بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفانا تمثيل
يا هؤلاء.. يا من تأسِر كلمتهم الطيبة، وتجذبُ ابتسامتهم الفريدة، وتُمتـِّعُ أحاديثهم اللذيذة..
يا هؤلاء.. يا من تـُبهرون العالم برُقيّ أفكارهم، وترسمون للآخر صوركم الجميلة بأروع الحـُلل وأفضلها وأرقاها.. تبرعون في جعل الآخرين يلتقطون لكم أحلى الصور، وتتفننون في الوقوف، والجلوس، والقفز والنط..!!
وافتعال جميع الحركات، لتبدو الصورة أكثر حيوية... وتكونون -أنتم- بكامل الروعة والمثالية..
تمضي الأيام يا هؤلاء.. ويبقى خطب اكتشاف الآخر لكم، لا يُذعـِر غيره.. يأسره وسط استفهامات لا يريد الإعلان عنها، لأنه غير مصدقها.. تجعلونه يُكـَذّب نفسه ويقينه، ليُبرّئكم.. ولكن.. من ذا الذي سيُخفي الحقيقة ؟؟ إن كانت ظاهرة بينة كشمس هذا اليوم..
يا هؤلاء.. ستظهر الحقيقة يومًا.. فلم تتعمَّدون إخفائها منذ البداية ؟؟ للآخرين عقولٌ كما لكم . فإن أحسنتم تزييف الحقيقة، فهم يُحسنون اكتشافها.. وإن أحسنتم نسج الزيف ومشاهد المسرحيات، فهم يحسنون استنتاج الفكرة العامة فالأفكار الفرعية.. فالوصول للحقيقة..
يا هؤلاء.. ما نفع الألبسة التي كنتم تلبسون.. واللغات المختلفة التي كنتم تتكلمون.. والتصرفات الكثيرة التي كنتم بها تبالغون.. والأفكار الملهبة التي كنتم بها تتمخترون..
لم تخسروا سوى اثنين : أنفسكم ، وثقة الآخرين بكم وربما.. بغيركم..
تساؤلاتي :
- في عالم نعشق فيه بعض الأدوار، ونُمثـِّلها بامتياز.. تنتهي المسرحية يومًا، فهل لكل المسرحيات نهاية مؤكدة، أم هنالك مسرحيات لا تنتهي أبد الدهر؟
- لـِمَ يعشق الإنسان الظهور بغير مظهره؟ ولم لا يُحاول أن يكون سويًا حقيقةً ؟
دمتم برعاية الله وحفظه