اللهم إنى أُشهدك أنى أُحب نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , رسول الإنسانية , ومنبع الأخلاق الذكية , وأساس الخيرات الدنيوية والأخروية , والداعى لكل مافيه السعادة والسرور لجميع البشرية , مَنْ جَعلْت منه الرحمة المهداة , وفى إتّباعه الأساس لكل من يرجو النجاة , صاحب الخلق العظيم , والذوق العالى الرفيع , الذى منحته الحياء الجميل فجمّلته به وزينته , فلم تجعله صلى الله عليه وسلم إلا نوراً لكل سالك , وهداية لكل شارد , وجعلت الفخر والكرامة والعزة لكل مسلم فى أن يتّبع ذلك الرسول الإنسان , صاحب أفضل الأخلاق وجميل الخصال الحسان , من كان بالطفل وبالزوجة والبنون والبنات والناس رؤوفاً رحيماً صلى عليه الله النبى المصطفى العدنان .
زينته بالحلم وأكرمته بالعلم وفقّهته فى الدين فجعلت منه النور المبين لكل من أراد أن يتخلق بأخلاق الصالحين المؤمنين
صلى عليك الله يارسول الله صلاة كاملة وسلاماً تاماً تكونان سبباً فى حل عُقدنا وإنفراج كُربنا وقضاء حوائجنا والفوز بجميل وأحسن الرغائب , وعلى آلكِ وصحبك فى كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم عند الله أرحم الراحمين وحبيب سيد المرسلين .
لماذا الذوق ؟؟؟
لأنه سلوك غفل عنه كثير من عوام الناس إلا من رحم الله , وكثير كذلك من الملتزمين بالدين , فضاعت ذوقيات التعامل وأصبحنا نرى سلوكيات يندى لها الجبين , قد لا تحدث ممن هم على غير ديانة سيد المرسلين النبى محمد طه الأمين .
الذوق والإسلام :
ما الذوق فى الإسلام إلا شعار الدين والباعث الحقيقى لكل خُلُق متين والداعى لكل خير وجمال ومتانة فى علاقات الناس أجمعين , فله ترتاح النفوس وبه تزداد المحبة والراحة ويزول كل كرب وهمّ عن المكلوم ومن يحملون ضيقا فى النفوس ومتاعب بالصدور.
بالذوق .. ستُحل المشاكل ومُعضلات الأمور .
بالذوق .. سيفوز الناس بقلوبِ صافية .
بالذوق .. لن نجد بين المسلمين الغلَّ والحقد والحسد .
بالذوق .. سترتاح النفوس ولن تجد إلا كل جمال وسعد وتكافل ملموس بين الناس ومحسوس .
صدق الله العظيم :
صدقت ربى وتعاليت عندما مدحت وأثنيت على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم عندما قلت وقولك الحق :
( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم آية4 .
فلم تمتدحه فى هذه الآية الشريفة بعشيرته .. ولم تمتدحه بفتوته .. ولم تمتدحه بشجاعته .. ولم تمتدحه برسالته ..
وهذا كله وغيره يستحق المدح به والثناء عليه , إلا أنك ياربنا ياعظيم أردت بهذه الآية البسيطة والمكونة
من أربع كلمات .. أردت بها ومنها أن تعطى الإشارات وتنبهنا إلى نبينا العظيم وإلى أخلاقه العظيمة التى لم يبلغها
أحدُُ مثله , وكأنك ياربنا ترسل لنا ومضات مُسعدات لنا فى حياتنا لن نجدها إلا إذا كُنّا كحبيبك , بالأخلاق عظماء , وبالذوقيات والسلوكيات علماء , ومُطبقين لها وفقهاء .
نَحو ذوقيّات هامة :
1. الإتصالات :
قد تجد كثيرا من الناس يتصل بك على الهاتف بطرق لا ذوق فيها ولا أخلاق , يطلبون الرقم ويظلون على الإتصال دون توقف , فى الوقت الذى يجب أن يتوقف بعد مرور ثلاث رنّات على الهاتف , فقد يكون المتصل عليه مشغولا فى أمر هام , قد يكون بعمل أوإجتماع لا يستطيع الرد وقتذاك , قد يكون مريضاً غير قادر على الحديث بالهاتف , قد يكون الهاتف على وضعية الصامت , قد يكون المتصل عليه نائما , قد يكون وقد يكون وقد يكون .. فيا متصلا بالهاتف كثيرا .. لا داعى أن تطيل الاتصال وتكرره كثيرا .. وكن صاحب ذوق وإكتفى بثلاث رنات ..
فالذوق جمال ورحمة ... واللبيب بالإشارة يفهَمُ .
