الجمعيات الخيرية
اتخذ العمل الخيري منذ القدم أشكالا مختلفة، حيث بدأ بالجهود الفردية ثم العائلية فالقبلية، وعندما أنشئت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1380هـ لم يكن العمل الخيري حديث عهد إذ إن الوزارة عند إنشائها قامت بتنظيم صناديق البر الخيرية الموجودة وسجلتها كجمعيات خيرية وفق لوائح نظمت عملها وإجراءات تأسيسها، حيث صدرت لائحة لتنظيم العمل بها عام 1395هـ ثم صدرت لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في عهد خادم الحرمين الشريفين بقرار مجلس الوزراء رقم "107" في 25/6/1410هـ مشجعة الاستمرار والتوسع في هذا المجال، وينطلق العمل الخيري في المملكة العربية السعودية من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقد حظي بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها، وبتضافر الجهود الحكومية والأهلية أصبح للعمل الخيري مكانته في خطط التنمية وبرامج حكومة خادم الحرمين الشريفين التي ركزت على أن يكون الإنسان السعودي وسيلة التنمية وغايتها وبما توفر لهذا النشاط من مناخ إيجابي يساعد على سرعة نموه رأسياً وأفقياً.
وقد دعم هذا النشاط بإنشاء الإدارة العامة للمؤسسات والجمعيات الأهلية لتنظيم جهود الأفراد والجماعات وتوجيههم للعمل المشترك مع الجهود الحكومية لمقابلة احتياجاتهم وحل مشكلاتهم والانتفاع بإمكاناتهم وطاقاتهم من أجل النهوض بصورة متكاملة بجوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية وتحقيق التكامل بينها من أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع السعودي عن طريق الجمعيات والمؤسسات الخيرية بهدف الرفع من مستوى الحياة وإحداث تغيير مفيد في أسلوب العمل والمعيشة في المجتمعات المحلية " ريفية وحضرية” مع الاستفادة من إمكانات تلك المجتمعات المادية وطاقاتها البشرية بأسلوب يوائم بين حاجات المجتمع السعودي وتقاليده وقيمه الدينية والحضارية.
ولقد تطورت خدمات هذه الجمعيات والمؤسسات من مجرد تقديم المساعدات المالية إلى توفير الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي تساعد الأفراد على الاعتماد على النفس من خلال تنمية مهاراتهم عن طريق برامج التعليم والتثقيف والتأهيل، وتحرص وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تشجيع المواطنين على تأسيس المزيد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتنتشر في مختلف مناطق المملكة وتعمل على دعمها مادياً وفنياً وإدارياً استثماراً لطاقات الخير الكامنة في نفوس أبناء هذا الوطن وتحقيقاً للتكافل الاجتماعي الذي يحرص عليه الدين الإسلامي الحنيف.
برامج وخدمات الجمعيات الخيرية: -
لقد تمكنت الجمعيات الخيرية في عهد خادم الحرمين الشريفين بجهودها التطوعية من أداء مهام متعددة في مجال الرعاية والتنمية الاجتماعية واستطاعت شق طريقها وتحقيق أهدافها بشكل ملفت للنظر جعل منها مثالاً يحتذى.
ومن ضمن البرامج والخدمات والمشروعات التي تنفذها الجمعيات الخيرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الآتي:-
1. برامج التعليم والتدريب والتأهيل:
وتشمل إعداد مربيات الأطفال واستعمال الحاسب الآلي وتعليم التفصيل والخياطة وتعليم اللغات وتحسين الخط والتعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي ومكافحة الأمية والسكرتارية والفنون التشكيلية والتطريز وتدريب بعض أفراد الأسر التي ترعاها الجمعية على صياغة الذهب والمجوهرات وتشغيلهم بالفرع النسائي لمصانع الذهب المقامة بالتعاون مع بعض الجمعيات النسائية ومصانع الذهب.
