«إذلال» الهلال!!
صالح بن علي الحمادي</b>
الناقد الموضوعي «المحايد» في تعاطيه مع الشأن الرياضي عامة، وشؤون وشجون كرة القدم السعودية بصفة خاصة.. لا يمكن أن يصف سقوط زعيم الكرتين السعودية والآسيوية، الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال.. في عقر داره وأمام جماهيره العريضة والغفيرة بنتيجة صفر لأربعة (0 – 4) أمام ضيفه فريق أولسان الكوري الجنوبي.. إلا بوصف مستحق يتمثل بالهزيمة المرة «المذلة» والمهينة لسمعة نادي القرن الآسيوي! الأمر الذي أعاد ذكريات السقوط الشنيع أمام الشارقة الإماراتي 2 - 5 آسيويا!
بادئ ذي بدء.. علينا التأكيد أن كل عاقل «كيس» فطن.. يدرك «جيدا» أن لا إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ولا جهاز الفرنسي كومبواريه ولا لاعبو الفريق «قد» تعمدوا.. لا سمح الله «إذلال.. الهلال».. لا والله.. معاذ الله.. بل إننا متأكدون من أنهم جميعا كانوا متحمسين جدا جدا ومجتهدين لتسجيل نتيجة إيجابية تنقل الفريق «الأزرق» إلى نصف نهائي آسيا بطموح كسب الأوزبكي أو الأسترالي لملاقاة أي من الاتحاد أو الأهلي في نهائي سعودي «خالص» يقام في العاصمة الرياض.. لكن ليس كل مجتهد بمصيب.. لقد جرت رياح المباراة بما لا تشتهي جماهير الزعيم.. وحتى جماهير الأهلي والاتحاد التي كانت تتمنى نهائيا يقام في أرضها السعودية لا على أرض أي من كوريا أو أوزبكستان!!
لذا، فالمخططات الإدارية والفنية الهلالية لم تحبط الجماهير الهلالية «فحسب»، بل حتى جماهير الأتي والأهلي نالها نصيبها من الإحباط!!
ماذا جرى للهلال؟!.. هذا أخطر سؤال!
مع الاحترام «التام» كل الأطراف.. وحتى «لا أحرق» الحوار الذي أجراه معي الأخ الزميل عناد العتيبي للزميلة صحيفة «الشرق» الشرقاوية و«ربما» ينشر غدا! دعونا نستعرض أطراف «أضلاع» النجاح الثلاثة (الإدارة.. والجهاز الفني.. واللاعبين)!
بصراحة.. بعد الخسارة أمام «أولسان» في كوريا في مباراة الذهاب التي كشفت «وبالذات في الشوط الثاني» مقدرة الهلال على الفوز في الإياب وبالتالي بلوغ نصف النهائي.. غاب الرئيس وبعض الأعضاء الإداريين منهم المتحدث «الجاسر» في إجازة «شرق آسيوية»، وبالتالي غابت «التعبئة المعنوية» وظهر الهلال في أسوأ حالات التحضير النفسي والمعنوي.. وهذا تقصير إداري لحداثة تجربة الجهاز الفني مع الفريق الهلالي!!
تدريبيا أحسن المدرب كومبواريه صنيعا وهو يريح العناصر الأساسية أمام الرائد.. لكنه فشل في رسم استراتيجية المباراة ميدانيا.. إذ كان الأحرى به أن لا يندفع مبكرا ليتلقى فريقه هدفين قضيا على آمال لاعبيه! كان من المهم جدا الحفاظ على نظافة شباكه في الشوط الأول وعدم التهور بالاندفاع أبدا ولو انتهى الشوط الأول صفرا لمثله لكان بمقدرة رسم نهج هجومي يبحث من خلاله عن هدفين نظيفين يحسمان الأمور لمصلحته!
عناصريا.. نتعاطف مع اللاعبين قليلي الخبرة.. الذين أهملت الإدارة تحضيرهم معنويا ونفسيا للمباراة المصرية!!.. لكننا «في الوقت ذاته» نستغرب حالة الاستكانة والبرود حد الجمود في أهم مبارياتهم في الموسم.. حتى الآن على الأقل!
أما ما جرى للجماهير الهلالية في ملعب الأمير فيصل فهذا موضوع آخر نعود إليه لاحقا كون المساحة انتهت.