[frame="1 80"]اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الأثنين 1430-03-19هـ الموافق 2009-03-16م العدد 13058 السنة الأربعون
________________________________________
عزيزي رئيس التحرير
ليته لم يؤكد ، وليته لم يجتهد!
جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم في أواخر الشهر الماضي من هذا العام لتضع معيارا جديدا سيكون له الأثر الفعال والحسن في نجاح مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام من خلال تعديل ضوابط افتتاح مدارس التعليم العام للبنين والبنات في كافة مناطق ومحافظات المملكة التي صدرت بقرار اللجنة العليا لسياسة التعليم في 5/3/1423هـ حيث شملت الموافقة الكريمة تخصيص 1.6 م للطالب كمعيار لكثافة الفصل الدراسي الواحد مما يعني أن كثافة الفصل - وفقا للتوجيه الكريم - لن تزيد على 25 طالبا في السنوات القادمة في الفصل الذي مساحته 40 مترا مربعا ، وتمثل هذه المساحة أغلب الفصول الدراسية في المباني الحكومية ، وهذا التعديل أمل كان يرجوه العاملون في الميدان المدرسي نظرا لما كانوا يعانونه من مشكلات بسبب الكثافة العالية في الفصول الدراسية ، كما أنه سيساعد في العملية التربوية والتعليمية بشكل مباشر ، ويتيح للطالب والمعلم معا بيئة تعليمية وتربوية وصحية مناسبة.
ويدرك التربويون - قبل غيرهم - أن الكثافة العالية في الفصول معوق من معوقات العملية التعليمية ، وأنها تكون أكثر ضررا في الصفوف الأولية حيث ينصب الجهد الأكبر على المعلم ، وتؤثر سلبا في مستوى الإدارة الصفية.
وحيث إن التعليمات السابقة كانت تحدد عددا لا يزيد على 30 طالبا / طالبة في الفصل في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية و35 طالبا / طالبة في الصفوف العليا ، ولكن كثيرا من المدارس لم تلتزم بهذه التعليمات نظرا لما تتلقاه من تعليمات شفهية من بعض المشرفين والمسؤولين في إدارات التربية والتعليم ، وقد تكون المشكلة أكبر في المرحلتين المتوسطة والثانوية ، ولعل من أمثلة ذلك ما قرأته في جريدة اليوم تحت عنوان : « 50 طالبة في الفصل الواحد بابتدائية سيهات السادسة» في الخبر الذي أعده علي الزاير في العدد 13014 الصادر يوم السبت 31/1/2009 حيث جاء فيه : أكد مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران أن عدد الطالبات في فصول المدرسة الابتدائية السادسة بحي السلام بسيهات يتراوح بين 48 و 50 طالبة مشيرا إلى أن المدرسة من مباني أرامكو المطورة ومن الطبيعي أن نجد هذا العدد في ظل المساحة الواسعة للفصول.
إن الحديث في الخبر عن مدرسة ابتدائية للبنات ، وعدد كبير بل مضاعف للطالبات في الفصل الواحد ، ومن المؤسف بل والمحزن أيضا تأكيد مدير التربية والتعليم واعتباره أن ذلك أمر طبيعي ، وتبريره لقوله بأن مساحة الفصول واسعة.
ولا يختلف التربويون في أي مكان وزمان أن من أهم عوامل نجاح العملية التعليمة توفر البيئة المدرسية المناسبة ، ولكن مما يعجب له أن يصدر مثل هذا القول المخالف عن مدير عام للتربية والتعليم في منطقة كبرى من البلاد ، وكأنني بلسان حال أولياء أمور الطالبات بعد قراءة الخبر يقولون : ليته لم يؤكد ، وليته لم يجتهد!.
وأقول : هيهات ! هيهات ! أن نصل إلى تعليم متميز ما دام هناك مسؤولون يرون أن بإمكاننا أن نملأ الفصول بالطلاب أو الطالبات - وكأنهم مواد نقوم بتخزينها في مستودعات– وقد نفاجأ يوما باجتهاد مدير تربية وتعليم آخر يقترح أن تتحول فصول المدارس إلى قاعات كبيرة لتقتصر المدرسة الابتدائية على ستة فصول دراسية فقط.
همسة : إن قلق أولياء أمور الطالبات على مستوى بناتهم التحصيلي في هذه البيئة التعليمية المكتظة يعد وعيا تربويا يقدر لهم ، وأنهم يشاركون به وزارة التربية والتعليم ، ويشتركون معها في غد واعد لأبنائنا وبناتنا.
[align=left]عبدالله بن مهدي الشمري[/align]
________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 09:52:57 17-03-2009[/frame]