كيف أتصرف مع هذا البرد الشديد لأحمي طفلي و عائلتي من الآثار الضارة للبرد
مع الجو البارد و موجة الثلوج التي تجتاح كثيرا من المناطق في مثل هذا الوقت من كل سنة تكثر حوادث و إصابات تعزى للبرد و التجمد فقط كسبب لذلك نود أن نركز على هذا الموضوع ببعض التوصيات و النقاط الهامة خاصة أن تأثير البرد على الأطفال يكون أشد و أسرع من تأثيره على الكبار لصغر مساحة سطح الجسم لديهم و سرعة برودة أعضاء الجسم الداخلية الهامة
الناحية الوقائية من حدوث متلازمة برد شديد :
_ ارتداء عدة طبقات من الملابس و ليس طبقة واحدة لأن الهواء المحبوس ضمن الملابس يعمل عازل ضد البرد
_تدفئة الغرفة و الهواء المحيط أيضا قبل النوم و لا تكفي الملابس لوحدها للتدفئة حيث الطفل يجب أن يتنفس هواء دافئ أيضا و يمكن اتباع طرق مختلفة للتدفئة ...لكن يجب أن لا تكون الطريقة المتبعة هي مدفأة الحطب أي حرق الخشب و الفحم داخل المنزل حيث قد يحدث احتراق ناقص للحطب يؤدي لانبعاث غاز أول أوكسيد الكربون و الاختناق الفوري في مكان مغلق كالغرف ...كذلك يجب فصل المشعات الحرارية قبل النوم خشية حدوث تماس كهربائي
_تغطية الأيدي و الأرجل و الرأس و الأذنين بالصوف و هو الأفضل لحفظ الحرارة من قفازات و جوارب و قبعات و كوفية و غيره عند الخروج من المنزل و في داخل المنزل بالجو البارد
_عدم البقاء بالطقس البارد فترة طويلة خارج المنزل
_ عدم لمس أشياء متجمدة كالثلج و الجليد مباشرة فترة طويلة قد يؤدي ذلك إلى حدوث عضة الصقيع ( سنتحدث عنها ضمن المقال )
_ الإكثار من شرب السوائل الدافئة و تفيد في الوقاية من حدوث البرد ( ماء دافئ , حليب دافئ , شوربة , زنجبيل و قرفة , شاي ....)
_رفع مناعة الطفل بمركبات فيتامين C التي تكثر في البرتقال و الليمون و الفليفلة الخضراء و البندورة و الكيوي و قد نلجأ للمستحضرات الدوائية إن لم تتوفر المصادر الطبيعية
_ رفع مناعة الطفل بملعقة عسل صغيرة مع ليمون صباحاً و للأطفال من 3 سنة فأكثر يمكن إضافة 7 حبات بركة ( الحبة السوداء )
_الانتباه أن البرد يسبب اضطراب النوم عند الأطفال فإذا وجدت طفلك في الجو البارد لا ينام بشكل جيد فقد تكون هذه أولى علامات إصابته ببرودة الجسم الداخلية ...
و يمكنك لمس أنفه و يديه و أذنيه و خده فإذا كانوا باردين و أحسست أن لونهم يميل للأحمر قد يكون مصابا بمرحلة تسمى لسعة البرد frostnip و هي مرحلة أولى سابقة للمرحلة الخطيرة التي تدعى عضة الصقيع frostebite , في المرحلة الأولى لسعة البرد يمكن إسعافه بدون أن يحدث ضرر دائم على الجسم أو الجلد
>>>>>تكون بدء الإسعافات الأولية في لسعة البرد كالتالي :
* تدفئة تدريجية بوضع اليدين تحت الإبطين و عدم فركهما بشدة أو لفه ببطانية دافئة جافة بدون فرك أو وضعه بماء دافئ حرارته 40 درجة مئوية و ليس أكثر ...التدفئة السريعة خاطئة حيث لا يجوز وضعه بماء حار و لا يجوز تعريضه لمشعة حرارية مباشرة أو وضعه قريبا من مدفأة أو النار , قد يؤدي ذلك لحروق لسببين : الإحساس بالالم يقل مع البرد , و التروية الدموية للجلد تقل مع البرد , لذلك الفرك الشديد و الماء الحار و التدفئة السريعة قد تسبب تقرحات و حروق ...
