الدكتور المغربي محمد الفايد المتخصص في التغذية و الصناعات الغذائية يجيب في هذا الحوار عن أسئلة متعلقة بالمكملات الغذائية.
ما هي المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية هي كل المواد التي تضاف إلى المواد الغذائية أو تؤخذ معها لتكميلها، كما تعتمد من أجل تصحيح ما قد يضيع من هذه المواد، إذ نلاحظ أن الحليب مثلا، وبعد البسترة، يفقد الفيتامين «ب 2»، فيعمد المصنعون إلى تصحيح هذا النقص بإضافة العناصر الغذائية التي ضاعت، حتى تظل التركيبة الغذائية أقرب ما يكون إلى طبيعتها. وتهم المكملات الفيتامينات بشكل أساسي، وبعض الأملاح المعدنية مثل
الحديد والكالسيوم والمغنيزيوم، وحمض الأوميغا 3. وفي بعض الدول هناك مكملات أخرى مثل الألياف الخشبية، وعموما فالمكملات تنحصر تقريبا في الفيتامينات وحمض الأوميغا 3، وبعض الحمضيات الدهنية الأخرى. أما البروتينات عموما فتباع لوحدها، كما هو الحال بالنسبة إلى السكريات.
وما هي فوائدها؟
هذه المكملات توجد في الطبيعة، ولكنها تتعرض للتناقص، إما أثناء عملية الإنتاج أو في الطبخ، إذ أن بعض طرق الطهو تؤدي إلى إتلاف بعض المغذيات مثل الفيتامينات. وأهميتها بالنسبة إلى الصحة هو أنه إذا تناولنا مادة طبيعية طازجة نكون قد حصلنا على كمية من هذه المكملات، لكن مع الأسف أدت طرق الطبخ والتصنيع وحتى الإنتاج الحديثة إلى انخفاض هذه العناصر، لذلك نكمّل أو نصحح هذا الانخفاض، نظرا لأهمية هذه العناصر في التغذية، وحتى تؤدي أعضاء الجسم كامل وظائفها، خاصة بالنسبة إلى النساء والأطفال.
متى يُنصح بها؟
كل الأشخاص بإمكانهم تناول المكملات الغذائية، ما عدا من يعيشون في بيئة نقية ونظيفة كالبوادي، حيث ما يزال الطبخ يتم، في الغالب، بطرق تقليدية، ومازالت غالبية أطعمتهم طبيعية، مثل الفواكه واللحوم وزيت الزيتون والفواكه الجافة مثل الجوز واللوز والتمور والتين... لكن في المدن هناك أشخاص ليس لديهم الوقت للطبخ، إذ يضطرون إلى اقتناء أطعمة جاهزة، فهؤلاء يحتاجون إلى المكملات الغذائية، أما إذا كان الطبخ بطرق طبيعية وصحية فالمرء لا يحتاج إلى هذه المكملات.
وهل لهذه المكملات مخاطر معينة؟
نعم هناك مخاطر إذا تجاوزنا الحد الأدنى منها. وهنا أستحضر مثالا، قد يبدو مفزعا، لكنه حقيقة علمية وهو أن كل الفيتامينات إذا تعدت التركيز المسموح به تصبح مسببة للسرطان، وعليه لا ينبغي تجاوز المستوى الذي يطلبه الجسم. وأظن أن التراكيز التي تباع تراعي احتياجات الجسم، كما ينبغي الحذر في المقادير التي تُقدم للأطفال، والذين لا يحتاجون كميات كبيرة مثل البالغين. وعموما فنمط العيش المغربي القائم، في أغلبه، على الطبخ بطرق تقليدية وصحية يجعل المغاربة في غنى عن المكملات الغذائية.
ومن يحدد الكمية التي يحتاجها الجسم من المكملات الغذائية؟
الصانع هو الذي يحدد كميتها، فمثلا بالنسبة إلى الأوميغا 3 أو غيرها من المكملات الغذائية الصانع هو من يحدد كم من كبسولة على المرء أن يتناول في اليوم، ويميز بين التراكيز الموجهة إلى البالغين وتلك الخاصة بالأطفال.