2. برامج الرعاية الصحية: -
وتتمثل في المستوصفات والعيادات الطبية وإجراء عمليات القلب المفتوح وعيادات مكافحة التدخين والصيدليات ومراكز العلاج الطبيعي ودورات الإسعاف الأولي وخدمة نزلاء المستشفيات ودعم لجان أصدقاء المرضى وتأمين السكن الصحي للمرضى ومرافقيهم بالإضافة إلى التوعية الصحية والمشاركة في أسبوع النظافة والمناسبات الصحية الأخرى.
3. رعاية المعوقين وكبار السن:-
ويتمثل ذلك في الآتي: مراكز ودور إيوائية، مراكز تعليم خاص، تعليم وتفصيل الخياطة، مشاغل خاصة لتأهيل المعوقات … بالإضافة إلى تأمين الأجهزة الطبية لبعض المعوقين.
4. برنامج الإسكان الخيري وتحسين المسكن:
يتمثل في شراء وتحسين المساكن لبعض الفئات المحتاجة.
5. البرامج الثقافية:
مكتبات عامة، إقامة ندوات ومحاضرات وأمسيات دينية وثقافية … هذا بالإضافة إلى نشر وطبع وتوزيع الكتب ونشرات التوعية واللوحات الإرشادية.
6. رعاية المرافق والخدمات العامة ويشمل ذلك:
إنشاء المساجد وترميمها، العناية بالمقابر ومغتسلات الموتى، التبرع بالدم، تأمين الماء، المشاركة بالأسابيع العامة والمناسبات الأخرى، نقل المرضى والمصابين والطالبات، فتح الطرق وتمديد شبكات المياه، تولي أعمال النظافة، تأمين خدمات الهاتف السيار.
7. برنامج تقديم المساعدات المتنوعة:
ويشمل ذلك تقديم أنواع المساعدات النقدية والعينية والطارئة والموسمية ومساعدة المرضى والمعسرين وراغبي الزواج وأسر السجناء والمعوقين وغير ذلك.. هذا بالإضافة إلى مشروع كافل اليتيم وخدمات الأربطة ودور الضيافة لإيواء الحالات الطارئة الناجمة عن حوادث الطرق وغيرها.
9. إقامة المراكز الاجتماعية للشباب ومراكز الأحياء لتنمية الأحياء وخدمتها بالتعاون مع مواطنين متطوعين.
10. جمع وتوزيع فائض الولائم والحفلات والمناسبات.
11. تأمين وجبات إفطار للصائمين في رمضان.
12. مساعدة بعض المواطنين في أداء فريضة الحج وتسهيله لهم.
13. توزيع لحوم الهدى والأضاحي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية.
14. توزيع تمور المكرمة الملكية.
15. القيام بإجراء بعض البحوث والدراسات الاجتماعية.
16. توعية السجناء.
17. إقامة الحفلات والمعارض والأسواق الخيرية.
جهود الوزارة في دعم خدمات وبرامج الجمعيات الخيرية:
نظراً لارتباط أعمال الخير بالدين الإسلامي الحنيف ارتباطاً وثيقا فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي العمل الخيري عناية خاصة ويحظى منها بكل دعم وتأييد حيث تبوأ العمل التطوعي مكانته في خطط التنمية الوطنية.
ويتمثل الدعم المعنوي بالإشراف على أعمال الجمعيات الخيرية وتوجيهها والعمل من أجل تسهيل مهمتها لما يحقق أهدافها بفعالية وسرعة وكذلك منح المتخرجين في الدورات التدريبية التي تقيمها شهادات مصدقة من الوزارة إضافة إلى منح القروض للمتخرجين في هذه الدورات من بنك التسليف السعودي للمساعدة في إقامة مشروعات فردية.
وأما الدعم المادي فيمكن إيجازه في الآتي:
1- تقديم الإعانات المتنوعة وفقاً للائحة منح الإعانات للجمعيات الخيرية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم 610 في 13/5/1395هـ الذي يتيح للجمعيات الخيرية الاستفادة من الإعانات الآتية:
أ - إعانة تأسيسية تصرف بعد تسجيل الجمعية رسمياً.
ب- إعانة سنوية تصرف للجمعية بعد انتهاء سنتها المالية وقد تصل هذه الإعانة إلى 80% من إجمالي مصروفاتها.
