[frame="1 98"]شارع الأمير متعب يا بلدية الخفجي!
عبدالله مهدي الشمري
يحفظ كل واحد منا معالم الطريق التي يسلكها بسيارته حفظاً شديداً، فأثناء مروره المتكرر تكتنز ذاكرته بصور الأبنية على حافتي الطريق، والطرق المتفرِّعة عنها، والمحلات التجارية بأسمائها وأنشطتها المختلفة بل حتى السيارات الواقفة على أرصفتها أحيانا، ومن تلك الشوارع التي حفظت كثيرا من تفاصيلها شارع سمو الأمير متعب – وزير الشؤون البلدية والقروية السابق – في الخفجي حيث أصبح يعج بحركة مرورية واضحة بعد افتتاح البوابة الرئيسة لعمليات الخفجي المشتركة، فلقد أضحى شرياناً يسلكه موظفو العمليات، والقطاعات الحكومية العاملين ضمن مرافق العمليات، كما تسلكه الأسر القاطنة في حي الزهور، ومراجعو مستشفى العمليات، وتقع عليه هيئة التحقيق والإدعاء العام، وهناك مدارس ومعاهد أهلية، ومستشفى الخفجي الأهلي، ومن يسلك الشارع ذهابا وإياباً يتأكد له أنه يعاني عيوبا لا يمكن حصرها لكثرتها وتنوعها، فهو يمثل صورة حقيقية لكثير من شوارعنا البائسة التي ليست كغيرها حيث تمتاز بخصوصية فريدة ونادرة تتمثل في كثرة التضاريس البارزة والغائرة فيها، فلقد باتت ميادين تدريب كبيرة لمقاولين غير مؤهلين أصلا أو مؤهلين تحولوا إلى مهملين ومقصرين.
فهؤلاء المقاولون يحفرون الشوارع – سواء لخدمات الكهرباء أو الهاتف أو المياه والصرف الصحي – ويتركونها أو يقومون بإعادة سفلتتها بطريقة سيئة للغاية تتأرجح فيها كل سيارة تمر خلالها، فهل من سبب حقيقي سوى غياب الإشراف والمتابعة من قبل مهندسي البلدية ومراقبيها لأعمال المقاولين والوقوف الحقيقي على تنفيذهم للمشاريع بكل تفاصيلها والمحاسبة الحقيقية على كل خطأ أو تقصير متعمد وراء رداءة الشوارع التي أصبحت تشكل أضرارا كبيرة على السيارات إضافة إلى ما تحدثه من إرباك للحركة المرورية، وما تشكله من خطر على السلامة العامة؟
إن بعض السائقين يضطرون للانحراف فجأة عن مسارهم بسبب حفرة تظهر لهم أو نتوء كبير في الشارع يصادفهم، ويمكن اعتبار شارع الأمير متعب شاهدا ودليل إدانة كبيرة وجلية للبلدية ومقاولي الطرق والخدمات فيها.
وليس سرا أنه تم صرف ملايين الريالات على هذه الشوارع في مدينة صغيرة؛ لتكون صالحة وراقية خدمة لسالكيها.
ولا يفوتني – بياناً للحق – أن البلدية قد عملت خلال السنوات الأخيرة على سفلتة كثيرا من الشوارع، وأصلحت أرصفتها، واستبدلت كثيرا من أعمدة الإنارة ، وقامت بتأهيل حديقتين مهملتين، وتعمل على تأهيل عدد من الحدائق خلال هذه الفترة، ولديها مشروع لإزالة الأنقاض ومخلفات البناء التي ذكرتها في العام الماضي من خلال أحد مقالاتي، وهذه الأعمال تعد من أولويات واجباتها حيث وفَّرت الدولة الميزانيات اللازمة لها، ولكن الأهم هو المحافظة عليها من عبث المقاولين، والحرص على تنفيذ الأعمال القادمة بجودة عالية ؛ لتحقق الهدف منها، وليتم التفكير بمشاريع جديدة بدلا من العودة لصيانتها.
وقفة : إن مدينة الخفجي تمتاز بكثير من الخصائص التي تؤهلها لتكون واحدة من أهم وأجمل مدن المنطقة، وتلك مهمة مشتركة لرئيس بلديتها ومجلسها الجديدين.رابط المقال :
http://www.alsharq.net.sa/2012/02/04/110798
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٦٢) صفحة (١٨) بتاريخ (٠٤-٠٢-٢٠١٢[/frame]