ستحاول ثلاثة منتخبات استغلال مباريات الجولة الثامنة من تصفيات أمريكا الجنوبية للإقتراب أكثر من بوابة العبور إلى البرازيل 2014، بينما ستكون هذه الجولة آخر فرصة الإلتحاق بركب المتنافسين على التأهل بالنسبة لمنتخبين آخرين من عمالقة هذه القارة. وستبحث كولومبيا والأرجنتين والإكوادور عن الإنتصار خارج الديار، في حين سيسعى منتخبا أوروجواي وتشيلي إلى محو صورتهما الباهتة لحد الساعة، وينطبق الآمر ذاته على بوليفيا وباراجواي الباحثتين عن انطلاقة جديدة في التصفيات.
مباراة القمة
تشيلي – الأرجنتين “الثلاثاء”
يدخل منتخبا تشيلي والأرجنتين هذا الموقعة بأحاسيس متناقضة. إذ يخيم شبح الإقصاء المبكر على معسكر لاروخا، وتزايدت الضغوط على المدرب كلاوديو بورجي وأبنائه، بينما تنعم كتيبة الألبيسيلستي بالإستقرار في الوقت الراهن، وتجتاز فترة نجاحات. وسعياً إلى بلوغ النصر الخامس في ست مباريات، سيعول الأرجنتينيون على خوارق الداهية ليونيل ميسي، الراغب في دخول مجموعة أفضل الهدافين الثلاثة في تاريخ هذا المنتخب، حيث أحرز 30 هدفاً، متخلفاً بأربعة فقط عن صاحب المركز الثالث دييجو مارادونا. كما ستستفيد الألبيسيلستي من خدمات آنخيل دي ماريا وسيرجيو أجيرو، بينما تخيم الشكوك على مشاركة جونزالو هيجواين في هذا النزال بسبب الإصابة.
وستكون مهمة أصحاب الضيافة عسيرة في هذه المواجهة. حيث أزمت الهزيمة الأخيرة ضد الإكوادور أوضاع لاروخا في التصفيات، وقد حدا هذا الأمر باللاعبين إلى الإجتماع مباشرة بعد نهاية المباراة، والتزموا جميعاً ببذل الغالي والنفيس من أجل استدراك الأمور والمنافسة على التأهل. وسيعاني التشيليون من غياب أسماء أساسية في مواجهة الأرجنتين، من قبيل أرتورو فيدال وأوزفالدو جونزاليز وبابلو كونتريراس، لكنهم سيعولون على العائد جاري ميديل من أجل صد هجمات الألبيسيليستي.
بقية المباريات
تمتلك الإكوادور 16 نقطة في الوقت الراهن، وسيمكنها الفوز في عقر دار فنزويلا من الإقتراب أكثر من أم البطولات، شأنها في ذلك شأن الأرجنتين. حيث ظهرت كتيبة المدرب رينالدو رويدا بشكل مشرف في المباريات السابقة، لكنها لم تتمكن بعد من إثبات قوتها خارج الديار، واكتفت بهزيمتين وتعادل واحد. في حين سيحاول المنتخب الفنزويلي لا محالة استغلال هذا المعطى، وسيبحث عن الإنتصار أمام جماهيره من أجل الإقتراب أكثر من المقدمة. هذا وسيحمل المهاجم خوسيه روندون على عاتقه مسؤولية إفراح جماهير الفينوتينتو، حيث يعول عليه كثيراً لبلوغ شباك الإكوادور، خصوصاً بعد تأكد غياب أندريس تونييز.
من جهته، يعيش منتخب أوروجواي أوضاعاً حرجة في الأسابيع الأخيرة، حيث تجرع مرارة الهزيمة مرتين وتعادل في واحدة من أصل المباريات الثلاث الأخيرة التي استقبلت فيها شباكه 8 أهداف بالتمام والكمال. ولذلك يتعين عليه الإنتصار في الموقعة القادمة ضد بوليفيا من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل قائمة. رغم أن المباراة ستكون أمام فريق يقبع في المركز ما قبل الأخير مبتعداً بسبع نقاط عن المراكز المؤهلة إلى النهائيات، إلا أن مهمة كتيبة لاسيلستي لن تكون سهلة على الإطلاق، حيث يغيب عنها كل من الكابتن دييجو لوجانو ودييجو جودين ومارتين كاسيريس. وفي المقابل، يعول أبناء المدرب تشابيير أزكارجورتا على هذه المواجهة من أجل التصالح مع الذات، وهو ما أقره حين قال: “إنها مهمة صعبة، لكننا لن ندخر جهداً في المنافسة على النقاط الأربعة والعشرين المتبقية.”
وتعيش باراجواي أوضاعاً مشابهة لأوضاع جارتها. فبعدما كان ضمن ربع نهائي كأس العالم الأخيرة وحل وصيفاً لبطل أمريكا الجنوبية العام الماضي، تراجع مستوى منتخب ألبيروخا بشكل مهول وبدا مخلخل الصفوف في هذه التصفيات، حيث يقبع حالياً في المركز الأخير بعد خمس هزائم متتالية، وأضحت آماله في العبور إلى نهائيات البرازيل 2012 ضعيفة. لذلك سيسعى منتخب بيرو استغلال وضع خصمه أحسن استغلال، من أجل تجديد الإنتصار عليه بعدما أسقطه في مرحلة الذهاب 2-0. وستعول كتيبة الإينكا على دعم جماهيرها ودهاء المدرب سيرجيو ماركاريان وحنكة المهاجم كلاوديو بيزارو من أجل بلوغ هذا الهدف ونفض غبار التعادل الأخير مع بوليفيا.