«لاعبو سنة أولى» لم تواجههم بالقرارات الحازمة.. و «اشتم النادي ولا تنتقدني» أصبح شعارها المرفوع
أقدام "تجرجرها" اجسام خاملة لم تقدر وفاء وإخلاص الجماهير التي حضرت فتجرعت الألم بوجود لاعبين يفرضون شروطهم ويهددون بالرحيل من دون ان يجدوا من يتعامل معهم باحترافية، بعضهم سنة اولى في الملاعب فاصبح يرى نفسه اكبر من الكيان، ترى ما الذي اوصلها الى هذا المستوى من التبلد وغياب الاحساس وعدم الغيرة على شعار الفريق الذي شوهته الصفقات الخاسرة بداية ب "مانغان" ورفاقه ومن خلفهم الفرنسي كومبورايه، انه العمل الاداري الذي اتسم الفوضى والمجاملة وغياب الاستراتيجية والدوران في حلقة مفرغة والعودة الى المربع الاول في كل بطولة مهمة، حتى الصفقات وان كانت متواضعة "محليا" لم تمنح الفرصة ولا نعلم لماذا تم التعاقد معهم.
هناك ادارات تعزز قوة فريقها بالصفقات ورسم السياسة البعيدة وتلمس احتياجات الفريق عن قرب، اما في الهلال فكل مرة تثبت الادارة انها تعمل بالاتجاه الخاطئ، صفقات فاشلة واجهزة فنية غيبت جمالية الهلال وروحه، ابتدعوا قضية ان سامي الجابر هو العلة وما يحدث للفريق من مشاكل، واصطف بعض اللاعبين مصدقين ما يقال بقيادة عناصر لم تجلب الا الفشل، وانشغلوا بعدم تجديد عقد احمد الفريدي، مرروا بكذبة اعداء نجاح وشوشرتهم على العمل قبل ان تبثت الادلة والنتائج وان العلة في الادارة نفسها التي اختصرت الهلال بحضورها فقط وتشكيل اسماء حولها من الاعلام يصورونها وكأنها هي من بيده علاج الهلال فقط، مع تجاهل مكونات النادي وتاريخه وجماهيره وحضوره الممتد على مختلف الاصعدة قبل ان يعود للمربع الاول بقرارات تاريخية من هذه الادارة التي حولت النادي الى سوق لبيع وشراء الاوهام والاعتذارات، الضحك على الاعلام والجماهير بان هناك طفرة استثمارية تنتظره وانها - اي الادارة - ستسلمه فريقا مميزا ومختلفا عن كل الاندية حتى لا يجد الرئيس القادم صعوبة في الصرف وابرام الصفقات الكبيرة، في وقت لم تأخذ بآراء ابناء النادي والاعلام الصادق الذي حذرها مرارا وتكرارا ولكنها وضعته ضمن صفوف "الضد"!.
حتى وإن رحلت ادارة الفشل وهذا مطلب جماهيري لا مفر منه، فما الذي خلفته للادارة اللاحقة من ايجابيات وارضية خصبة تعزز من العمل وتقود الى التقدم خطوة الى الامام، لاشيء مع الاسف؟ لقد خلفت الاحباط والتركة الثقيلة من الانهزامية وانعدام الروح وغياب الغيرة على شعار النادي، ونظن ان الجماهير لا تنسى تصريحات التهديد من الامير عبدالله بن مساعد برحيل الرئيس في وقت يخوض الفريق معمعة الموسم ويستعد للبطولة الاسيوية التي خرج منها بمباركة من الادارة!
منذ الفوز على نجران التزم الاعلام الصدق والحياد في موقفه ومنحها فرصة العمل تماشيا مع تصريحاتها ووعودها، ولكن مواجهة اولسان وتلقي الفريق هزيمتين في كوريا والرياض تدلل على ان الهلال لا يمكن له ان يسير في ظل وجود هذه الادارة التي في عهدها.
صار اللاعبين يقلدون الادارة بالفوضى وعدم الانضباط لا يمانهم ان لأحد ينهرهم ويقول لهم كفوا عن العبث بالفريق داخل الملعب، مجرد اقدام ترمي الكرة باذهان شاردة فصاروا اقوى منها في كل شيء داخل وخارج الملعب، من دون ان يكون هناك حزم وجزم في كثير من القرارات التي بدأت اكثر عشوائية منذ التفريط بالروماني رادوي، وقصة رحيل غيرتس التي تناقضات في روياتها، وبيع عقد البرازيلي نيفيز والموافقة على رحيل السويدي فليلهمسون ويزيد غضب انصار النادي ضدها التطاول على النادي من دون ان يجد من يحفظ كرامته ويحمي سمعته ويدفعه نحو المسار الذي اعتاد عليه، حتى رموزه لم يحترموها فان تمت الاشادة بهم غضبوا واعتبروا ذلك انتقاصا من قيمة الادارة، والكل يتذكر عندما خرجت بالاوراق العام الماضي للرد على الشرفيين وان لا علاقة لهم باتمام بعض الصفقات المحلية في وقت كان يفترض الحفاظ على روح الاسرة الواحدة وغض الطرف في سبيل مصلحة الكيان وتكاتف رجاله الذي اسسه الراحل عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله، حتى اصبح في واجهة الاندية الاسيوية قبل أن يمر بهذه المرحلة الحرجة والسيئة في تاريخه من خلال مستويات ونتائج متواضعة ومخيبة للامال، ولا تعكس اسم الفريق المهم في خريطة الكرة السعودية والقارية.
الذين يتمنون استمرار الهلال بهذه الحالة السيئة هم من يخرجون للدفاع عن هذه الادارة لأن في استمرارها مزيد من ضياع هوية الفريق وابتعاده عن جادة البطولات التي كانت ملازمة له وبكثرة خلال اعوام مضت، ومع الاسف ان الذي يدير الهلال "جمعية مستشارين" اخر ما يفكرون به هي مصلحة النادي، بل انهم يعملون على اسقاطه بشكل او بآخر من خلال برامجهم وصحفهم ومقالاتهم وسط مباركة من الادارة التي اصبح شعارها (اشتم النادي ولا تنتقدني)!.