المقارنة المنصفة و الحيادية
نوهت في موضوع سابق (أمية فاقت الأكاديميين) إلى أضرار برامج تبث عبر الفضائيات يتم فيها إظهار غير المسلمين و غير الملتزمين دينيا بمظهر حضاري جذاب و إظهار المسلمين بمظهر غير حضاري منفر و هنا أود ا ن أبين عدم إنصاف هذه المقارنة
المقارنة بين المجتمع غير المسلم في الدول المتقدمة و المجتمع المسلم غير منصفة و غير حيادية للأسباب التالية:
- هؤلاء مضى على سيرهم في طريق الحضارة الحديثة أكثر من خمسة قرون حتى وصلوا إلى هذه المظاهر الحضارية بينما نحن لا نزال في بداية الخروج من هذا النفق المظلم من الجهل و التخلف و الفقر و البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي مرت به امتنا
- هؤلاء ثقافتهم تختلف عن ثقافتنا و بالتالي الدافع للالتزام بهذه المظاهر الحضارية يختلف عن الدافع عندنا
- هؤلاء يمتلكون إمكانات مادية ضخمة ينفقونها على التربية و التعليم .
- هؤلاء حسموا أمرهم و اتضحت رؤيتهم بينما نحن لا نزال نعيش حالة ضياع الهوية بسبب انبهار البعض و خاصة القيادات في اغلب البلاد الإسلامية بحضارتهم حيث ذابوا فيهم و نقلوا لبلدانهم مناهج بعيدة عن جذورنا فتسببت بإضعاف الوازع الديني لدى المجتمع و أهم باعث على الأخلاق و المظاهر الحضارية العالية عندنا هو قوة الوازع الديني .
- بالإضافة إلى أن هؤلاء بسبب تفوقهم التقني و الحضاري قاموا بغزونا ثقافيا مما تسبب لنا في زيادة حالة الارتباك و الضياع هذه.
- و من المعروف أنه عندما يتم إعداد أي برنامج في أي بلد آخر فلا بد من تصريح و إعلام الجهة التي سيتم التصوير عندها و من الطبيعي أن تلك الجهة سوف تتهيأ و تظهر أفضل ما عندها .
- و من الطبيعي ايضا انه عندما يكون هدف معد البرنامج إظهار الرقي و الحضارة للآخرين و إظهار الجانب السلبي لمجتمعنا فسوف يختار أفضل ما عند الآخرين و أسوأ ما عندنا.
- و من المعروف انه في أي دولة أو مدينة في العالم هناك أماكن راقية و أماكن شعبية سواء كانت مدارس أو منتزهات أو أحياء أو شوارع أو فنادق .......
فليس من الإنصاف أن نأخذ مكان ما من منطقة راقية في دولة ما و نقارنه بمكان من منطقة شعبية في دولة أخرى فالمقارنة يجب أن تكون بين مكانين من نفس المستوى بالإضافة إلى أن الظروف المحيطة يجب أن تكون متشابهة
إذاً إن المقارنة المنصفة و الحيادية بين أمرين يجب أن تكون الظروف الخاصة بهما متشابهة من جميع النواحي المادية و الزمنية و المكانية و السياسية و الاجتماعية و ........
و للموضوع تتمة
الكاتب : عبدالحق صادق