اسم الله تعالى الديّان
اسم الله تعالى الديّان يقع في مجموعة "الرقابة والحساب" وتشمل الأسماء الحسنى التالية: الرقيب – الشهيد – الحاسِب – الديّان والديّان في اللغة يُطلق على الملك المُطاع والحاكم والقاضي وهو الذي يدين الناس إما بمعنى يقهرهم وإما بمعنى يحاسبهم ويوم الدين هو يوم الجزاء ومن ذلك قوله تعالى (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ الصافات). والديّان شرعًا هو المحاسِب المجازي الذي لا يضيع عمل عامل وقال القرطبي وهو الديّان المجازي وفي الحديث: "الكيّس من دان نفسه" أي حاسبها. ويوم الدين هو اليوم الذي يدين الله سبحانه وتعالى العباد فيه بأعمالهم فيثيبهم على الخيرات ويعاقبهم على المعاصي والسيئات. وقال الحليمي: الديّان المحاسِب المجازي الذي لا يضيع عملًا ولكنه يجزي بالخير خيرًا وبالشرّ شرًّا. يقول القرطبي: فيجب على كل مكلّف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الديّان يوم القيامة الذي يجازي كلًا بعمله فيقتص للمظلوم من الظالم ومن السيّد لعبده. الآثار الاعتقادية والعملية للإيمان بهذه الأسماء الأثر العلمي الاعتقادي: الله سبحانه وتعالى رقيب شهيد حاسب ديّان رقيب على ما أكنّته الصدور مطّلع على جميع المخلوقات، شهيد على المبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء وشهيد على المسموعات بسمعه الذي وسع كل شيء وهو حاسبٌ ومُحصٍ على عباده كل ما عملوه ويوم القيامة يدينهم بأعمالهم ويجازيهم فيرضى على من يستحق الرضى فيرحمه ويثيبه ويكرمه ويدنيه ويغضب على من يستحق الغضب فيعذبه ويعاقبه ويهينه ويقصيه. الأثر العملي: · اليقظة والحذر والخوف من الله عز وجل وتحري الإخلاص والتقوى في الأقوال والأعمال لأن الله عز وجل رقيب على ما في القلوب من النوايا والمقاصد ولا يقب من العمل إلا ما كان خالصًا صوابًا. كما أنه شهيد على ما تعمله الجوارح فيحرص العبد ألا يصدر منه إلا ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأفعال لأنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية. · اللين والتسامح في التعامل مع الآخرين والحرص على إعطائهم حقوقهم مع الحذر والخوف الشديد من الاعتداء عليهم أو ظلمهم وأكل حقوقهم وكما تدين تُدان. · التفكر في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة يوم يجيء الله الملك الديّان مجيئًا يليق بجلاله للفصل بين العباد فالله سبحانه ديّان والحقوق ستؤدى في ذلك اليوم إلى أهلها وأنه ليس ثمّ في ذلك اليوم إلا الحسنات والسيئات. اللهم أجرنا من خزي يوم الندامة ومن الفضيحة يوم القيامة. مقاصد الدعاء التي يناسبها تمجيد الله سبحانه وتعالى بهذه الأسماء الرقيب، الشهيد، الحاسب، الديّان من الأسماء الدالة على صفات الله: الرقابة والشهتدة والمحاسبة والدينونة وهي صفات مرتبطة بأحوال العباد في دنياهم وأن كل شيء تحت رقابته سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء ولذا كان من المناسب دعاء الله سبحانه وتعالى والتوسل إلي والثناء عليه بهذه الأسماء في كل أحوال العباد لا سيما في حال الخوف من المتجبرين والمستكبرين، كحال الدعاة والمجاهدين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وما يمثله الدعاء والثناء بهذه الأسماء من اطمئنان وتثبيت كما أخبر سبحانه وتعالى عن موسى وهارون عليهما السلام في قوله تعالى (قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴿٤٥﴾ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴿٤٦﴾ طه) وأما يوم القيامة وما سيكون فيه من حساب وأهوال فقد كان حاضرًا في دعوات الأنبياء كما قال سبحانه وتعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴿٨٢﴾ الشعراء) وقوله (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴿٤١﴾ إبراهيم) (من كتاب الأسماء الحسنى تصنيفًا ومعنى – تأليف ماجد بن عبد الله آل الجبار)اسم الله تعالى الديّان