[frame="12 10"]
براءة الطفل موضوع يشار اليه من كل صوب و ما أثير موضوع يتعلق بالبراءة إلا و ذهبت أفكارنا إلى براءة الطفل ماذا نعني بها و متى تنتهي هذه البراءة و لماذا ؟؟ كل هذه النقاط نحاول تناولها في هذا الموضوع .
- الولادة : الولادة هي العملية الطبيعية التي يغادر بها الجنين رحم أمه مستهلا الحياة الطبيعية الدنيوية يولد الطفل من خلالها ضعيفا معدوما لا قوة له و لا فكر و لا احساس .
بعد عملية الولادة يبدأ الطفل أول ما يبدأ به اكتساب الاحساس و أهمه الاحساس بالجوع ثم يكتسب الاحساس بالعياء و النعاس و باقي النشاطات الفيزيولوجية بالتدرج ليصل الى الاحساس بمتعة السمع و بعده النظر فتتملكه الاصوات و الصور وان لم يكن بالمفهوم المتطور لمعنى الاحساس و لكنها تبقى اولى الخطوات في عملية الاكتساب.
و في خضم ذلك يبدأ باكتساب نوع من النشاطات الجسدية كتحريك اليدين و القدمين و ادارة الرأس و غيرها هذه أمور يمكننا أن نتابعها في الطفل حديث الولادة بحكم تكوينها المادي امام أعيننا لكن ليس هذا كل ما يكتسبه الطفل فداخله ينمو كيان نفسي و عقلي و يبدأ بالأحرى في عملية الاكتساب ايضا لكن بطريقته الخاصة .
بعدما يقوم الطفل على قدميه و يشرع في ترديد كلمات مختلفة فانه يبدأ عملية الاحتكاك الطبيعي بالمحيط الذي يترعرع فيه موليا أهمية كبرى للوالدين و انجذابا كبيرا نحوهما و يمتد هذا الاهتمام الى الأفراد الآخرين من إخوة و أخوات و أعمام و أخوال و أجداد ...الخ و خلال تصرفاته تلك معهم تبدو البراءة في أوجها في معاملاته و تصرفاته و كلامه
ماذا نقصد بالبراءة : هي تلك الأفعال و الأقوال و التصرفات المختلفة الصادرة من الطفل تجاه المجتمع المحيط به و التي من خلالها يحاول التعبير عن نفسه او أحاسيسه دون استطاعته ان يتصنع شخصية ما او ابداء رغبة ما بكل عفوية و دون هدف مرجو أو غاية مبتغاة فحين يرتمي بين احضان أبيه ليس رغبة في مكافأة أو جائزة بل هي ارتماءة مجردة بريئة .
لكن لماذا كلما كبر الطفل أبعدنا عنه بصفة تدريجية صفة البراءة
من أهم أسباب هذا الفقدان بطبيعة الحال هو التقدم في العمر فكلما كبر الطفل و بدأت شخصيته بالتبلور يبدأ برسم مخيلاته و آماله الطفولية فاقدا بذلك تلك العفوية في التصرفات و يفسح المجال للإرادة الذاتية لتسطير نهج الطفولة لديه
و لكني من خلال كل هذا أرى سببا مهما آخر أود التركيز عليه و هي المعاملة الأسرية للطفل :
كثيرا من الوالدين يغدق على ابنائه انهار الحنان و الحب و لكن هل سألنا أنفسنا يوما هل يصل هذا الحب إلى ابنائنا كما يصدر منا أم أن طريقتنا في الإغداق بالحب تحتاج إلى دراسة
إذا ما أبدى أحد الوالدين من تصرفاته ما يفهمها الطفل على أنها مجرد عادة غريزية فيداعب ابنه كما لو أنه لعبة يتلهى بها رغم الحب و الاعجاب و يفهم الطفل ذلك كانت تلك أولى مفاهيم الطفل بضرورة تجاوز عالم البراءة فذلك الحب الذي يصدر منا يتحول مفهومه لدى الطفل باحساسه ان كل ما يدور حوله هو مجرد ألعاب يمارسها الكبار تجاهه يفقد الطفل بسرعة مجال البراءة و يسرع من إنهاء طفولته و لا يخفى عليكم أن سرعة انتهاء مرحلة الطفولة هي ضربةقاصمة لأحاسيس الطفل و بداية صناعة طفل غير سوي
ماذا علينا أن نفعل :
-تجنب الاهتمام الزائد الذي لا هدف منه
-إعطاء الطفل مساحة من حرية التكوين الاولي
-اجتناب ايصال بشكل غير مباشر فكرة ان الطفل لا يعدو يكون لعبة في ايدينا
-تشجيع الطفل على التصرف بعفوية الأطفال و منحه طريقة اكتساب متدرجة
البحث الدائم في أعماق الطفل عن مسببات الألم النفسي الداخلي
[/frame]