سر نجاح مسلسل باب الحارة !!!
يبدو أن هناك تحول نحو الأفضل في الدراما السورية و السبب حسب رأيي هو تبنيها من قبل القطاع الخاص لأن القطاع الخاص هدفه ربحي و يبحث عما يريده الجمهور.
و الناس أصبح عندهم وعي و تشويه الحقائق و نشر فكر معين كما كان سابقاً لم يعد بضاعة مرغوبة لدى الناس .
و قد سئم الناس من هذا الواقع و أصبحوا يشعرون بألم سلبيات ما يسمونه الحداثة و تهميش القيم من المجتمع فصاروا يتوقون لكل ما هو أصيل .
و سر نجاح مسلسل باب الحارة هو مصداقية نقل الواقع آنذاك و براعة الممثلين في تجسيده بخلاف ما كان سائداً سابقاً .
و تجلت هذه المصداقية في النقاط التالية :
- إظهار الشخصيات الملتزمة بالأصالة بقوة الشخصية و الوفاء و الشجاعة و الشهامة و الوطنية و....
- إظهار الشخصيات التي تأثرت بالإستخراب الفرنسي آنذاك و أخذت بالحداثة بكل ما فيها من سلبيات و تخلت عن قيمها و أصالتها بالضعف و المادية و عدم الأخلاق و عدم الوطنية و نصب المكائد و الأحابيل و نشر الفرقة و الفساد و المشاكل فلا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية فيبيعون آباءهم و عائلتهم و حيهم و وطنهم بثمن بخس .
- العاملين في السلك الحكومي آنذاك هم من صنع المستخرب الفرنسي فقد أجرى لعقولهم عملية غسيل دماغ فظهر ذلك على ظاهرهم و على أعمالهم فلا هم لهم سوى السلب و النهب و إذلال الأكابر و أصبحوا بدون وازع ديني أو أخلاقي أو وطني
- الإمعة و الجبان و المخنث و الحشري لا مكان له في المجتمع .
- الذي يهتم بالشأن العام و يتكاتف مع أهل الحي في دفع الأذى و يتحلى بالشجاعة و الوفاء و الكرم محترم و له مكانة في المجتمع .
- تفشي الرشوة في السلك الحكومي .
- إظهار المرأة المحتشمة بقوة الشخصية و الوفاء لزوجها بالإضافة إلى اللباقة و اللطف في التعامل و حسن التدبير .
- العمل خارج المنزل بالنسبة للمرأة لغير ضرورة مستهجن و هذا لم يؤثر على اتزانها و اعتزازها بنفسها .
- صحة الاعتقاد بالتوكل على الله في شؤونهم و نسب عطائهم لله و توفيقه و هذا ثمرته حسن الخلق .
- العلماء و الأئمة لهم مكانة خاصة في المجتمع .
- عملاء الاحتلال و من يصدقهم سبب كثير من المشاكل .
و أخشى ما أخشاه أن يكون العاملين في السلك الحكومي اليوم استمرارية لأمثال أبو جودت .