بات وصول دوري المحترفين السعودي إلى أفضل 20 دوريا على مستوى العالم أمرا واقعا، بل تعداه ليصل إلى المركز السادس عشر بمئتين وثمان وثمانين نقطة، الأول عربيا والثاني آسيويا بعد اليابان صاحب المركز الأول آسيويا الذي لا يفصلنا عنه سوى ست نقاط ، فالهدف المنشود من قبل هيئة دوري المحترفين في عام 2013 تقدم كثيرا، وهذا يحسب لها لكونها اختصرت الزمن سنوات أكثر مما خطط له إن كان مستوى التقييم دقيقا وبُني على معلومات واقعية!
الطموح الذي رسمناه لأنفسنا تنظيم دقيق في كل شيء وبالذات الجدول العام المسؤولة عنه لجنة المسابقات، وتلافي الأخطاء هو المطلب الأساس كما حدث في الموسم الماضي حينما لعبت في بعض جولاته ست لقاءات في وقت واحد، وهو ما أحدث تذمرا في وقته، أيضا في المسابقة القادمة كحال الماضية حدث تأجيل ملزم بسبب مشاركات الفرق خارجيا، وهو أمر لا فكاك منه، ورغم أنه مقلق، لكن لا حيلة فيه، إننا نريد أن نستمتع بمباريات الدوري في المقام الأول، وهذا مطلب جماعي ليس بالإمكان التنازل عنه.
إن الوصول إلى القمة سهل، لكن الصعوبة تكمن في المحافظة عليه، والتقدم خطوة أو خطوات إلى الأمام يتطلب جهدا مضنيا، فالتقدم في المراكز المتأخرة سهل، ويشتد الأمر في المراكز المتقدمة لأن التنافس يبلغ ذروته، والمنافسون أقوياء، كما أنه لن
يبقوا متجمدين، بل يطورون أنفسهم كما نفعل نحن، ومن الطبيعي أنهم يجرون إلى الأمام لأنهم لا يريدون أن يلحق بهم من خلفهم، ليس هذا فحسب، بل المتراجعون سينظرون إلى الأمام لأنه موقع فقدوه، والمتأخرون أساسا سيجرون إلى الأمام كذلك، ومن المهم أن تسير عجلة التطوير قدما إلى الأمام، أما الوقوف اكتفاء بما تحقق فقد يحدث أزمة مستقبلية، إننا لا نريد أن يكون الهدف وقتيا لنضم الوصول إلى المركز الثاني عشر ضمن المنجزات التي تسجل في تاريخ الكرة السعودية فحسب!
وصول الأندية إلى احتراف شبه كامل في مجال لاعبي كرة القدم أمر تحقق قبل فترة وجيزة، وبقي احتراف في الأجهزة الإدارية التي هي الأساس، ويفترض أن تسبق احتراف اللاعبين لأنها تخطط للاعبين، وليس منطقيا أن يكون المخطط هاويا، والمخطط له محترفا!!
سننظر إلى الأساس الإداري الذي تتكئ عليه الأندية، إنهم عبارة عن مجموعة من المتطوعين المجتهدين يبذلون قصارى جهدهم، لكنهم غير متخصصين أتى بعضه (فزعة) قد لا يعرف من الإدارة سوى اسمها، إن رئيس النادي وبقية الأعضاء يفترض أن يكون هدفا ليظل الرقي بكرة القدم يجري على قدم وساق.
استمرار علو دوري المحترفين مسؤولية الجميع، الكل يجب أن يعمل على بقائه مساندا لهيئة دوري المحترفين، وهي بدورها يجب أن تفتح آذانها للجميع، فالعمل الشمولي أنجح بكثير من العمل الفردي، وعلى كل حال، فجهود هيئة دوري المحترفين ملحوظة وتشكر عليه.