هذه ليست قصة خيالية ولا فكرة دعوية ولا خاطر للبال وانما قصة حقيقية حدثت لى ولكم تأثرت بها وتعلمت منها وذلك حين عجز اللسان عن النطق ووقف العقل عن الفكر وتوقفت كل اعضائى لأجيب عن سؤال من طفلة كان غريباً فى بلاغته ومنطقه ولكن الأغرب هو كيف تكون الإجابة ؟؟
والقصة ببساطة هو اننى احضر لزملائى فى العمل اجهزة كمبيوتر واقوم بتجميعها ثم احضرها الى منازلهم لتركيبها بعد ان اكون قد قمت بتجهيز الهارد عليها من اسلاميات وكرتون والعاب وخلافه وذلك كرغبتهم وحيث يفضل اغلبهم ذلك 0
وجاء لى احد زملائى فى العمل واخبرنى بأنه يريد ان احضر لإبنة عديله ( اخو زوجته ) كمبيوتر واوصانى بان ( احبشه ) وهى كلمة بالمصرى تعنى ان املؤه بالبرامج والألعاب والاسلاميات واهم شىء الألعاب وقال : بالحرف الواحد لا تنسى الألعاب 0
وقمت بتنفيذ الوصية واحضرت الكمبيوتر وملئته كما اراد وركزت على الألعاب ( جيمز ) 0
وجاء اليوم الموعود 0000 واتفقت ان اذهب الى بيت قريبه والد الطفلة لكى اركب الكمبيوتر واريهم ما هو موجود بالكمبيوتر من اشياء جميلة وحلوة كما أرادوا 0
وقمت بدق جرس الباب ,, وقام والد الفتاة بفتحه واستقبلنى استقبال الفاتحين – وقلت فى نفسى - لكم انا متقن فى عملى واكيد ان هذا الكمبيوتر سيلقى قبولاُ منهم كما سبق لى ان احضرت لزملائى من كمبيوترات والتى تجاوز عددهم المائة وعشرون جهاز تقريبا ( قولوا ماشاء الله ) ولاقت استحساناُ من الجميع بفضل الله 0
واخذت اركب السلوك واجهزالكيبورد والماوس والشاشة والسماعات وكل شىء تمام وتم فتح الجهاز وبدأ – بسم الله الرحمن الرحيم - ثم قلت للرجل والد الفتاة الجهاز مظبوط وجاهز اين الفتاة ؟؟
وجاء الوالد مع ابنته من اقصى الصالة فى البيت – وهنا كانت المفاجأة !!!!!!!
أتعلمون ما هى المفاجأة ؟ ألا وهى أن الفتاة كفيفة و عمرها تقريبا ست سنوات
وما ان رأيتها حتى قلت " الحمد لله الذى عافانا من هذا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا "
وأجلسها والدها خلفى على اريكة من خلفى وانا اجلس على منضدة الكمبيوتر امامها واعطى للفتاة ظهرى ( هكذا كان حالى وحالها بالغرفة )
وكانت عادتى كلما ذهبت لأركب أى كمبيوتر لدى زملائى وكان عنده اطفال فكنت اتنقل بين درايفات الكمبيوتر لأريهم وأسعدهم بأنه كم هو مملؤ بالألعاب والكرتون والأناشيد وخلافه ,,,
إلا إننى هنا أخذت أقلب بين درايفات الكمبيوتر كالعادة ولا أستطيع أن أتكلم بشىء لوصفه للفتاة فالفتاة كفيفة ولن ترى أى شىء
وهنا كان السؤال الذى أعجزنى وأبكانى ؟؟ وذلك حين قالت لى الطفلة البريئة (( عمو هو فين الألعاب ؟ أنا عاوزة ألعب هو انت حطيت الألعاب فين ))
وهنا كان السؤال الذى أعجزنى وأخذت أبكى وأبكى وأنا أكتم فى دموعى على نعمة الله لنا وفضله وكيف لنا من نعم لا نحصيها ونتمتع بها ولكن يغفلها كثير منا
ووجدت نفسى أهذى بكلمات ألا وهى الألعاب ياصغيرتى هى هنا وهنا وكنت افتحها لها ولكن كيف لها باللعب بها ووجدت نفسى عاجزاً أمامها وألهمنى الله أن أقول لها سوف أحضر لكى ألعاب كثيرة بإذن الله المرة القادمة لكى تلعبينها وصافحت والدها وقلت له سوف ابحث لها عن ألعاب تتماشى معها وتكون صوتية – حيث علمت بعد ذلك ان هناك برنامج اسمه shark لتعليم المكفوفين الكمبيوتر -
والشاهد من القصة الحقيقية اننا ننعم بنعم الله ليل نهار ولا نشكرها او نؤدى شكرها لله ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) فاللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك 0
وينبغى أن يرضى كل منا بما كتبه الله له وأن يصبراذا ما أصيب ببلاء ويحتسب كل ذلك عند ربه وأن يصبح غاية كل منا وهدفه هو إرضاء ربه بطاعته ومحبته فيكتب له الجنة 0
أخيكم / أحمد عبد الحى