[align=right]آيثم و جلنار << صديقان مُنذ القدم, تقاسما كُل شيء << تربيا معا ًقبل أن يفهما كليهما كيف من المُمكن أن ينطق حرفاً واحداً . .
نفس الحي الذي يجمعهما و لا يبعد منزل أحدهما عن منزل الآخر إلا دقيقه سيراً على الأقدام << لا يمكن أن يمر يومٌ دون أن يرى أحدهما الآخر . . . الخ
نهاية هذا اليوم المنهك بالنسبة لكليهما
يلوح آيثم لـ جلنار و يقول// نوماً هنيئاً أراك في الغد القريب إن شاء الله << لكي نُكمِل ما بدأناه
جلنار// أشعر بالجوع . .
آيثم// لايوجد وقتٌ لكي نأكل, في الغد الباكر نفعل . . !
\
/
السبت
December 20, 2048
\
/
في الصباح الباكر إتصل مدير مكتبهما عليهما لكي يخبرهما أنهما قد تأخرى عن الإجتماع المقرر إنعقاده صباح هذا اليوم << رمق آيثم صديقه بنظرةٍ تقول بداخلها: لماذا لم توقظني << فأجابته عين صديقه: قد كُنتُ كما كُنتَ نائماً . . !
وصلا لمقر شكرتهما << و صعدا لمكتبيهما في الدور التاسع بعد المئه
توجها لغرفة الإجتماعات
دخلا بهدوء و ثقة الأثرياء
إبتسما في أوجه الحاضرين
إعتذرا منهم و بدأو الإجتماع على الفور
بينما الإجتماع يلفظ ساعاته الأخيره << يكتب جلنار لـ صديقه على ورقه صغيره عبارة تقول: (لاتنسا إني جائع) << فكتب له الآخر بالمقابل << لا تنسا بأني أكثر مِنكَ جوعاً . . !
إنقضا وقت الإجتماع << وقع آيثم المدير الأعلى للشركه شيكاً بـ قيمة خمسين مليوناً يُخصص للمشروع الخيري الذي سيقام لأجل ذوي الإحتياجات الخاصه . . .
بعد الإنتهاء و خروج جميع الحاضرين بإستثناء مدير مكتبيهما << الذي أردف قائلاً بعد خروج الجميع// لقد أخذت لكما موعداً مع المستشفى الـ . . . الحكومي كما طلبت مني سيد آيثم في الأمس, و بقي أمامكما عشر دقائق فقط على ذلك الموعد . .
\
خرج آيثم مسرعاً
وصل لذلك المشفى المتهالك و الذي لا يملك إلا المعدات البدائيه
تفحص جميع أرجاءه
فوجده لا يصلح إلا لمكان تُجمع بِه القُمامه لا المرضى . . !
أخرج دفتر شيكاته << و وكتب واحد و على يمينه ثمانية أصفار
وقع
سلم الشيك
و خرج . . !
\
بينما هو عائد في طريقه توقف عند حادث مروري << المصابين لا يزالون في أماكنهما و الحشود من حول الحادث يُقدر عددهم بألفي رأس << رفع سماعته و أتصل بمستشفاه الخاص و طلب سيارة إسعاف فوريه لمكان الحادث
وصلت قبل أن تصل الأخرى التي تم طلبها قبل نصف ساعه << نقلت المصابين للمشفى الخاص به << و تحدث مع مدير مشفاه الخاص و تكفل بعلاج العائلتين
توجه بعد ذلك لقسم الشرطه
تكفل بقيمة إصلاح كُل شيء
حضر وليا أمر الأسرتين
سلم كل واحدٍ منهما شيكاً بقيمة خمسين ألفاً
تحمد لهما بالسلامه
و غادر
\
بينما هو متوجه لشركته << إتصل به مساعده و يده اليمنى << و قال له وجدت مجموعه عائلات أخرى غير تلك التي سبق و تبرعت لهم بمنازل قبل يومين << و هي مجموعة خمس عوائل كل عائله تتكون من عشرة أشخاص
قال لمساعده// الحي السكني الحادي و الخمسين سيكون جاهزاً بعد أسبوع
أنقل كل عائله لمنزل جديد
أكتب كل منزل بأسم ربّ الأسره
تكفل بتعليم من لم ينهي تعليمه
أوجد وظائف لمن لا يملك منهم
آوهم و لا تنقص عليهم حبة رز . . !
\
بينما هو في طريق العوده مر بجوار أحد الدوائر الحكوميه << و إذا برجلٍ مسن يُقذف من الباب على حافة الطريق << كادت السيارات أن تدهسه لولا مشيئه الله
توقف جانباً بكل تواضع
مسك بيده
خلص له ما أراد
أوصله إلى حيث يُريد
فلما رأى المكان الذي يعيش فيه
إتصل بمساعده و قال له أضف عائله أخرى للعشرة التي لديك
و خذ هذا العنوان << فأعطاه عنوان الرجل المسن
و قال له// قريباً جداً سيأتي صديقي لكي ينقلك إلى منزلٍ أكبر أجدد و سيكون بأسمك أنت
إبتسم و غادر
\
/
مر على هذا الوضع قرابه العام << و بعد هذا لم يكن في تلك المدينه من يشكو من أي شيءٍ كان << بفضل الله سبحانه و تعالى << ثم بفضل آيثم . . .
\
/
أصبح الصباح و توجه جلنار إلى صديقه و أوقظه
جلنار: هيا أفق << من أين الآن سنأكل ؟ ّ!
قد مضى على صيامنا يومان . . !
في الألفيه الجديده من عام 48 << كان هناك شابين << بلغا من العمر أربعين ربيعاً << لا يزالان يبحثان عن قوت يومهما
يمسحان كُل ماهو بحاجةٍ للمسح و لا يحصلان على شيء . . !
يسكنان قرب مكب نفايات << لا يملكان إلا فراش لوثه كُل ما يُلَوِث << و غطاء ممزق لا يستطيع أن يقيهم برودة الشتاء
يعملان بجدٍ و نشاط صباحاً << و يلبيان للمحتاجين حاجاتهم ليلاً . . !
\
/
في الركن المتوسط من الكرة الأرضيه << تقبع هناك شبه جزيره عربيه << يسكُنها أمُةٌ من البشر << عاش مُعضم سُكانها كما يعيش آيثم في المساء ( حياة الأثرياء)
لكن الفرق// بأنهم يعيشونها و هم مستيقضون . . !
هذا ما يُسمى علمياً بـ
أحلام اليقضه . . !
كم نملك من آيثم فيما بيننا << قد أكون أنا و أنت آيثم أيضاً . .
كفاهم قولاً:
لا تحرمونا حتى أحلامنا
فما أودت بحياتِهم سِوى أحلامِهم . . !
أعرف أيثم يعيش الآن على سطح المريخ وحيداً
يزوره الملايين كُل يوم . . !
\
/
إحترامي[/align]