2. البيوت :
قد يذهب البعض إلى الناس فى بيوتهم , فيطرقون الباب المرّة وعشرات المرات فى حين أن الاسلام قد حدد فى ذلك مايدلل على جمال الذوق والأخلاق بأن تطرق الباب مرة ثم تنتظر ثم تتبعها الثانية ثم تنتطر ثم الثالثة وتبتعد عن الباب ’ فإذا لم يرد عليك أحدٌ فتوكل على ربك وإرجع هو أقرب للتقوى وأحفظُ لماء وجهك .
فقد يكون صاحب الدار نائما وقد يكون على غير إستعداد لأن يقا بلك وقد يكون الدار غير مُنظما ولا مُرتّباً ... وقد يكون وقد يكون وقد يكون ...
فيا طارقا لأبواب الناس .. كن صاحب ذوق وتأدب بأداب الاسلام .. فالذوق سعادة .
3 . رسائل الهواتف :
قد تجد كثيرا من الناس تصله رسائل على هاتفه المحمول من أناس يحبونه , رغبوا فى تهنئته بمناسبة سعيدة أو بدعاء جميل أو تذكيرا بطاعة , ثم لا تجد من هؤلاء ردا على رسائل الغير , لا مبالاة ولا إهتمام , فى حين أن الأخرين كلفوا أنفسهم بكتابة الرسائل وبقيمتها صغيرة كانت أو كبيرة وعبّروا عن طيب أخلاقهم وجميل ذوقياتهم , إلا أن المرسلة إليهم الرسائل قد قابلوا هذا الحب وذلك الذوق بعدم الرد برسائل مثلها , ناسين قول ربهم : ( واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ) النساء36 .
وهو ما قد يصيب المُرسِل بضيق وحزن بسبب عدم إهتمام المرسل إليه الذى قد يكون بذلك متكبرا على عباد الله الذين أحسنوا وبادروا وعبّروا عن جميل خلقهم وجمال ذوقياتهم ...
فياهذا المتكبر .. لِمَ تتكبر ؟؟ وعلام تتكبر ؟؟؟ أنسيت أنك قد خلقت من منّى يُمنى ؟؟ وستكون عند موتك جيقة لاتُطاق . كن صاحب ذوق وأحسن إلى الناس كما يحسنون إليك ..
وهل جزاء إحسانهم إليك تجاهلك لهم ...
فالذوق دليل التربية الطيبة والفهم الجميل لمعانى الإسلام .
4. الإقتراض :
قد تجد من يقترض منك لحاجة ماسة , فتقرضه ثم إذا قّدمت له ورقة لإثبات الدَيْن وطريقة السداد تجده يحزن
منك ويتضايق كيف تفعل ذلك معه , ألست واثقاً فيه , ألست مُؤتمِنا له , وهكذا كثير من الإنفعالات الغير طبيعية والتى تصطدم فى حقيقتها مع شرع الله الذى أتى إلينا به فى سورة البقرة بقوله : ( ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فأكتبوه .... ) البقرة 282 .
سبحان الله .. يأمر المولى تعالى بكتابة الديْن ويُوجّه خطابه للذين آمنوا ... أليس فى ذلك مصلحة للذين آمنوا وتطبيقا للشرع وضمانا للحقوق ؟ فلماذا تكون ردود الأفعال الغريبة من جرّاء كتابة الدين .
أليس فى كتاب الله دستورا لنا ينظم حياتنا الإجتماعية فيما بيننا ويضمن أموالنا تجاه بعضنا ..
ألا من باب أولى أن يشكر المُقترض صاحب القرض على أن يَسّر أمره وفكّ كَربه وأعانه على نوائب الدهر .
فيا مقترضا .. كن صاحب ذوق .. فالذوق ضمانة إجتماعية توقف الخلافات والمظانّ السيئة وتضمن الحقوق
5. القمامات :
قد تجد كثيرا من الناس من يقوم برمى قمامات بيته أمام بيوت الناس أو فى الطريق , غيرُ عابئاً بمن حوله ,
مؤذيا للناس , غيرُ مؤديا لحق الطريق , متناسيا قول رسوله وقدوته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه إبن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه (126) .
فيا مؤذيا للناس .. كن صاحب ذوق .. فالذوق هداية .. والجار حبيب للرسول ووحى الرسول .
