محمد المهنا
سرّني الاطلاع على محاضرة الشيح سلمان العودة ، وكان أسلوبه لاغبار غليه في موضوعه الثبات ، وقد أشار إلى
عبد الله الفصيمى من الناحية العقدية والردّة ، وهو أخبر بذلك منّي علما واطلاعا ، وما استهد به في شعره من البيت
القائل
فيه ..
ولو أنّ ماعندي من العلم والفضل ... يوزع في الآفاق أغنى عن الرسل
فهو بيت مذموم وبكل المقاييس ومجاوز لحد المبالغة الممقوتة . تصوّر وخيال غير منضبط ، وربما يقصد من
التوجيهات والحكم
لأن الشيخ لم يطلعنا على القصيدة كاملة وإنما أخذ منها مايدل على موضوع عدم الثبات . فرجل له
مؤلفاته ودراسته على الشيوخ ثمّ ينحرف كما بقول الشيخ عن الجادة فهذا مجنون بلا ريب .
إمّا المقطع الثانى من القصيدة الأنا والفخر ، وتذمره من محيطه الاجتماعىفهو مذهب متبع عند لشعراء في
الجاهليةوالإسلام .
وعرفنا ذلك عند طرفة ابن العبد
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند
وذلك عند امتنبى ..
أنا من نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم
كل ماخلق الله ومالم خلق ... محتقر في همتى كشعرة في مفرقي
ولاأرى بأسا أن بعبّر الشاعر عن كل مايختلج بنفسه مالم تتدخل معانيه في الدين والعقيدة ، وتنال من الذات الإلهية
والرسول الكريم
وماعليه الناس من الخلق والمبادئ السليمة .
وكما قال أهل النقد الشعر يشبه الكلام العادي فماكان منه حسن فهو حسن ، وماكان قبيحا فهو قبيح .. ولا أقصد من ردي
هذا
الغض من فهم الشيخ سلمان العودة فهو أستاذ الجميع.
آمل أن تتقبل مروري مع الشكر والتقدير .