جـ- إعانة إنشائية تصرف لمساعدة الجمعية في تنفيذ مشروعات المباني التي تساعد الجمعية على تأمين مقرات مناسبة لبرامجها المختلفة وتصل هذه الإعانة إلى 80% من إجمالي تكاليف البناء.
د - إعانة فنية تتمثل في تحمل تكاليف تعيين موظفين فنيين للعمل بالجمعيات أو مدها بخبراء ومختصين لدراسة أوضاعها وتقديم الاقتراحات اللازمة للنهوض بها، أو ندب بعض موظفي الوزارة للعمل لديها لمدد محدودة وعند الحاجة.
هـ- إعانة عينية وفقاً للحاجة لمساعدة الجمعيات في أداء رسالتها وتنفيذ برامجها على خير وجه بما في ذلك منح كل جمعية خيرية قطعة أرض بمساحة 1500م لإقامة مقرها عليها.
وهناك إعانات أخرى تتمثل في:-
1- إعانة طارئة تمنح في الحالات الاستثنائية لدى مواجهة الجمعيات صعوبات أو أزمات مالية.
2- تمنح الجمعيات الخيرية حاجتها من الأراضي لإقامة منشآتها الخيرية عليها وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 127 في 8/6/1406هـ.
3- معاملة الجمعيات الخيرية معاملة الأسر الحاضنة وصرف مخصصات الحضانة لها في حالة قيامها برعاية الأطفال ذوي الظروف الخاصة بذلك، وكذلك شمولها بالإعانات الخاصة برعاية المعوقين إذا تولت رعايتهم وذلك وفقاً للقرارات الرسمية الصادرة بهذا الشأن.
4- النظر إلى الجمعيات الخيرية على أنها جهات يمكن تدريب المعوقين لديها وشمولها بالمبالغ المخصصة لذلك.
5- الحصول على التيار الكهربائي بسعر مخفض ومحدود بخمس هللات للكيلواط الواحد مهما بلغت كمية الاستهلاك.
6- دعم رياض الأطفال التابعة للجمعيات الخيرية بالمديرات والمدرسات وبالكتب ووسائل الإيضاح وفقاً للإمكانات المتاحة، إضافة إلى قيام الرئاسة العامة لتعليم البنات بالإشراف التربوي على هذه الرياض.
الرؤية المستقبلية للجمعيات الخيرية:
إدراكاً لأهمية استمرار الجمعيات الخيرية في تنفيذ برامجها ومشاريعها توافقاً مع احتياجات مجتمعنا السعودي فإن الوزارة لديها نظرة مستقبلية مملوءة بالأمل ولها استراتيجية واضحة وهي ترجمة لما ورد بالخطة الخمسية الحالية التي تنص على تفعيل إسهام الجمعيات وذلك من خلال:
- إنشاء جمعيات متخصصة في مجالات معينة كما حصل في السنوات الأخيرة، فقد أنشئ العديد من الجمعيات مثل "جمعيات المعوقين، ومتلازمة داون، ورعاية الأيتام، والإعاقة السمعية، وجمعية مرضى الفشل الكلوي" وغيرها من الجمعيات.
- التركيز على إقامة لقاءات وبرامج تدريبية للقائمين على الجمعيات الخيرية والعاملين بها.
- إنشاء نظام معلومات متكامل يخدم الجمعيات ويساعد على انسياب المعلومات بين الجمعيات بعضها ببعض وكذلك بينها وبين الوزارة.
- تشجيع الجمعيات على القيام بالأنشطة والبرامج ذات الأولوية مثل كفالة الأيتام والأنشطة الإيوائية وتقديم الدعم اللازم لها.
ولقد وضعت الجمعيات الخيرية في خططها المستقبلية الارتقاء بها ومتابعة تحقيق الآتي:-
أولاً: في مجال الموارد البشرية:
أ - لقد حرص القائمون على الجمعيات الخيرية وشعروا بأهمية شغل جميع الوظائف بالجمعيات الخيرية بالمواطنين المؤهلين الذين يستطيعون التعامل مع المستفيدين من خدمات الجمعية لضمان تقديم أفضل الخدمات لهم.
