بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فهذه نماذج نيرة للسلف في محافظتهم على الصلاة وحبهم لها ، اطرحها بين يديكم ، راجياً لي ولكم التوفيق لكل خير :
ذكر عن أحد السلف أنه مر ذات يوم على قرية ما في طريقة ، فوجد أهلها مجتمعون بعد صلاة العصر عند بيت من بيوتها ، فقال لهم : ما بالكم ؟ ، قالوا : نعزي فلان فاته تكبيرة صلاة العصر في المسجد .
فهذه القصة تدل على حرص السلف رحمهم الله على الصلاة والمحافظة عليها .
ويقول سعيد بن المسيب - التابعي الجليل -: "ما أذّن المؤذن من ثلاثين سنة إلاّ وأنا في المسجد".
وقال وكيع بن الجراح: اختلفت إلى الأعمش (سليمان بن مهران) قريبًا من سنتين؛ ما رأيته يقضي ركعة.
وعن ربيعة بن يزيد الإيادي - رحمه الله - أنه قال: "ما أذّن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلاّ وأنا في المسجد، إلاّ أن أكون مريضًا أو مسافرًا.
وكان المزني - رحمه الله - إذا فاتته صلاة الجماعة، صلى تلك الصلاة خمسًا وعشرين مرّة.
ويقول محمد بن سماعة بن عبيد الله التيمي - قاضي بغداد -: "مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى، إلا يوم ماتت أمي، فصليت خمسًا وعشرين صلاة، أريد التضعيف". مع أنه يكفي أن يصليها مرة واحدة، ويعطيه الله عز وجل الأجر المضاعف على نيته، ولكن هكذا بلغ بهم اجتهادهم، وأخذهم على أنفسهم.
منقول-