[frame="1 98"]رسالة
كانت الرسائل البريدية الوسيلة الأكثر شيوعا للتواصل بين الناس لأجيال مضت ، وما يزال البعض يحتفظ بعدد منها ؛ لما تحمله من فوائد أدبية أو تاريخية أو علمية ، وقد نشر البعض عددا من تلك الرسائل النادرة ، ومما يميزها أن الرد يكتب على ظهر الرسالة الواردة لمرات عديدة ؛ لأن ذلك الجيل كان يتميز باقتصاده في أغلب أموره ، وخاصة في الورق الذي أسرفنا في استخدامه بطريقة سيئة تبدأ بمدارسنا فتنتقل منها إلى دوائرنا ومنازلنا في حلقة غير متناهية ، ومع التطور المذهل لوسائل الاتصال لم يعد استخدام الرسائل الورقية شائعا إلا في المراسلات الرسمية ، فبات كل إنسان يرسل ويستقبل عددا غير قليل من الرسائل عبرها ، ومن الناس من يقوم بتمرير ما يرده من رسائل للآخرين - وهو لم يقرأها - ربما لما تحمله من تهديد بضرورة تمريرها ، ونادرا ما تصل رسائل ذات فائدة كبيرة .
ويحتفظ أناس ببعض الرسائل المميزة التي تردهم ، ولأنني أمارس هذا السلوك فقد عدت هذه الأيام لأرشفة كثير من تلك الرسائل في بريدي الإليكتروني ، ومن بينها رسالة تحمل مجموعة من الأقوال لم ينسبها مرسلها لإصحابها لعدم قناعته بحقوق الملكية الفكرية.
ومن بين تلك الأقوال أختار لقراء الدرة عشرة منها في هذا المقال :
السعادة : إحساس تحصل عليه عندما تكون مشغولا لدرجة لا تستطيع معها أن تحزن.
الشفقة : لا تدل على الحب بقدر ما تدل على الاستعلاء ، وإذلال الشخص الذي نشفق عليه ؛ لأننا قد نشعره بأنه أضعف أو أدنى منا.
الصراحة : شعرة بين الصدق والوقاحة.
التناقض : أن تنادي بفكر لا تطبقه.
الكبر : ما وجد أحد في نفسه كبرا إلا من مهانة يجدها في نفسه.
الاعتذار : تفاهم مع تأنيب الضمير.
الحياة : مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها ، وابن بها سلما تصعد به نحو النجاح.
الفاشلون نوعان : الأول فكر ولم يفعل ، والآخر فعل ولم يفكر.
الألقاب : لا تكسبنا مجدا ولكن نحن من يكسب الألقاب مجدا.
الثرثار : انسان تسأله عن الوقت فيشرح لك كيف صُنعت الساعة.
وقد نشأت في زمن مضى هواية المراسلة وانتشرت ، وكان لها محبوها وممارسوها ، ولكن الشبكة العنكبوتية بعد اتساع نطاقها قد نسجت خيوطها المتينة حولها فوأدتها.
وفي الختام أقول : الصداقة استثمار طويل الأجل لا يعي مداه المستغلون.
[عبد الله بن مهدي الشمري
ams.aljadlan@gmail.com [/frame]]