حِينَ ووَلجْتُ المكتبة العامة بالعيون للمرَّةِ الأولَى في شهر شوَّال من عامِ1409هـ،
لم يَكُنْ يَدُورُ فِي خَلَدِي أنَّهُ سيكونُ لِي مع المكتبةِ شَانٌ، ولم أتصوَّرْ أنْ يتغلغلَ حبُّها في قلبي ويسرِي في دمِي
قبل معرفتي بها أذكرُ أنني كنتُ أجمعُ مصروفي المدرسيَّ لأشتريَ كتابًا أو مجلةً ألْتَهِمُ ما يحويانه التِهامًا،
وجاءتِ المكتبةُ العامَّةُ لِتُحَقِّقَ لي طُموحي في القراءةِ المتنوِّعةِ لكافَّةِ أنواعِ العلومِ والمعارفِ، حتَّى غدتْ بيتي الثاني الَّذِي ألْجَأ
إليهِ لتغذيةِ عقلي ورُوحي، فأنا حين أقرَأُ كتابًا أكُونُ قد كسبتُ صديقًا جديدًا، وغنمتُ فوائدَ جَمَّةً، تفتحُ آفاقَ فِكري، وتُنِيرُ دربي،
وتُغذِّي عقلي، وحالي عندها أفضلُ مِنْ حالِ الذي لا يقرأُ بتاتًا، ذلك الذي يأكلُ لِيُكَبِّرَ بطنه، أمَّا أنا وأنت- عزيزي القارئ- فإنَّنا
نقرأ الكتابَ والمجلة والموسوعة؛ لِنُكَبِّرَ عقولَنا.
وخِتامًا أنصحُك أيُّها القارئ بِارتِيَادِ المكتبةِ العامَّةِ والقراءةِ والسؤال عمَّا استغلقَ على فهمِكَ.
ناصر بن فضل الثنيان
1422هـ
_______________________
المكتبة العامة بالعيون: هي ثاني مكتبات محافظة الأحساء بعد المكتبة العامة بالهفوف.