هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس التي تحكم قطاع غزة.
جاءت تصريحات نتيناهو إثر مقتل قائد كتائب القسام في غزة احمد الجعبري في قصف جوي على السيارة التي كان يستقلها.
ويأتي ذلك في اعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل.
في غضون ذلك اتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس المصري محمد مرسي وحثهما على ضرورة "وقف التصعيد" في غزة، حسب ما اعلن البيت الابيض.
وقال نتيناهو في خطاب تلفزيوني " اليوم ارسلنا رسالة واضحة الى حماس والجماعات الارهابية الاخرى".
واضاف" اذا برزت الحاجة، فان قوات الدفاع الاسرائيلية مستعدة لتوسيع العملية. سنستمر في فعل اي شيء للدفاع عن مواطنينا".
واضافة الى مقتل الجعبري ومسؤول آخر في حماس كان برفقته، قتل سبعة اشخاص آخرين في سلسلة الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل على القطاع الاربعاء، والحصيلة مرشحة للارتفاع كما ذكر رياض منصور المبعوث الفلسطيني الى الامم المتحدة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عشرة اشخاص بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وأن نحو 40 آخرين أصيبوا بجراح.
وكان بين القتلى رضيع عمره 11 شهرا وامرأة حامل في توأمين.
مقتل الجعبري
وبدأت الغارت الجوية بهجوم دقيق على سيارة تقل قائد الجناح العسكري لحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
ويعتبر الجعبري، البالغ من العمر 46 عاما اعلى مسؤول فلسطيني يقتل في القطاع منذ الحملة العسكرية الكبيرة التي شنتها اسرائيل على القطاع منذ اربع سنوات.
وبعد دقائق من مقتل الجعبري هزت انفجارات هائلة غزة حيث شنت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات على أهداف منتقاة قبيل الغروب وارتفعت أعمدة الدخان والغبار فوق المدينة المزدحمة.
وهرع المدنيون المذعورون للاختباء.
وردت حماس بإطلاق اربعة صواريخ من نوع غراد على مدينة بئر سبع الجنوبية فيما قالت الحركة إنه رد مبدئي.
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]ابواب الجحيم[/COLOR]
وقالت حماس إن "الاحتلال فتح على نفسه ابواب جهنم" باغتياله القائد العسكري أحمد الجعبري.
وافادت إسرائيل بوقوع أضرار دون ان يصب أحد بسوء. وأسقط نظام الدفاع الإسرائيلي (القبة الحديدية) عشرة صواريخ في الجو.
وقال الجيش الاسرائيلي إنه استهدف "عددا كبيرا" من مواقع إطلاق صواريخ حماس طويلة المدى في قطاع غزة، مشيرا الى أن استهداف هذه المواقع هو إضعاف لقدرات حماس على إطلاق الصواريخ.
وقال شهود عيان إن الجعبري كان في سيارته في مدينة غزة عند انفجار سيارته.
وقال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) في بيان إن "الجعبري كان مسؤولا عن تمويل والاشراف على العمليات العسكرية والهجمات ضد اسرائيل".
واضافت "إن تصفيته اليوم رسالة لمسؤولي حماس في غزة إنهم اذا واصلوا دعمهم للارهاب ضد اسرائيل، فإنهم سيتعرضون للاذى".
وأكد أفيخاي أدرعي الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أن العملية تأتي في بداية عملية إسرائيلية لاستهداف من وصفهم بالإرهابيين في قطاع غزة.
ويقول مراسل بي بي سي في غزة إنه يمكن سماع صوت اطلاق النيران في الشوارع.
ويضيف أن الغضب يعم المدينة وانه يخشى ان يؤدي الهجوم الى تصعيد كبير في اعمال العنف.
[COLOR="rgb(160, 82, 45)"]إدانة فلسطينية[/COLOR]
وأدانت السلطة الفلسطينية "بشدة" اغتيال الجعبري والتصعيد الاخير على قطاع غزة.
وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية " اننا ندين بشدة التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة".
وأضاف عريقات يبدو ان اسرائيل كان لديها نية مبيتة لعدوان شامل اتجاه قطاع غزة، فبالرغم من الجهود المصرية لتحقيق التهدئة، فإن الاجندة الاسرائيلية واضحة باغتيال الجعبري والقصف الواسع على القطاع".
وحمّل عريقات الاحتلال مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة، قائلا "نخشى ان يأخذ القصف ابعادا اخرى".
وشدد عريقات على ان الرئيس محمود عباس يبذل جهودا كبيرا بالاتصال مع العديد من المؤسسات الدولية والزعماء لإنهاء العملية على غزة.
إعلان حرب
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن اغتيال الجعبري هو "إعلان حرب".
وقالت الحركة في بيان لها إن "استهداف القائد أحمد الجعبري، هو إعلان حربٍ على شعبنا، وبناءً عليه فإننا سنتعامل مع هذا الإعلان الصهيوني بنفس المستوى".
ودعت الحركة "كافة أذرع المقاومة وجماهير شعبنا لإعلان الاستنفار العام لمواجهة سياسات الاحتلال العدوانية".
"رئيس أركان حماس"
وكان الجعبري على رأس قائمة المطلوبين من قبل اسرائيل منذ سنوات طويلة.
الجعبري هو اكبر مسؤول من حماس يتم قتله بعد الاجتياح الفلسطيني لغزة منذ اربعة سنوات.
ويعد الجعبري من الرعيل الأول للقيادات العسكرية لحماس، وقد خلف القائد العام للكتائب محمد الضيف الذي أصيب في محاولة اغتيال سابقه في عام 2002.
ونجا الجعبري من عدة محاولات للاغتيال كان من بينها استهداف منزله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بعدة صواريخ في عام 2004.
وتطلق اسرائيل على الجعبري "رئيس أركان حركة حماس"، في دلالة منها على المكانة التي يحظى بها في داخل صفوف الحركة.
و حصل الجعبري على البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، واستهل حياته ناشطا في صفوف حركة فتح.
واعتقل مع بداية الثمانينيات على يد القوات الاسرائيلية وأمضى 13 عاماً في سجونها بتهمة الانخراط في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية عسكرية ضد اهداف اسرائيلية عام 1982.
وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بحركة "فتح"، وانتمى لحركة حماس.