ب- إعداد برامج تأهيلية تكون خاصة بالعمل الخيري بالإضافة إلى الدورات العامة في المجالات الاجتماعية والإدارية والمالية.
جـ- استحداث أساليب جديدة لاستقطاب القدرات المتميزة للعمل الخيري وتهيئة الظروف المناسبة لاستمراريتهم، ويوجد في الجمعيات التخصصية متعاونون ومشاركون على درجة عالية من التأهيل الأكاديمي يقدمون خدماتهم ويكرسون جهودهم لخدمة المستفيدين من هذه الجمعيات.
د - إيجاد قاعدة معلومات في كل جمعية لتسجيل المعلومات عن المتطوعين والتركيز على مشاركتهم وإيجاد السبل التي تشجعهم على المشاركة.:
ثانياً: التنظيم المالي والإداري:
أ - إعادة النظر فيما هو قائم من لوائح وإجراءات داخلية تواكب التوسع القائم.
ب- استخدام التقنية الحديثة في أعمال الجمعيات مثل استخدام الحاسب الآلي في الاحتفاظ بجميع البيانات عن المستفيدين من حيث الاسم وموقع السكن ونوع الحالة والمساعدة المقدمة " نقدية أو عينية" وتاريخ تسلمها والتاريخ اللاحق لتسلم المساعدة التالية... الخ.
ثالثاً: الأنشطة والبرامج:
أن تقوم الجمعيات بتبني أنشطة وبرامج مختلفة تهدف إلى تأهيل المحتاجين وتدريبهم وسد حاجاتهم ومن هذه الأنشطة:
1- رعاية وكفالة الأيتام.
2- رعاية العجزة.
3- برامج تأهيل ورعاية المعوقين.
4- التركيز على البرامج التدريبية واستحداث برامج جديدة يحتاجها سوق العمل مع إعطاء الأولوية فيها للفئات المحتاجة.
رابعاً: الموارد المالية:
أ ن تقوم الجمعيات بتنويع مصادرها المالية فهي لا تعتمد على الإعانات المقدمة فقط بل على إيجاد مورد ثابت لها للصرف على الأنشطة التي تمارسها ومن هذه الموارد:
أ - الأوقاف : يقوم بعض المحسنين بوقف ما لديهم من عقار ليحول ريعه للجمعيات الخيرية، وعلى سبيل المثال أوقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز عقاره المسمى "عمارة العزيزية" على جمعية مركز الأمير سلمان الاجتماعي والوزارة تشجع الجمعيات على التوسع في هذا المجال وخاصة حث المتبرعين على إيجاد أوقاف على الأنشطة عن طريق وضع الجمعيات لحصص يشارك فيها المحسنون كل حسب قدرته وتوقف على أنشطة معينة كرعاية الأيتام أو الفقراء وغيرها من الأنشطة.
ب- الاستثمار: ويتمثل الاستثمار في إقامة المراكز الطبية والصيدليات أو العمائر السكنية أو المدارس حيث يتم دراسة جدواها الاقتصادية قبل الموافقة عليها لضمان نجاحها واستمراريتها إلى جانب مجالات الاستثمار المأمونة الأخرى.
جـ- البرامج التدريبية: وتتمثل هذه البرامج في الحاسب الآلي ومشاغل الخياطة وتعليم الخياطة... الخ.
خامساً: في مجال الخدمة الاجتماعية:
أ - تحويل الحالات من متلقية إلى منتجة.
ب- الاهتمام بالتوعية الاجتماعية بين فئات المجتمع من خلال برامج توجه للشباب في المدارس والعاملين في جهات عملهم بالإضافة إلى البرامج التي تقيمها الجمعيات في مقارها.
جـ- التركيز على الجوانب الاجتماعية مثل إنشاء أقسام خدمة اجتماعية والتوسع فيها في بعض الجمعيات ومن ذلك الاهتمام بالظواهر الاجتماعية كالطلاق وانحراف الأحداث وغيرها.