إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
"إن البعوضة تدمي مقلة الأسد"
فهد الفهيد
تفشل الكثير من المنظمات والمؤسسات في أداء مهمتها المنوطة بها، وتشوه بصمتها في المجتمع من خلال قياداتها، فالقائد الفقير مادياً ومعنوياً، يقف مكتوف الأيدي أمام الخطوات العملية لتحقيق أهداف المنظمة التي يترأسها، فتجده يفكر كيف يشبع؟ وكيف يأخذ؟ وكيف يستفيد؟ بنظرة أحادية تعكس مدى ضعف حيلته وفساد حاله وداخله، فتجده يلهث خلف مصالح الكرسي الذي يجلس عليه، بنظرة قصيرة المدى، سرعان ما تزول لذتها بسفاسف الأمور.
بعض المسؤولين يعاني الأمرين في التعامل مع منصبه الجديد فملايين الريالات تكون تحت أمرته، يبرر لنفسه سوء تعامله وتدبيره لأمانته، والسبب الوحيد في ذلك هي التربية في التعامل معه، فهو يعمل منذ سنين في بيئات "نفسي.. نفسي" أو "أنا والطوفان من بعدي".. لأنه أمن العقوبة فأساء الأدب، فلم نر ذلك المسؤول الذي عُزل من منصبه! ماذا حدث له؟ وما مجريات التحقيق معه؟ وهو ما زال ينعم بخيرات منصبه، وعطايا وهبات موقعه!!.
لا تثريب على تهميش سياسة "من أين لك هذا؟" لأنها تكشف المهازل الرقابية في مؤسساتنا الحكومية والخاصة، والمنافع مقدمة للمسؤول قبل غيره، فهو الآمر الناهي، والرقابة لا حياة لمن تنادي، أعلم أن قضيانا الوطنية أضخم من فيلا فاخرة أو سيارة آخر موديل أو رصيد بنكي بالملايين، لمسؤول تعيّن من سنتين؟!! لكن دائماً يُردد في مسامعنا "لا تحقرن صغيراً في مجادلة * إن البعوضة تدمي مقلة الأسد".