وصل الطفل إلى مرحلة فقد الصواب فصاح غاضباً " أنت جبان"
فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل وبنفس القوة يجيء الرد مرة أخرى " أنت جبان "
أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه الحكيم لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس واكتشاف حقيقة جديدة وتجربة فريدة في الحياة ..!!
أخذ الأب يتعامل بحكمةٍ مع الموقف وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي ونادى بأعلى صوت :
"إني أحترمك "
"كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك "
عجب الابن من الرد .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :
" كم أنت رائع "
فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية
علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة :
" أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء ( صدى ) لكنها في الواقع هي الحياة بعينها إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها "
×× نعم هكذا هي الحياة بــ قدر ما ستفعل تجازى بها .. .. إن عملت خيراً فستحصد الزرع والثمر وهو الصدى لها
وإن كان غير ذلك .. .. فسلتقى بذلكـ ...!!
×× نعم هكذا هي الحياة بــ قدر ما ستعامل الناس سيعاملونك .. .. إن عاملتهم بــ الإحسان .. .. و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..و الإحسان هو الصدى
وإن عاملتهم بــ غير هذا فــ تذكر أنك لن ترضاها لنفسك .. .. فكيف ترضى لــ غيرك ....!!
×× نعم هكذا هي الحياة قال الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم
فــ كان للكلمة الطيبة صدىً طيباً ...!!
×× نعم هكذا هي الحياة قال الله تعالى : {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } (26) سورة إبراهيم
فــ كان للكلمة الخبيثة صدىً مثلها ...!!