ما الذي يلزم العاجز عن الجمع بين الوفاء بالنذر وقضاء الدين ؟
السؤال :
رزقني الله واشتريت شقة تمليك ولم يكن معي مبلغها كاملا فأخذت سلفة من العمل ومن بعض الأصدقاء وأنا الآن أنفذ التشطيبات اللازمة لهذه الشقة لأسكن فيها أنا وأسرتي.. وقد كنت نذرت منذ عدة سنوات أن أخرج ثلث المال الذي يأتيني من أي عمل خارجي (أي غير مرتبي الأساسي) لله.. وسؤالي هو: فهل يجوز لي في الوقت الحالي أن أتوقف مؤقتاً عن إخراج النذر الذي نذرته حتى أسدد ما علي من ديون والتزامات... وهل لي أن أنفق المال الذي يرزقني الله إياه من أي عمل خارجي على تشطيب الشقه للسكن فيها... علماً بأني أسكن حالياً في شقه بعقد محدود المدة وإيجار شهري كبير (عقد إيجار جديد كما نسميه هنا)؟
الإجابــة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإقدام على النذر مكروه لثبوت النهي عنه، ومن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري وغيره.
والوفاء بالنذر واجب على الفور إذا كانت صيغة النذر تقتضي ذلك، فإذا عجزت عن الجمع بين الوفاء بنذرك وقضاء ديونك سواء كانت أقساطاً أوغيرها فيتعين حينئذ تقديم قضاء ديون الآدميين، لأن حقوقهم مبنية على المشاحة؛ بخلاف حقوق الله تعالى فهي مبنية على المسامحة، وبالتالي فلك إنفاق جميع المال في قضاء الأقساط المترتبة عليك من تلك الشقة وتأخير الوفاء بالنذر إذا كنت لا تستطيع الجمع بين الوفاء به وقضاء الديون، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71030، 94928، 58467.
والله أعلم.