كل ما تريد معرفته عن "إضطراب القلق"
الشعور بالقلق هو طريقة جسمك التي يخبرك بها أن مستويات التوتر مرتفعة جدا.
و رغم أن القلق شعور نصاب به جميعنا من وقت لآخر في أحيان معينة
مثل: أول يوم في المدرسة، الخضوع لمقابلة عمل.. أو غير ذلك.
و لكن إذا طالت الفترة التي تشعر بها بالقلق عن 6 أشهر و أصبحت تعيق إستمتاعك بالحياة.
هنا يكون هناك مشكلة عليك علاجها.
من يصاب بإضطراب القلق؟
أي شخص بأي عمر كان من الممكن أن يصاب بالقلق.
وغالبا ما ينبع من إضطراب في المشاعر
و أحيانا يكون المصاب بالقلق مصاب أيضا بالإكتئاب.
و في أحيان أيضا يلجأ المصاب إلى إدمان الكحول أو المخدرات
لأنها تعطي شعورا بالراحة المؤقتة من شعور القلق
و لكن هذا يدوم لفترة قصيرة جدا.
ومن المهم حين بدء العلاج من القلق أن يتخلص الشخص من جميع أنواع الإدمان لديه إذا كان مصابا بها.
بماذا يشعر المصاب بالقلق؟
يصعب وصف الشعور بالقلق، قد تشعر كأنك تقف على حافة بناء ما.
أو أنك تقع من الهاوية. قد تشعر بمغصات متتالة في معدتك
وقليلا من الدوار. و تزداد ضربات قلبك.
كوابيس، نوبات هلع، خوف من أماكن معينة
أو أحداث بعينها. قد تشعر بالخوف بشكل دائم،
و قد تشعر بكل هذه الأعراض معا.
ما هو الفرق بين القلق، و إضطراب القلق؟
القلق هو الشعر الذي ينتابك عند بدء وظيفة جديدة،
أو عند الخضوع للإمتحان أو بدء أمر جديد أو مواجهة حدث هام.
لا يكون هذا الشعور جيدا و لكنه قد يكون محفزا لك لتعطي أفضل ما لديك.
أما ما يعرف طبيا بـ "إضطراب القلق"
هو أن يرافقك هذا الشعور دائما و علي مدة زمنية طويلة،
قد يعيق حياتك و يمنعك من القيام بأمور تستمع بها.
وفي الحالات القصوى قد يمنعك من دخول المصعد على سبيل المثال
أو قطع الشارع أو حتى الخروج من المنزل.
وفي هذه الحالات هذا الشعور (المرضي) سيبقى و يسوء في حال عدم معالجته.
أنواع إضطراب القلق؟
- اضطراب القلق العام:
يتميز بإصابة الشخص بالقلق والتفكير المستمر لمدة ستة أشهر
على الأقل بموضوع معين سواء كان صغيرا (غير مهم) أو كبيرا.
وقد يحدث هذا الاضطراب بالتوازي مع اضطرابات قلق أخرى أو الاكتئاب.
- الرُّهاب الاجتماعي:
يشعر المصاب بالقلق والخوف من مواجهة مواقف اجتماعية معينة،
كالاختلاط بالناس وشراء الأشياء من المتاجر وإرجاع البضائع،
ويسعى لتفاديها. و يكون هذا الخوف مرجعه من خوف الشخص
من التعرض للحكم من قبل الناس الآخرين بشكل دائم.
- اضطراب الوسواس القهري:
يشمل انشغال الشخص المستمر بأفكار معينة أو مشاهد أو صور،
و تتملك الشخص رغبة غير قابلة للمقاومة للقيام بفعل معين بطريقة مكررة،
وعادة ما يكون هذا العمل من دون هدف واضح، مثل لمس أعمدة الإنارة جميعها في الشارع.
- اضطراب ما بعد الصدمة:
يشعر المصاب بأنه يعيش مرة أخرى تجربة سيئة مرّ بها من قبل،
إذ قد يراها في أفكاره أو أحلام المنام، مما يؤدي لردة فعل عاطفية وجسمية،
ويحاول الشخص تفادي أي شيء يذكره بها.
