السفاهة ضرب من الحماقة وقلة العقل وضحالة الرأي ومهانة الشيم. ومن ابتلي بالسفه زل رأيه وفسد طبعه وغلب شره خيره واستحمق. والسفه يدخل في القول والفعل والعشرة والمعاملة. وأعظم السفه أن يعلق العبد رجاءه وخوفه ومحبته وبغضه بغير الله. ومن صحب السفهاء وحمد خلتهم سفه عقله. ومن السفه إعطاء المال للسفهاء وائتمانهم كبار الأمور. ومن طاول السفهاء وخاصمهم سفهوا عليه واستخفوا بمهابته. ومن الحكمة ترك السفهاء وعدم مجاراتهم والدخول معهم. ومن سفاهة الرجل وقلة عقله وضعف حكمته كثرة إصغائه لأحاديث النساء وائتماره بأمرهن وتحكمهن في مودته وبغضه وعلاقاته بالآخرين ومن طاوع المرأة فقد قرابته. ومن ترك المروءة وخالف أعراف الناس واستخف بآدابهم وقع في السفه لا محالة. ومن السفاهة الدخول في الريبة والتعرض للتهمة ومن فعل ذلك فلا يلوم إلا نفسه. وعادة السفيه إطلاق لسانه بأعراض المسلمين لا سيما الأكابر. ومن السفه كثرة الكلام بلا فائدة ومدح الأراذل لأجل الدنيا والطعن في الأفاضل اتباعا للهوى. ومن أكثر الغضب واستجاب لسلطانه ولم يلجم نفسه صار سفيها في تصرفه. ومن رزق الحلم والأناة في الأمور كمل عقله ولم يسفه يوما من الدهر. ومن نصب نفسه إماما في الدين ولم يكن أهلا لذلك كان سفيها عند الناس وذهب أمره.