عمرو بن معدي كرب
أَلا غَدَرَت بنو أعلى قديماً ** وأَنعُمُ إِنّها وُدُقُ المَزَادِ
ومَن يشرب بماء العَبل يَغدِر ** على ما كان من حُمّى وِرادِ
وكنتم أَعبُداً أولادَ غَيلٍ ** بني آمٍ مَرَنَّ على السِّفادِ
لقد أَسمعتَ لوناديتَ حيّاً ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
ولو نارٌ نفحتَ بها أضاءت ** ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
وضمن البيت كثير عزة
لَقَد مُنِعَ الرُقادُ فَبِتُّ لَيلي ** تُجافيني الهُمومُ عَنِ الوِسادِ
عَداني أَن أَزورَكَ غَيرَ بُغضٍ ** مُقامُك بَينَ مُصفَحَةٍ شِدادِ
وَإِنّي قائِلٌ إِن لَم أَزُرهُ ** سَقَت دِيَمُ السَواري والغَوادي
مَحَلَّ أَخي بَني أَسَدٍ قَنَونا ** إِلى يَبَةٍ إِلى بَركِ الغِمادِ
مُقِيمٌ بِالمَجازَةِ مِن قَنَونا ** وَأَهلُكَ بِالأُجيفِرِ وَالثِمادِ
فَلا تَبعَدن فَكُلُّ فَتى سَيَأتي ** عَليهِ الموتُ يَطرُقُ أَو يُغادي
وَكُلُّ ذَخيرَةٍ لا بُدَّ يَومًا ** وَلَو بَقيت تَصيرُ إِلى النَفادِ
يَعِزُّ عَلَيَّ أَن نَغدو جَميعًا ** وَتُصبِحَ ثاوِيًا رَهناً بِوادِ
فَلو فودِيتَ مِن حَدَثِ المَنايا ** وَقَيتُكَ بِالطَّريفِ وَبِالتِلادِ
لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا ** وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وضمن مهيار الدليمي شطر من البيت _
إذا فُطمتْ قَرارهُ كلِّ وادي ** فدَرَّتْ باللوى حَلَمُ الغوادي
ومرّت تهتدي بالريح فيه ** مطايا الغيثِ مثقَلةَ الهوادي
ففُتَّحت الرُّبا خدّاً وسُدَّت ** بشكر المزن أفواهُ الوهادِ
أناديه وتَنشُدُه المغاني ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
وما أرَبِي إلى سُقيا ربوعٍ ** لها من مقلتي سارٍ وغادي
حملتُ يدَ السحاب الجَوْن فيها ** ولست معوَّداً حملَ الأيادي
ولو بكت السماءُ لها وجفني ** تيقَّنَتِ البخيلَ من الجوادِ
وضمن احمد تقي الدين شطر
لا حياةٌ لمن تنادي وكلّ ** راقدُ الطرف غارقٌ في سُبات
في ربيع الزمان نحن وكلُّ ** في خريف الفَلاح والخيرات
ليس يَحْلَى زهرُ الربيعِ إذا لم ** تَكنِ النفسُ في ربيعِ الحياة
وضمن البيت بشارة الخاقاني
كُتّاب قَد حَوَى دُرَر الْمَعَانِي ** بِأَلْفَاظ الْمَحَبَّة وَالْوِدَاد
ويَنْشَدْنِي بِه شِعْرِا أَنِيْقْا ** يُنَاشِد فِيْه أَمْوَات الْعِبَاد
لَقَد أَسْمَعَت لَو نِادَيْت حَيّا ** وَلَكِن لَا حَيَاة لِمَن تُنَادِي
صَدَقْت بِأَنَّنِي مَيِّت وَلَكِن ** كَشَفْت الْحَال مَا بَيْن الْأَعَادِي
أَلَم تَعْلَم بِأَن الْجِسْم عِنْدِي ** وَأَن الْرُوْح فِي تِلْك الْبِلاد
وضمن البيت رفاعة الطهطاوي
وكم بُشرتُ أن عزيزَ مصر ** تفوهَ بالفكاك ولم يفاد
وحاشا أن أقولَ مقال غيري ** وذلك ضد سرّي واعتقادي
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي
وفي دار العزازةِ لي عياذٌ ** يَقيني نشبَ أظفار العوادي
وضمن الشبراوي شطر
يا عاذِلي فيهِم لَقَد ** أَسمَعت لَو نادَيت حي
قُل لي بِأَية سَنَة ** الحُب عار أَم بِأَيّ
وضمن حفني ناصف شطر
أبَيتَ إلاّ عَوْدها فانتظر ** ما شئتَ فالميعادُ يوم المعاد
أسمعتَ لو ناديت حيًّا فلا ** تطلب لقاها قبل يوم التناد
قد انقضى الأمر فلا تكتئب ** والله يقضي بيننا ما أراد
وضمنه جرمانوس الشمالي في تخميس
وَداعي للاحبة وَالأَهالي ** أَقول الحَق فيهِ وَلا أُبالي
وَأبدي ما بفكري في مَقالي ** فَلَم أَندَم عَلى ارق الليالي
وَلَم أَرقم عَلى نَسف الرِمالِ
سمعتُ منَ العذولِ بكل نادِ ** عَلامَ انتَ تنفخُ في رَمادِ
تخلَّ فَلا حَياةَ لِمَن تُنادي ** وَلا تجر السُيول عَلى الجَمادِ
قَد قابلَ الملكَ المَسعودَ طالُعُه ** فَحازَ مِنهُ منالاً لاحَ ساطعُهُ
فَجمع الشَمل عادَ مِن المَحالِ