6. الإنتظار :
قد تجد بعضا من الناس إذا ذهب إلى مصلحة من المصالح خاصة أو حكومية أو ذهب الى الماركت ليقف أمام الصندوق ليدفع القيمة لما إشتراه أو يقدم أوراقه للموظف , قد تجد بعض هؤلاء يحاولون تخطّى غيرهم فى خط الإنتظار يريدون أن يتمكنوا من أول الصفوف بلا حياء بلا خجل بلا أدب , متناسين تماما أن فى ذلك أَثَرة وحب للذات وأن فى ذلك مبغضة لمن يقفون أمامه وظلم وسوء أدب ’ متناسين أن إيمان المرء لايكتمل إلا اذا أحب لأخيه مايحب لنفسه وبأنه لايجوز شرعا التعدى على حقوق الغير و إيذائهم ..
فيا أنانيا تحب نفسك ... كن صاحب ذوق .. فالذوق شجاعة .
7. التحيّة :
قد تجد بعضا من الناس إذا ألقيت عليه السلام الذى يدلل على إيمانك وشعار فهمك لإسلامك , تجده لايرد السلام عليك ومنهم من يرد غير عابئا , ومنهم من يرد بصوت غير مسموع يوحى لك بأنه لم يرد , فى حين أنه إذا كان إلقاء السلام سنة عن نبينا على من تعرف ومن لاتعرف , إلا أن رد السلام واجب , فضلا عن أنه يدخل السرور على الغير ويحبب الناس فى بعضهم بعضا ويزيد من المودة والتآلف بين الناس .. وقد كان نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يلقى السلام حتى على الصبيان تحببا وتوددا .
فكن يا من لاترد السلام أو ترده بغير لطافة وأدب .. كن صاحب ذوق ورُدّ رداً يدلل على إهتمامك ..
فالذوق أدب .
8. الإستعارة :
قد تجد من الناس من يستعير منك شيئا , ككتاب أو مجلة أو شيئا من أدوات المنزل الضرورية , ثم تجده لايرده إليك أو يرده بعد وقت طويل أو لايرده إلا إذا طلبته منه .. أو تجده قد أضاعه وأفقده , ومنهم من يرد الشيء المستعار معيباً على غير حالته الطيبة السليمة التى كان عليها وقت الإعارة .. غير عابئا ولا مهتما بالحفاظ على أمانات الناس , بل قد لا يفكر فى أن يقول لك شكر الله لك .. لاحرمنا الله من مساعدتك .
فيا مستعيرا بلا أدب ..هل تقابل الإحسان بإساءة .. كن صاحب ذوق .. فالذوق نعمة .
9. الزيارة :
قد يأتى إليك زائر , وما أن يدخل البيت إلا وتجده يعبث ببصره يمنة ويسرة فى قاع البيت وجنباته , غير مهتما بما قد يكون بالبيت من الفتيات والنساء على حالة تستدعى غض بصره , وقد تجده ما أن يجلس إلا ويبدأ يسأل عن كل مايراه كم سعره من أين إشتريته , وقد يطيل الزيارة بما يسبب حرجا لأصحاب البيت , وقد يصل الأمر به إلى أن يصيب بيتك بعين أو حسد ’ تظل بسببه مهموما مكلوما وأهل بيتك لفترات لايعلمها سوى العليم الخبير .
فيا هذا .. تأدب عند دخول البيوت وضع بصرك فى الأرض عند الدخول وأخفض فيه صوتك ولاتجلس فى مكان يكشف عورات البيت وأدعوا لأهل البيت وبارك ولاتسترسل فى السؤال فيما لايعنيك ولاتطيل الزيارة , فمن تلطف فى زيارة الناس أحبّوه وتشوقوا دائما إليه ... فالذوق مشاعر وأحاسيس جميلة .
10. الأصوات العالية :
قد تجد من الناس من يقوم بتعلية أصوات التلفزيون أو الراديو بالدرجة التى تشعرك كأن ذلك الصوت داخل
بيتك أنت , ومنهم من يسكن فى الطابق الأعلى ويترك أولاده يلعبون ويطرقون ويدقّون ويزعجون . غير
مهتمين براحة جيرانهم الساكنين تحت طابقهم , وغير ناظرين إلى أنه قد يكون بالبيت مريضا يتألم أو طالبا
مجتهدا يذاكر ويتعلم .
وكأنه يقول بلسان حاله المهم أن أستمتع وأولادى وحدنا فقط ولا يهمنى إذا كان فى ذلك إتعابا لجارى أو
راحة له .
فيا جار السوء ... إعلم أنك لجارك مؤذياً ولمشاعره مُجرّحاً ولراحته مُضيّعاً .. فتكون بذلك له ظالماً .. قد
تنالك منه الدعوات الحارقة فتصبح بسببها فى تيه وتعب بسبب حماقتك وعدم رشدك وأنانيتك .
قال الله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) [النساء: 36]
وعن إبن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما زال جبريل
يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) متفق عليه (126) .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا ذر ، إذا طبخت مرقة ؛ فأكثر
ماءها وتعاهد جيرانك )) رواه مسلم (127) .
