الصبر على المصيبة
من لإيمان الصبر على المصيبة و الصبر على المصيبة معناه : التجمل و التجلد و ضبط النفس على باعث الشهوة و الرغبة العاجلة و قد ذكر الله تعالى الصبر في أكثر من سبعين موضعا في القرآن و مدح الصابرين مدحا لم يجعله لغيرهم فجمع لهم ثلاث خصال و ثناء و الله تعالى عليهم و رحمته ووصفهم بالمهتدين، قال تعالى { أولائك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولائك هم المهتدون }
وما من قربة إلا و أجرها بتحديد و مقدار إلا الصبر فقال سبحانه و تعالى عنه { و إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} و لا يتم الصبر إلا بمطابقة القلب للسان و الأعمال ، فلا ينفع التجمل باللسان و العمل مخالف أو القلب جازع بما فيه متطلع للشهوة المحرمة و طاعة الشيطان ، فإذا قال المصاب بلسانه : إنا لله و إنا إليه راجعون عليه أن يكون في قلبه تسليم الله بقضائه حقا دعمه على مقتضى الصبر صدقا فلا يصدر منه لفظ اعتراض و لا لوم و لا استغراب يناقض ذلك، فلا يقول مع الاسترجاع لم يا رب ؟ و لا كيف حصل هذا لي ، و أو لم لا يحصل لغيري أو لم أتوقع حصول ما حصل لي ، و لا يصدر منه عمل مخالف كلطم الخدود و شق الجيوب أو الإحلال بواجب ، فان ذلك يتضمن الاعتراض على القدر المنافي للصبر و الصبر على المصائب لا يفيد صاحبه إلا إذا تجمل به عند الصدمة الأولى .
أول نزول المصيبة فمن صبر عندها رزق الهداية و الرحمة و ثناء الله تبارك و تعالى عليه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنما الصبر عند الصدمة الأولى و صبر العاقل في أزل لحظة و صبر الأحمق بعد ثلاث و لا و لا مزرية للصبر بعد ثلاث فكل الناس بعدها يصبر و يخرج عن مقام الصابرين من اظهر الكآبة و الحزن غير المعتاد في ملبس أو فراش أو الطعام اوجد المصيبة ، لأن المفقود عارية الله ردت إليه ، فلا يستدعي إظهار الحزن و الكآبة.
و القدوة في ذلك ما صنعته الصحابية الجليلة أم سليم زوج أبي طلحة رضي الله عنه اخفت عن أبي طلحة موت ابنه و تهيأت له كعادتها في فراشه و أخبرته في الصباح بالمصاب و لشانها العظيم في ذلك بارك الله لهما في لياتها فرزق الله من حملها ذلك سبعة أولاد كلهم قرؤوا القرآن و حملوا العلم و الصبر الجميل هو أن لا يعرف صاحب المصيبة من غيره و لا يخرج من حد الصبر توجع القلب و دمع العين
اخوكم : مـــــحـــــمـــــد