في أفريقيا وحدها يموت نحو ستة آلاف شخص يوميا بسبب مرض نقص المناعة المكتسب - الأيدز - ويفوق هذا الرقم ضحايا الحروب والمجاعات والفيضانات. وينتج عن ذلك ازدياد أعداد الأطفال الذين يطلق عليهم أيتام الأيدز بصورة تنذر بالكارثة.
شخص هذا المرض للمرة الأولى في بداية ثمانينات القرن الماضي، إلا أن أول حالة إصابة ربما تكون قد حدثت قبل ذلك بكثير في أفريقيا، إذ يعتقد أن تاريخ ذلك يعود إلى الخمسينات.
وقد أدى استخدام بعض الأدوية للعلاج فضلا عن نشر التوعية بين السكان في بعض أجزاء العالم إلى وقف انتشار المرض، لكن أفريقيا تعاني من تحول المرض إلى وباء مستشر بسبب أن معظم المصابين بالفيروس المسبب للأيدز ليسوا على دراية بحقيقة إصابتهم.
مصدر المرض
يعتقد معظم الباحثين المختصين بأن الإنسان اكتسب مرض نقص المناعة من قرود الشمبانزي التي تحمل أحيانا فيروسا مشابها للفيروس الذي يسبب المرض عند البشر ويطلق عليه اختصارا أتش آي في (HIV). ويقول هؤلاء الباحثون إن المرض انتقل عن طريق تناول لحوم تلك القرود أو التعرض للعضّ من قبلها.
لكن هناك أقلية من الباحثين ترى أن انتشار المرض جاء عن طريق لقاح حضر من أنسجة قرد شمبانزي مصاب بالفيروس.
تعريف بالأيدز
كلمة الأيدز اختصار لعبارة - متلازمة نقص المناعة المكتسب - بالإنجليزية أما مختصر العبارة بالفرنسية فهو - سيدا.
وفايروس الأيدز يسبب فقدان المصابين به القدرة على مقاومة الإصابات بسبب ضعف أجهزة المناعة لديهم أو انهيارها مما يجعلهم عرضة لأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي والسرطان والسل وإصابات الجهاز الهضمي وغيرها.
الأعراض
قد لا يظهر المصابون بالفيروس أي أعراض واضحة لسنوات ولا تثبت إصابتهم إلا بواسطة تحليل عينة من الدم. غير أن الأعراض الأولى التي تظهر على المصابين قد تتضمن فقدان الوزن والسعال الجاف والحمى المتكررة والإجهاد وانتفاخ الغدد والإسهال.
الإنتشار
ينتقل فيروس نقص المناعة البشري بواسطة سوائل الجسم مثل الدم والسائل المنوي وسائل المهبل وحليب الأم.
وأكثر الطرق شيوعا لانتشار المرض هي الاتصال الجنسي واستخدام الحقن الطبية لأكثر من مرة وانتقاله من الأم لجنينها أو وليدها
كما ينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم إلى المرضى. لكنه لا ينتقل من شخص لآخر عن طريق اللقاءات الاجتماعية.
العلاج
لا يوجد علاج فعال لمرض الأيدز كما لا يوجد لقاح للوقاية منه. لكن هناك أدوية بإمكانها الحد من انتشار الفيروس ومعدل تدميره للجهاز المناعي. وقد أدى استخدام الأدوية عند بعض المرضى إلى انخفاض مستوى الفيروس في أجسادهم إلى درجة أنه لا يظهر في الاختبارات.
الوقاية
يشكل الوعي بالمرض أحد أهم النقاط الرئيسية في الوقاية منه. وتولي بعض البلدان الأولوية لاختبار الدم لمساعدة حملة الفيروس في معرفة حقيقة الأمر.
وترى الأمم المتحدة أن الدول الفقيرة يمكن ان تحرز نتائج أفضل في هذا المضمار إن هي اعتمدت تحسين وسائل التوعية والتثقيف والتعليم وتوفير الواقي الذكري لكل من يحتاجه.
عمق الأزمة
وتشير الإحصاءات إلى ان عدد ضحايا الأيدز انخفض في البلدان الغنية بفضل استخدام الأدوية المضادة له، لكنه تحول إلى وباء في العديد من البلدان الفقيرة.
وتقدر الأمم المتحدة أن الأيدز سيقتل أكثر من ثلث الذكور البالغين في بعض أجزاء أفريقيا.
وطبقا للأمم المتحدة فإن الأيدز يتصدر الآن أسباب الموت في أفريقيا ويعتبر القاتل رقم واحد في القارة والرابع في بقية أنحاء العالم.
وتشير إحصاءات المنظمة الدولية إلى أن 8ر2 مليون شخص ماتوا بسبب المرض العام الماضي.
لماذا أفريقيا؟
يرى العلماء أن ارتفاع عدد حالات الإصابة المتنامي بصورة مرعبة في القارة أمر يبعث على اقصى حالات القلق. ويعيش في بلدان جنوب القارة الأفريقية ثلثا المصابين في العالم بفيروس أتش آي في الذي يسبب مرض الأيدز.
ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن وباء الايدز يقتل أكثر من مليوني شخص كل عام في أفريقيا. وتقدر الأمم المتحدة عدد الأفارقة الذين فقدوا حياتهم نتيجة المرض منذ تشخيصه للمرة الأولى بأحد عشر مليونا.
والواقع أن المرض بدأ يتخذ طابعا وبائيا في هذه القارة، لكن استجابة الحكومات في غالب الأحيان كانت بطيئة.
وأدت عوامل كثيرة إلى تفاقم المشكلة بينها الفقر والأمية ونقص التوعية وضعف النظام الصحي وتدني المستوى الاجتماعي للمرأة.
وتحتاج القارة الأفريقية لمواجهة المرض إلى مد يد العون إليها وحصولها على أدوية منخفضة الأثمان ليكون بإمكان جميع المصابين الحصول عليها.