وفي رواية له عن أبي ذر قال : إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني : (( إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ، ثم انظر
أهل بيت من جيرانك ، فأصبهم منها بمعروفٍ )) (128) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا
يؤمن )) ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقه !)) متفق عليه (129) .
وفي رواية لمسلم : (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ))
فياجار السوء .. إن لم تستطع أن تُسعد جارك , فلا تكن مصدر شقاء وتعب له .
وكن صاحب ذوق ... فالذوق راحة لك ولجارك .. وتدبّر ما قاله ربك ورسوله عن الجار , الذى قد يجعلك إما إلى جنة أو إلى نار .
11. شُرُفات البيوت :
قد تجد من بعض الرجال والشباب من يقفون فى شرفات منازلهم بملابس داخلية متعرية أذرعتهم وصدورهم
بشكل ليس من الرجولة فى شيء , مما يُجرّح مشاعر جيرانهم من النساء والفتيات , فيضطرون لإغلاق نوافذهم ويجلسون فى ضيق وتعب لايستطيعون الإستمتاع بالهواء ولا تدخل إليهم الشمس ولا أضواء النهار
فيا رجلا بلا رجولة ويا شابا بلا حياء .. كن صاحب ذوق ولاتحرم جيرانك من حق الإستمتاع بالدنيا مثلك وحافظ على مشاعرهم وأحب لهم ما تحبه لنفسك .. فالدنيا لم تُخلق لك وحدك . . فالذوق رجولة وحياء .
12. مواقف السيارات :
قد تذهب لمكان ما ثم توقف سيارتك بمكان مناسب نظامى لا تعطيل فيه للغير , ثم ترجع لتجد غيرك قد
أوقف سيارته خلف سيارتك , فتظل تنتظر وتنتظر , وقد يطول الإنتظار بك فتتعطل مصالحك وتتهيج
أعصابك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
فيا مُعطّلا للناس مصالحهم ... كن صاحب ذوق ... وإتق الله فى الناس , فقد يكون من وقفت بسيارتك
خلفه قد يكون فى حالة تستدعى ولادة زوجته أو طفلاً له مريضاً يريد أن يسعفه أو ميتاً يريد أن يشارك فى
جنازته أو صلاة فى المسجد جماعة يريد ألا تفوته أو إرتباطاً بوظيفة ومواعيد حضور يريد أن يلتزم بها .
فيا صاحب هذا السلوك ... هل ترضى ذلك لنفسك .. هل تقبل من أحد أن يُضيّع عليك موعدا أو
يتسبب فى مشكلة لك فى بيتك أو وظيفتك أو يحرمك من لزوم الجماعة بالمسجد أو المشاركة فى تشييع
الميت ... بالطبع لن ترضى ... فكن صاحب ذوق ... فالذوق عبادة .
خاتمة :
اللهم وَفّر حظّ المسلمين من خيرٍ تُنـزِّله أو إحسانٍ تتفضل به عليهم أو بِرٍّ تُنشِرُهُ لهم أو رزق تبسطه أو
ذنب تغفره أو خطأ تستره عليهم . يا إلهي يا من بيده ناصيتنا يا عليماً بضرنا وأخلاقنا وسلوكياتنا
ومسكنتنا , يا خبيراً بفقرنا وأحوالنا وسلوكياتنا وفاقتنا , نسألك بحقك وقدسك وأعظم أسمائك وصفاتك
أن تجعل أوقاتنا في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة وتعاملاتنا فيما بيننا جميلة مُرْضية
مقبولة .. يامن إليه شكونا أحوالنا وسلوكياتنا , نسألك أن تقوِّ على خدمتك جوارحنا وتهذب بفضلك
أخلاقنا وتُجمّل برحمتك سلوكياتنا وتشدد بالعزيمة جوارحنا , وهب للمسلمين جميعا الجدّ في خشيتك
والدوام على الاتصال في خدمتك والإسعاد التام لخلقك ولكل من تشرّف بعبادتك , حتى نخافك مخافة
الموقنين وإجمعنا في جوارك مع المؤمنين أصحاب الذوق والسلوكيات والخلق المتين .
اللهم إقذف رجائك في قلوبنا وإقطع رجائنا عمن سواك حتى لا نرجو أحداً غيرك فأنت مولانا وَ وَلِيِّنا في
الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم يا عظيم نسألك باسمك العظيم أن تَكْفِنَا كل أمر عظيم وأن تٌجمّلنا بكل عظيم من الأخلاق العظيمة التى
زينت بها حبيبك ونبيك وصفوة خلقك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .