سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 257
" من قرأ القرآن فليسأل الله به , فإنه سيجيء أقوام يقرءون القران يسألون به الناس " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 461 :
أخرجه الترمذي ( 4 / 55 ) وأحمد ( 4 / 432 - 433 و 439 ) عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن # عمران بن حصين # أنه مر على قارىء يقرأ , ثم سأل , فاسترجع ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
وقال الترمذي : " وقال محمود ( يعني شيخه ابن غيلان ) : هذا خيثمة البصري الذي روى عنه جابر الجعفي , وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن , هذا حديث حسن , وخيثمة هذا شيخ بصري يكنى أبا نصر " .
قلت : قال فيه ابن معين : ليس بشيء . وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " , وقال الحافظ : " لين الحديث " .
قلت : والحسن هو البصري وهو مدلس وقد عنعنه , لكن أخرجه أحمد ( 4 / 436 ) من طريق شريك بن عبد الله عن منصور عن خيثمة عن الحسن قال : " كنت أمشي مع عمران بن حصين , أحدنا آخذ بيد صاحبه , فمررنا بسائل يقرأ القرآن ... " الحديث نحوه .
قلت : وشريك هذا هو القاضي , وهو سييء الحفظ فلا يحتج به , لاسيما مع مخالفته لرواية سفيان . وإنما حسن الترمذي هذا الحديث مع ضعف إسناده لما له من الشواهد الكثيرة , وذلك اصطلاح منه نص عليه في " العلل " التي في آخر " السنن " فقال ( 4 / 400 ) : " وما ذكرنا في هذا الكتاب " حديث حسن " , فإنما أردنا حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب , ولا يكون الحديث شاذاً , ويروى من غير وجه نحو ذلك , فهو عندنا حديث حسن " .
ومن الغرائب أن يخفى قول الترمذي هذا على الحافظ ابن كثير , فإنه لما ذكره في " اختصار علوم الحديث " عن ابن الصلاح تعقبه بقوله ( ص 40 ) : " وهذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله , ففي أي كتاب له قاله ?!" .
فقد عرفت في أي كتاب له قاله , فسبحان من لا تخفى عليه خافية .
ثم إن الحديث نقل الشوكاني ( 5 / 243 ) عن الترمذي أنه قال بعد إخراجه : " هذا حديث حسن , ليس إسناده بذاك " .
وليس في نسختنا منه هذا : ليس إسناده بذاك . والله أعلم . ثم رأيتها في نسخة بولاق من " السنن " ( 2 / 151 ) .
أما شواهد الحديث , فهي عن جماعة من الصحابة بألفاظ مختلفة وهاك بعضها : " تعلموا القرآن , وسلوا الله به الجنة , قبل أن يتعلمه قوم , يسألون به الدنيا , فإن القرآن يتعلمه ثلاثة : رجل يباهي به , ورجل يستأكل به , ورجل يقرأه لله " .