خُيُــولٌ
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج
ـــــــــ
خُيُولُ النِّيلِ فَوْقَ يَدِي
تَخُطُّ الْوَجْدَ عَنْ عُمُدِ
تَشُقُّ الرِّيحَ مُسْرِعَةً
وَتَطْوِي صَفْحَةَ الأَمَدِ
تُثِيرُ غُبَارَ أُغْنِيةٍ
يُعَاوِدُ رَجْعَهَا كَمَدِي
تَمُرُّ تَكِرُّ سَاكِبَةً
غَزِيرَ دَمِي بِلا قَوَدِ
تَمُورُ تَفُورُ مُرْعِدَةً
تُزَلْزِلُ كُلَّ مُعْتَقَدِي
فَتَقْذِفُ فِي الْفَضَا قَدَمِي
وَتَحْرِقُ فِي اللَّظَى رَشَدِي
وَتَقْتُلُ بِالنَّوَى أَمْسِي
وَتُحْيِي بِالْوِصَالِ غَدِي
فَلا جِسْمِي بِمُقْتَرِبٍ
وَلا قَلْبِي بِمُبْتَعِدِ
*********
خُيــُولُ النِّيلِ ـ صَاهِلَةً ـ
تَمُرُّ عَلَى مُرُوجِ يَدِي
تُجَرْجِرُ وَجْهَهَا الْمُضْنَى
وَتَمْضُغُ عُشْبَهَا الْصَمَدِي
تُطَارِدُ ظَلَّهَا الَمْكْسُورَ
فَوْقَ الْيَابِسِ الْثَّمِدِ
وَتَرْسُمُ حُلَمْهَا الْوَهَّاجَ
فَوْقَ الَمْاءِ فِي أَوَدِ
تَرُوحُ تَبُوحُ مُتْعَبَةً
وَتَغْدُو ثَمَّ فِي جَلَدِ
مُرَاوِغَةً طُيُورَ الرُّوحِ
رَامِيَةً وَلَمْ تَصِدِ
تَجُرُّ مَرَاكِبَ الأَشْوَاقِ
مُشْعَلَةً عَلَى كبِدي
وَتُشْعِلُ جَمْرَ مَوَّالٍ
عَلَى الشُّطْآَنِ مُنْفَرِدِ
يفُضُّ بَكَارَةَ الأَشْجَارِ
فَوْقَ الشَّاطِئِ الْغَرِدِ
يُغَنِّي لِلْحَصَى وَجْدَاً
فَيصْلَى جَمْرَهُ جَسَدِي
*********
فَدَادِينُ الْهَوَى مُقَلٌ
ـ إِذَا جَفَّ الْمَدَى – مَدَدِي
تَفِيضُ بِوَجْدِ عَاشِقِهَا
وَتُشْعِلُ شَوْقَ مُبِتَرِدِ
وَتَسْقِي – عِنْدَمَا تَأْتِي
خُيــْولُ النِّيلِ – كُلَّ صَدِي
*********
خُيــُولُ النِّيلِ – مُذْ عَشِقَتْ
عَرُوسَ النِّيلِ – لَمْ تَعُدِ
مُصَفَّدَةً وَتُطْلِقُ طَائِرَ
الأَحْلامِ فِي خَلَدِي
تَحِنُّ هُنَاكَ ظَامِئَةً
إِلَى فِرْدَوْسِهَا الأَبَدِي
قصيدة من ديوان سمراء قلبي
للشاعر الكبير الدكتور / عزت سراج