نعيش حياتنا المعتادة الغير شيُقة ننتظر دائما الغد المشرق المحمل دائما برغبة
التغيير ورياح التمرد على روتين آيامنا الخاملة الخارجة عن نطاق خدمة الأحلام
تمر أيامنا كئيبة , رتيبة , مملة إلى أبعد الحدود وتزيد رغبتنا الجامعة لرياح التبديل
يوما بعد يوم ..
ومع نسيم هذه الرياح التي تبشر بالغد الأفضل , الغد المنتظر منذ زمن ليس بقريب
تتضاعف الأحلام وتتضاعف الرغبة ويزيد السخط على آيامنا فنرى حتى في أحلامنا
ماسنصعه بتلك الأيام من وأد وتعذيب ونفي لمكان غير معلوم في خبايا سرية للذاكرة
حتى لا يوجد حتى ولو بصيص من الأمل لطفوها فوق السطح ولو بعد حين
تمر الآيام ويخترق أول شعاع لشمس التغيير سماء الرتابة ومن غير مقدمات يتسلل
إلينا خوف غير مقبول لانستطيع تفسير ظهوره المفاجئ ولانستطيع تبرير ما نشعر
به ...وتتوالى الآشعة بعد ذلك حتى يتكون لنا بعد عناء الشكل الواضح لما رسمناه
طويلا وتمنيناه فترة أطول ...ولكن هنا وفي نفس توقيت الظهور المتكامل لحلمنا
تملك مننا القلق والخوف لدرجة لانستطيع بها إخفاءه أو حتى التعامل معه
ونقف طويلا على الشاطئ نتأمل قارب النجاة ونمتع ناظرينا بمدى جماله وروعته
ومانستطيع فعله على متنه وهاهي الأحلام تتجسد لتصنع قوارب الحقيقة
ولكن هنا وفي تلك اللحظة تتشبث أقدامنا في أرض طالما تمنينا فراقها ولكم حلمنا
بوأدها في ذاكرة سحيقة ...لاتتشبث بالأرض فقط... بل وتترجاها بأن لاتسمح لأقدامنا
بالإبتعاد ... وهنا تظهر الحقيقة المرٌة بأجٌل صورها ... نحن نحلم فقط ونتمنى ونأمل
فقط للمتعة وليس لأننا حقا نريد التغيير ... فنحن نخاف منه ... نخشاه ... نتمناه
ولا نريده ... نتخيله ولا نسعى حقا لتحقيقه ..فنحن نخاف من رياح التغيير
فلربما تحولت حياتنا معه إلى جحيم !!! أو ربما تمنينا حياتنا الآن التي نكرهها
لتعود مرة أخرى على نفس حالها ونحن نراها بأنها أصبحت نعمة بل ونعيم !!
أو ربما لن تناسبنا ...أو لن نناسبها نحن !! أو ...أو ....أو....!!!.....؟؟؟
ونظل نحاول بأن نخلق من مبرارتنا سببا وجيها لرفض ما أمضينا كثيرا
نأمل به ... لندفن السبب الحقيقي الذي يظهرنا ضعفاء وهو الخووووف
فننزل في حنقٌ لنفك أسرٌ قارب الأحلام ونتمنى له مسافرا آخر أو مغامرا آخر
يتمتع بما لانتمتع به نحن وهو الجرأة والجسارة والقدرة على التغيير حقا
ونحن نوهم بأنفسنا بأننا قد فعلنا الصواب ...ولكن ؟؟ هل هذا حقا هو الصواب ؟؟
نحن هنا نفعل مافعله السجين الذي طالما حلم بالحرية وبنى من حريته قصورا
ومدائن وبعد معاناة السنين العجاف ها قد أتى الفرج وتفتحت أبواب سجنه ومدت له
الحرية أيديها ووجد نفسه وبلا تفكير يبتعد خائفا عنها بل ويغلق بيديه زنزانته بإحكام
خوفا مما تخبأه الجدران وراءها ... وفضل ان يموت وسط زنزانته يأسا خيرا من أن
يموت على أيدي الأمل الذي عاش طويلا يتمناه ...نسي أهم درس في الحياة وهو
مهما تعددت الوسائل ... فالموت يظل واحدا
وهو النهاية الأكيدة والمحتومة لكل كائن حيٌ فمهما طال بنا الأجل فنحن للموت
لا محالة ...
لا أعلم سرُ كتابتي لهذه السطور الآن ... فربما أنا الآن السجينة التي فتحت أبواب
زنزانتها تحثها على الحرية ...وربما ماسطرته الآن هو الصراع المحتدم بداخلي
والذي تجسد كـ كلمات فوق صفحات الماء
أو ربما كتبتها لأجد من كلماتكم نبراس ينير لي دروبا لم يطأها تفكيري
إذا فرضنا الآن بأنك انت السجين .. وبابك قد شرٌع على مصرعيه فماذا انت بفاعل؟
هل ستتحلى بالشجاعة لتخطو اصعب خطوة وهي كذلك دوما الخطوة الأولى هي
أصعب خطوة أم ... ستمد يدك لتغلقها عليك مرٌة أخرى لخوفك من مجهول تشك في
وجوده ولست أكيدا منه ..؟؟
مما راق لي ..