بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
ومن موعد مسبق لتذكرة طيران ، على خطوط الجوية السعودية ، كانت لرحلة الذهاب لـ الرياض
موعداً معي ومع أحداث أضافت لي أوراق العلم والإستفادة والتحليل ، الذي يجب على كل فرد منا لايفرط
بـ ثانيته و لحظاته اليومية الروتينية ، فما أجمل الحصد وإنتاج الزرع في سنوات العمر المديد بإذن الله .
( هــِـــثـــرو )
ها هو مطـار هـِـثرو .
لكــن !!
ماذا يحدث ؟ ......... ماكل هذا ؟
آلات بشرية تتحرك ، وكأنها نظام إلكتروني جديد بالنسبة لدي ، فـ لأول مرة أشاهد كل هذا بأم عيني !!
بعد أن كنت أشاهد تلفزيونياً وأقرأ عن كل هذا النظام المرتب .
ترتيب ومواعيد بالثانية ، وإحترام لـ كل أوامر النظام المثالي في هذا المطار الثالث عالمياً مساحةً .
ماذا يريد خيالي وتفكيري في تلك اللحظات ؟
وكيف حالنا وأحوال تنظيمنا العشوائي في مطاراتنا وحياتنا العملية ؟
يا أحوال مطار الملك عبدالعزيز تحدثي عند قراءة هذه السطور ، ويا مسؤول خاف الله في تخبطك الوظيفي ، وتأخير رحلاتك .
الإبتسامة لاتفارق الموظفين ، والإستقبال الترحيبي المُفعم بالحيوية الوظيفية اليومية لا تسعه دائرة التخاذل
والتقصير والإتكال ، كما هو لدينا وأمام أعيننا ، و ( حدث ولا حرج ) .
( مفارقة في لحظات المطار )
وعند تفتيش الأغراض أرى شخصاً ليس بغريباً على ذاكرتي ،
هو ... لا ليس هو
بل هـو ... نعم تأكدت ، الشيخ / سلمان العودة جالساً عند تفتيش المستلزمات والأغراض ، ويبتسم قلبي
ويطمأن على نشر الدين والإجتهاد لكل من يساهم في ديننا في بلاد الغرب ،لا أدري من مغزى زيارة الشيخ
سلمان ولكن على مغزاه عساها زيارة دعوية وفيها الخير ، لايكفي العودهـ لنشر الإسلام بالدعوة الحسنى
والمثلى ، فهو لايستطيع لوحده وباقي المشائخ على ذلك ، فنحن معهم ولافرق في الدعوة من متدين أو غيره.
كل شي حولي يذكرني بشي ، ولكني في صالات المطار العملاق لا أتذكر شيئاً ، وذلك لتحديقي في كل ماهو جديد ، يساهم في زيادة كل معرفة جديدة ، تُذكر في هذه السطور الكتابية وسطور العقل ، ففائدتها التحديق المثالي والمُفيد ، والإستزاده بكل مايحتاجه علمك الخاص ، وعكس ذلك التحديق العشوائي المُنصب على الغاية العارية المتطفلة لكل ماهو سيء ، ولإدخارها واستثمارها لــ جلسة ( ضحك وهسترهـ ) في ربوع مجالس ( سوالف مضيعة الوقت ) ، في ضيافة ( المهستر اللي محد قدي !! ) < يا له من مجتمع جاهل .
بعد ركوب الطائرة ، والإستعداد لــ مواجهة الرياح والسماء والغيم و الضغط الجوي ، تتوارى لنا دقائق الإنتظار ، ليتعجب فكري السعودي المتواضع ، لأني سعودي لم أتعدى مملكتي ومطارات بلادي ، فكل ما أتوقعه هو ( هرولة ) الطيارة إلى أن تفرد جناحيها لتطير ، ولكن هيهات ثم هيهات عند السيد ( هيثرو ) ،
فـ الإنتـظار له صولات وجولات في نفوس طائراته عندما يستضيفها ، وذلك بعد أن مكثنا 45 دقيقة في طابور الطائرات التي تستعد لـ الطيران، إلى أن ربطت ذلك الطابور بطوابير المراجعين في دوائرنا الحكومية.
( سـواليـف الطيــارة )
وقع الحظ أن أجلس بين أحد أفراد وطننا ، طالب دراسات عليا ، ومهندس برمجي وخبير تحكم في عالم البرمجة ، ما أجمل حواراتنا التي دارت فكلها حوارات علمية جميلة تصف وقائع كثيرة لـ ما يحدث في
ثورة العلم والتكنلوجيا الجديدة في " سعوديتنا " ومجتمعنا السعودي ، ليطمأن قلبي وقلوبكم بتباشير خير وسعادة لــ وجود الكثير والكثير من العباقره والمثقفين والمتعلمين في بلادنا ، وكيف ساهمت البعثات الحكومية والقطاع الخاص في تثقيف شبابنا ورجوعهم مرتبين فكريا وذهنياً (إلا من خرج عن مسار العلم والأدب) ،وكيف يسافرون في أرجاء المعمورة لـ الإستزادة في مجالاتهم العلمية ، لخدمة الدين والوطن ، لنكون من ضمنهم ونرتقي بأنفسنا .
- صلاة المغرب والعشاء جماعة في الطيارة ، كانت لها واقع روحاني وديني في نفسي شي كبير ، وأرى النساء تتسابق للصلاة في محراب الطائرة ( الواقع في خلف الطائرة) ، والشباب يختلط مع كبار السن من أجل التوجه لـ قبلة المسلمين ولا تلهينا رحلة طائرة أو ضوضاء الضغط الجوي والإرتفاع الأفقي الشاهق .
( الــوصــول )
وصلت لمطار الملك خالد بالسلامة ، ووصلت معي وعند إستقبالي الضوضاء والعشوائية ، لا ترتيب ، لا نظام ، لا تافهم ، لا إنسجام ، لا مبالاة ، لا من مسؤول ولا عامل ولا موظف . وأسال نفسي عن هالحال وأُسائلها ، وتبتسم لي وتطبطب على إدراكي وتقول : الله يصلح الحال والله كريم .
إلى أن خرجت من المطار ولدى إستقبالي ، أدركت أن أوصل كل مشاهدة لساحة الرائدية الموقرة .
كنت معكم