أن التعامل مع موضوع الموت قد يكون صعباً حتى على الكبار، ولكن الموت لا يفرق بين كبير وصغير ولذلك يجب أن نحضر أنفسنا للتعامل معه وإخبار أطفالنا عنه. وللتحضير لذلك، نحتاج لان ندرك ضمنياً مشاعرنا الخاصة حول الموت وهذا ما سيمنحنا القوة على توفير جو من الأمن للأطفال.
أن التعامل مع موضوع الموت يجعلنا نتذكر الحاجات الأساسية للأطفال. فالأطفال يحتاجون إلى الشعور بالأمان عندما يواجهون الموت خصوصاً موت شخص يحبونه أو يعرفونه. واليك الإرشادات التالية لتساعدك في احتضان الحاجات العاطفية للأطفال الذين يتعاملون مع الموت:-
مرحلة الصدمة والحزن:
شجع الطفل على التعبير عن مشاعره، ومخاوفه عن فكرة الموت. اشرح للطفل ما هو الموت دون أن تخيفه أو تربكه. مرر للطفل جرعات صغيرة من المعلومات حول ظروف الموت، حتى يستوعب ما حدث. عزز إجاباتك بالكثير من اللطف والتعاون ولا تفقد صبرك معه.
مرحلة النكران:
شجع الطفل على مواصلة نشاطاته اليومية مثل ارتداء ثيابه لوحده، والعناية بنظافته الشخصية، وتناول طعامه. ستساهم هذه الأعمال اليومية بمساعدة الطفل على تخطي مرحلة الحزن عن طريق إبقائه في الواقع.
مرحلة الغضب:
على الأغلب ستلي مرحلة النكران مرحلة الغضب. وقد تسمع العديد من الأسئلة والاتهامات حول الموت. لا تأخذ الإنفجارات الغاضبة كاتهام شخصي ولا تقلل من مخاوف الطفل. بالأحرى، ساعد الطفل على توجيه الطاقة إلى مكان آخر عن طريق الإجابة على أسئلته وامتصاص غضبه، مثلا قم بأخذه لاختيار ورود أو شتلات ليضعها على القبر، اطلب منه أن يكتب مشاعره في رسالة إلى الله ويطلب فيها أن يعتني الله بهذا الشخص. يمكنك أخذه إلى بيت العزاء ليتلقي العزاء ويشعر بأن هناك أناس كثيرين يهتمون لأمره.
مرحلة التوجه إلى الله:
يلي مرحلة الغضب مرحلة التوجه الى الله. خذ الطفل إلى مكان العبادة، واطلب منه أن يصلي ويدعو للشخص المتوفى، علمه بأن هذه هي سنة الحياة، وان العديد من الأشخاص يموتون يومياً وان غيرهم يولدون وبأن الروح من عند الله، وهي أمانة، وبأن المتوفين تذهب أروحهم إلى السماء في حياة سرمدية. لا تترك الطفل يظن بأنهم أما في النار أو الجنة، اطلب منه أن يستغفر الله ويصلي، ويتصدق عن روحه، ليزيد من حسناته حتى يكون مثواه الجنة. استغل هذه الفرصة لتقرب الطفل من الله وتعوده على الصلاة. وركز انتباه الطفل على الأفكار الإيجابية.
مرحلة الكآبة:
عند الانتهاء من مراسم الجنازة، والعزاء، يعود الطفل إلى الواقع، وحينها قد يقع فريسة للكآبة. ويمكن أن يؤدي هذا إلى انسحاب الطفل بعيداً عن الأصدقاء والأحباء. ولذلك يجب منح اهتمام خاص للطفل أثناء هذه المرحلة. ركز انتباه الطفل على أهداف يومية قصيرة الأمد، مثل الذهاب مع أصدقائه المقربين لشراء ثياب أو قضاء يوم في مركز للنشاطات. لا تدع الطفل وحيداً، خذه معك إلى العمل إذا اضطررت ولكن لا تتركه لوحده خصوصاً في هذه المرحلة. حيث يمكن لأي إهمال أن يسبب غرقه في الكآبة بينما الرعاية النفسية يمكن أن تجعله ينتقل إلى المرحلة الأخيرة بسهولة.
مرحلة القبول:
وأخيرا يمر الطفل بمرحلة القبول. خلال هذه المرحلة، يجب أن تعود إلى حياتك الخاصة وتترك الطفل يرى أن الحياة تستمر. أعطى الطفل الوقت الكاف لأدراك حقيقة الموت القاسية ولكن ذكره دائماً بأنها حالة طبيعية منذ خلق البشرية على الأرض. أن نجاحك في نقل الطفل خلال هذه المراحل لن يساعدهم على تخطى هذه الأزمة فقط بل ستجهزهم بالمهارات الضرورية لتحمل الكثير من الخسائر اللاحقة في حياتهم بنجاح.
اخوكم : مـــــحـــــمـــــد