* تدفئة المكان المحيط
* حماية الأذنين و الرأس و اليدين و القدمين بملابس صوفية فهو الخيار الأفضل لحفظ الحرارة
* إعطاء السوائل الدافئة بالفم من حليب و شاي الأعشاب الدافئ و غيره و الماء كذلك يجب أن يكون دافئا
مراحل حدوث متلازمة البرد الشديد أثناء انخفاض درجة الحرارة :
___لسعة البرد (frostnip ) و هي مرحلة أولى : يحدث فيها تهيج البشرة و احمرارها و برودة الجلد لكن لا يوجد خدر و لدى البدء بتدفئة الجلد يحدث تنميل خفيف و ألم لكن لا يسبب ضرر دائم ...اتباع الإجراءات الوقائية سابقة الذكر
___ عضة الصقيع السطحية (Superficial frostbite): مرحلة ما قبل حدوث المرحلة الخطيرة و هنا يشحب لون الجلد بشدة و لكن قد توجد هنا أيضا علامة متناقضة فرغم شحوب لون الجلد و ابيضاضه قد يبدو طريا ما يعطي شعور أنه دافئ لكنها علامة خطيرة يجب الانتباه لها , في هذه المرحلة يمكن المحافظة على الجلد بدون تقرح و تموت مالم تظهر حويصلات خلال يومين بعد تدفئة الجلد و هذه الحويصلات تدل على تموت هذا الجزء من الجلد ...عند استمرار الأعراض و فشل الجهود الوقائية سابقة الذكر بالتدفئة يجب مراجعة المشفى خاصة مع بدء ظهور خدر و شحوب في الجلد و استمرار الألم أو ظهور حويصلات
___ عضة الصقيع الشديدة (severe frostbite) : تصاب جميع طبقات الجلد بما فيها المفاصل و العضلات و تتصلب و تفقد الحركة و تتموت النسج ...أعراضها : * ألم , وخز , حكة , احمرار أو ابيضاض الجلد و بدء تلونه للأصفر المائل للخضرة أو زرقة , عدم القدرة على تحريك المفاصل و العضلات لليدين و القدمين خاصة و ينتبه إلى ضرورة عدم المشي على القدمين المتجمدتين كي لا تصاب بالتنخر و الأذى ...عند حدوث هذه الأعراض يجب مراجعة المشفى
>>>>في المشفى :
***التصرف الإسعافي لطفل مصاب ببرودة شديدة :
يجب أن يتم تدفئة الجسم بسرعة قبل حصول قصور الأعضاء و خاصة القلب و الدماغ و توقفهما عن العمل
***نذكر بأهم الملاحظات الطبية :
_ التدفئة المنفعلة و هي التدفئة التي تقدمها الملابس و الغرفة الدافئة و البطانيات الجافة , ليست كافية وحدها عند الأطفال المصابين بالبرودة الشديدة ( و تفيد بالوقاية قبل حدوث متلازمة البرد الشديد ) و السبب أنه في حالة البرد الشديد يحدث نقص في جريان الدم المحيطي مما يجعل التبادل الحراري بين الجسم و المحيط بطيء و ليس كافيا لرفع نقص درجة الحرارة المركزية
_ يجب أن نوفر التدفئة الفاعلة المركزية : أي تدفئة الجسم من الداخل و هو الأهم و ذلك عن طريق :
*السوائل الدافئة التي تشرب عن طريق الفم ...و في حال رفض السوائل يمكن استخدام أنبوب أنفي معدي تسرب من خلاله السوائل الدافئة لتدفئة المعدة و الأمعاء من الداخل
* وضع سوائل وريدية دافئة و الانتباه لاستخدام أوكسجين رطب دافئ من خلال تدفئة الماء في الجهاز
* طرق متطورة في علاج متلازمة البرد الشديد : إجراء شنط وريدي وريدي أو شرياني وريدي لأوعية كبيرة ...كذلك المجازة القلبية الرئوية ( و هذا اختصاص جراح قلب و أوعية )
كتابة المقال : اليوم الخميس 12 \12 \2013
د. ماجدة مطيع عودة