[frame="6 80"]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..... أما بعـــــــــــــــــــــــــد ،
الأعجاب بالنفس داء عضال وما دخل جسد الا أفسده ولا حياة الا دمرها .... فهو يوقف الفكر والفكرة والحركة والحراك ، ويسلبك القدرة على مسايرة العالم من حولك . ويمنعك من التعلم مع الأخرين . ويحجب عنك أبواب المعرفة والعلم ويفقدك الصحبة الصالحة ... حقاً هو داء خطير .
قبل أن نطرح لك حلولاً في العلاج العملي لمرض الإعجاب بالنفس ؛ لا بد أن نشخص الداء بدقة حتى لا تظلم نفسك ولا تغفل عن حقيقة الأمر ... فربما تكون حقاً مصاب أو أنك ظالم لنفسك ؛ وحتى تستطيع تشخيص الداء بدقة لتتناول الدواء المناسب ... هيا نجاوب على هذه الأسئلة ::
1- هل ترى نفسك أفضل من الآخرين في كل شيء؟؟
2- هل ترى نفسك أكثر تديناً ؟؟
3- هل يعجبك فكرك والفكر الآخر مرفوض حتى النقاش فيه ؟؟
4 - هل ترفض أن يذكرك الناس في عيوبك ؟؟
5 - هل أذنك لا تسمع إلا من فمك ، وعينك لا ترى إلا من قلبك ؟؟
6 - هل يسرك أن يقوم لك الناس إذا دخلت عليهم ؟؟
7 - هل رأيك صواب يحتمل الخطأ ، أم خطأ يحتمل الصواب ؟؟
هل أجبت عن الأسئلة بينك وبين نفسك ؟ هل تجردت من كل شيء وأنت تجاوب ؟ هل صدقت مع نفسك ومع ربك في معرفة هذا الداء العضال ؟؟
* وأخيراً قبل أن أتكلم معك حبيبي عن العلاج ؛ بقي تذكير سريع للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر .. اسمعه لعله يرقق قلبك قبل أن تتناول العلاج :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهو متبع ، وإعجاب المرء بنفسه "
والآن عزيزي القرئ .. ما العلاج العملي لمرض الإعجاب بالنفس ؟
نجعلة في أرقام حتى لا نطيل عليك ... ونسأل الله الشفاء :
استعن بالله .. فإن الله عون من لا عون له وسند من لا سند له .. وهو وحده القادر على شفائك .
تذكر أخي الكريم حالك الأول :
- ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً )
- ( أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً )
- ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالم من طين )
- ( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين )
- ( هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً )
أن تقيم نفسك وتقدر حياتك بالقدر الصحيح لا بما لا تستحق: (( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم )) ( آل عمران: 188 )
أن تعلم أن كل ما عندك إنما هو هبه من الله عز وجل : (( قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً )) ( النساء : 78 )
اشكر الله على ما أتاك من نعم .. فغن الشكر دواء القلوب ورحمتها من التحجر ، وبالشكر يصبح قلبك غير قابل لزراعة مثل هذه الأمراض الخبيثة ؛
اقرأ في قصص الصالحين من الذين هم أكابر في الزهد والورع والتقى حتى تتعلم إدارة حياتك : (( لقد كان في قصصهم عبره لأولي الألباب ما كات حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون )) ( يوسف : 111 )
خالط المتواضعين ، وانظر لمن هو أعلى منك في العلم والدين والمنصب والجاه ؛ ويتلذذ بتواضعة : (( فتبسم ضاحكاً من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )) ( النمل : 19 )
تذكر دائماً أن الإعجاب بنفسك حال المفسدين والجهلة .
وأخيراً كن مع الله ... وقو حالك بين يدي الله ... فمحال أن تكون مع الله مريض بعيد عنه .
أين المتكبرين والمتجبرون *** بل أين فرعون وهامان
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم *** وذكرهم في الورى ظلم وطغيان
هل أبقى الموت ذا عز لعزته *** أو هل نجا منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الأكوان من عدم *** الكل يفنى فلا أنس ولا جان
************************************************
وفي الختام أتمنى من الجميع المشاركة بأي طريقة يعرفها حول هذا الموضوع الذي أصبح منتشر في كل مكان .
دمتم بحفظ الله ورعايته
سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام [/frame]