك لترويح شجنك من غم البلاء عرج بذلك الوادي‏.‏
تلمح القوم الوجود ففهموا المقصود فجمعوا الرحل قبل الرحيل وشمروا في سواء السبيل فالناس يخوضون في وحل الإكتساب وهم في ظل القناعة ومرض الهوى يستغيثون في مارستان البلاء وهم في قصور السلامة وكسالى البطالة على فراش التواني وهم في حلبات السباق ‏(‏يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبور‏)‏ يجرون خيل العزائم في ميادين المبادرة ويضربون الدنيا بصولجان الأنفة فما مضت إلا ايام حتى عبروا القنطرة وقد سلموا من المكس‏.‏
غناهم في قلوبهم ‏(‏سيماهُم في وُجوهِهِم‏)‏ ما ضرهم ما عزهم أعقبهم ما سرهم هان عليهم طول الطريق لعلمهم بشرف المقصد وحلت لهم مرارات البلاء لتعجيل السلامة فيابشراهم يوم ‏(‏هَذا يُومُكُم‏)‏‏.‏
سَخِطنا عِندَما جَنَتِ اللَيالي فَما زالَت بِنا حَتى رَضينا سِعدنا بِالوِصالِ وَكَم سُقينا بِكاساتِ النَعيمِ وَكَم شُقينا فَمَن لَم يَحيَ بَعدَ المَوتِ يَوماً فَإِنّا بَعدَ مَيتَتِنا حَيِينا

المصدر : كتاب اللطائف لأبن الجوزي












التوقيع :


لتكن خطواتك في دروب الخير

على رمل ندي

لا يسمع لها وقع

ولكن آثارها بينة




رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضوء رغم شدة الظلام سارة الحلوه :: المنتدى العام :: 11 06-07-2011 12:41 PM
يا نفس كفى .. ان الذي خلق الظلام يراني ! حسرات المنتدى الإسلامي 27 09-05-2010 07:23 AM
وطن الظلام كاهن المعبد :: المنتدى العام :: 4 10-11-2006 05:48 PM
-::: درس :::- رسم الظلال الــســامــر :: منتدى الرسم والتصميم والفلاش:: 11 04-11-2006 09:15 PM



الساعة الآن 03:24 PM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت