الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين ولا عدوان إلا على الظالمين
إن الإنسان إذا نازع الله جبروته أذله وجعله لغيره عبرة
فخذوا العبرة من أحداث هذه الأيام..
خذوا العبرة من سقوط عروش المتكبرين..
خذوا العبرة من مصارع الظالمين، ونهايات المتجبرين..
واحذروا الظلم بكل أنواعه ..
فإنه قد أودى بأصحابه..
وهبط بهم من علياء العز وذرى المجد إلى أرذل الذل وأقبح الذكر..
وكم من عزيز ذل بظلمه! وكم من جبار قصم بجبروته!
وما ظلم وتجبر إلا حين غرتُه قوتُه، ورأى شدة سطوته
{وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لله جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ}
جبابرة عبَّدوا الناس لأنفسهم من دون الله تعالى عشرين سنة وثلاثين وأربعين،
قد ألههم أعوانهم، وأخافوا الناس من سطوتهم..
مضى فيهم قضاء الرب سبحانه فنزعهم من عروشهم،
وقضى على جاههم، وسلط عليهم شعوبهم، وأذاقهم الذل والهوان بعد العز والسلطان
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
تكبروا وظلموا وطغوا وأجرموا فما حالهم الآن؟ وهل كانوا يظنون أن يصيروا إلى ما صاروا إليه؟!
انقلب العز إلى ذل، والأمن إلى خوف، والقوة إلى ضعف، والكرامة إلى إهانة..
سبحانه (يعز من يشاء ويذل من يشاء) يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء لا راد لقضاءه ولا مفر من لقاءه..
لا ملك للعبد يستمر.. ولا حال للعبد تدوم..
فلا يغتر يا عباد الله بالدنيا وزينتها، ولا يبطر بالنعمة واكتمالها إلا مغرور..
في لمح البصر تغيرت الأحوال، وتبدلت المقامات.
فانتبهوا وخذوا منهم العبرة ,وعظموا الله تعالى كما ينبغي له أن يعظم.. اقدروه حق قدره، وأكثروا من ذكره وشكره، وجدوا في عبادته؛ فتا الله إنه لا حول للعبد ولا قوة ولا نجاة إلا بالله تعالى، ولا ملجأ منه إلا إليه
طغى فرعون وتكبر وتجبر وجعل من نفسه إله فكان مصيره أن جعله الله آية لمن خلفه وعبرة لمن كان له قلب
وتجبر النمرود وعتى وطغى فأهلكه الله وأهانه ومزق ملكه
وتمادى قارون فخسف الله به وبداره الأرض
وإن من الناس اليوم من يسير على خطاهم وينهج نهجهم يقتل المسلمين ويفتك بالنساء والبنين وكأنه لم ير مصارع من كان قبله بقليل وإن له موعد لن يخلفه
وسيرى الذين ظلموا إي منقلب ينقلبون ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا
واتـــق الله فـــتــقــوى الله ما لامست قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقتل شعبا بطلا إنمـــا مـــن يــــتـــقـــي الله البـــطـــل
إن الله يرينا قدرته لنعود إليه ونتوب من ذنوبنا
فلا نكون ممن يرى الآية تلو الآية ولا يذكر الله ولا ينزجر ولا يعود إلى ربه
فإن الأنسان إذا رأى موعظة أو نذير ولم يتعظ يشتد قلبه قسوة أكثر مما كان عليه يقول سبحانه عن بني اسرائيل عندما شاهدوا
الآية العظيمة ولم يتعظوا بها قال سبحانه (ثم قست قلوبكم من بذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ).
فاحذروا من قسوة قلوبكم ولينوها بذكر الله وكثرة الإستغفار واتعظوا بما ترون من الآيات والنذر
نسأل الله تعالى أن يُجنِّبنا الظلم وأن يكفينا شر الظالمين، إنه وليّ ذلك والقادر عليه ونسأله سبحانه أن يديم علينا أمننا وأماننا ويحفظ لنا ديننا ولا يزغ قلوبنا