وتحدث في الحروب ولضحايا الاغتصاب والاعتداء، وغيرها من التجارب المؤذية.
- الخوف المَرضي من أمور معينة (الفوبيا):
إذ يشعر الشخص بالخوف الشديد من شيء معين أو موقف معين
وهو أمر قد يؤدي إلى إصابته بنوبة هلع.
- نوبات الهلع:
هي نوبة من الذعر والخوف تبدأ فجأة
ويشعر فيها المريض بأنه على وشك الموت،
ويتسارع نبض قلبه ويواجه صعوبة في التنفس
وألما في الصدر. كما قد يشعر الشخص بأنه على وشك الإصابة بالجنون.
- الخوف من البعد عن المنزل أو الأشخاص المقربين:
يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من خوف دائم
من أن يفقد شخص يحبه،
و من الممكن أن يرى الكوابيس بإستمرار و يفكر بها طيلة الوقت.
ما مدى انتشار القلق؟
تتأثر النساء بنسبة أكبر قليلاً من الرجال،
وتعد هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى أشخاص في العشرينيات من عمرهم.
العلاج
من المهم معرفة أن هذا المرض يحتاج لعلاج،
و أنه من الممكن شفائه بالكامل و التغلب على أعراضه بالكامل
بحيث يصبح الشخص بإمكانه عيش حياة طبيعية.
العديد من الأشخاص يشعرون بالإحراج من طلب المساعدة
فيما يتعلق بالإصابة بالقلق.
حيث يخشون من نظرة الناس لهم.
ولكن ما يجب معرفته أن القلق يعتبر مرضا يحتاج إلى المساعدة
و بتغيرات بسيطة في اسلوب الحياة،
و إتخاذ العلاج المناسب يمكن التخلص من هذا المرض
و تحسين نفسية الشخص و حياته بطريقة ملحوظة.
الوقاية من القلق
الأسباب المباشرة للإصابة بإضطراب القلق المرضي،
لا تزال غير مثبتة علميا.
مما يجعل الوقاية منi أمرا صعبا.
ولكن هناك بعض الخطوات التي أثبتت فعاليتها في تخفيف القلق
و أعراضه و إبقاءه بعيدا في المستقبل.
- الإكتشاف المبكر
في دراسة تم إجرائها على مجموعة من الأطفال،
تم إدراج أباء بعضهم في صفوف تعليمية حول إكتشاف القلق و معالجته لدى الأطفال.
و مجموعة أخرى لم يتم إخضاعها لهذا البرنامج التعليمي.
وجد أن الأطفال الذين خضع أبائهم للبرنامج كانت لديهم قابلة منخفضة جدا
للإصابة بهذا الإضطراب في المستقبل.
حيث تكونت القدرة لدى آبائهم على إكتشاف الأعراض الأولى للقلق و معالجتها.
النتائج ذاتها تنطبق على الأطفال و البالغين.
فقد وجد أن الإكتشاف المبكر يحقق أفضل الفرص للتخلص و العلاج من القلق.
- التخلص من التوتر
إذا كنت مصابا بإضطراب القلق،
فإنه من المهم جدا إبعاد التوتر من الحياة.
التمرينات الرياضية طريقة جيدة لذلك. إذهب لنزهة مشيا يوميا.
أو إذا كانت لديك هواية معينة مارسها.
فأنت بحاجة لإزالة التوتر من حياتك و إخراجه
عن طريق إضافة جديدة تكسر بها الروتين اليومي، رياضة كانت أو هواية.
- تناول الطعام الصحي
حمية مليئة بالطعام الصحي ستحسن من جسدك و ذهنك.
لا تتوتر حول إختياراتك من الطعام و لكن حاول أن تختار من الطعام
ما هو مفيد لك و صحي و أبعد عن السكريات و الدهنيات و الأطعمة المعالجة.
- كتابة في دفتر اليوميات
لا أحد يعرفك أفضل منك. إحتفظ بأجندة صغيرة لتكتب بها ما تشعر به كل يوم.
كتابة الشخص لمشاكله كثيرا ما تساعد على حلها.