كُل صباح يشاهدونه يُشرع نافذته للهواء ويمد بصره للسائرين أسفل البناية
كُلما زاروه استقبلهُم بظهره وبادلهم الحديث وهو يُحدق في أسراب الطيور وحدائق التفاح في المزرعة المُجاورة
كانت جُل محاولات الزائرين وذات المشفى إخراجه من الإنطواء النفسي على قلبه وإعادته للإندماج ، حقدت عليه إحدى الممرضات أن صرخ في وجهها يوماً حين تطفلت عليه وحاولت النظر في تدوينات كانت بيده !!
وبعد عدة أشهر من هذه المعاناة
صاح عامل النظافة بطاقم التمريض أن سقط أرضاً صاحب البؤس مريض السرطان فالحقوا به وأسعفوه ....وصولهم كان غير مُجد فقد كانت سقطة الموتْ
عبرت الممرضة الحاقدة بين زحام الباكين وفتحت كومة القماش المطوية تحت النافذة ؛ كانت تتوق لمعرفة ما يخربش به كل يوم وقت تشريع نافذته
وجدت له خمس مؤلفات في القدرة على إسعاد الذات والتغلب على سرطان المتطفلين !!
عبير... !