وصلتني رسالة عنك... زوجي الحبيب
دخلت المطبخ كعادتها كل يوم، تجهز الغداء لزوجها الحبيب...
وانطلق فكرها يسبح في بحر المشاكل اليومية والمجادلات معه...
إنه يجلس على الحاسوب بالساعات ولا يمل ولا يكل... يهملني... لا يكلمني...إنه لم يعد يحبني... وسالت دموعها ما بين سندان الحزن ومطرقة البصل...
وبينما هي منهمكة في تقطيع الخضر... ثم همت بإشعال الفرن...
أشعلت عود الثقاب وماهي إلا أجزاء من الثانية حتى خرج لهيب النار من الفرن بسرعة كبيرة، فصرخت من هول الصدمة... لكن بفضل الله انطفأت بسرعة أيضا، مست حاجباها وجزء طفيفا من شعرها ويديها...
أطفأت الغاز بسرعة وجلست تتنفس الصعداء... وشربت الماء ليهدأ روعها...
اللهم لك الحمد ربي، أنجيتني من النار.... ياااااااااااااا الله كم هي قريبة الآفات في دنيانا، لولاك لما نجونا...
ماذا فعلت ياربي... ترى هي رسالة منك؟ ترى هل أنا مقصرة في حقك؟
قامت من مكانها وهي تفكر ويلهج لسانها بالاستغفار والدعاء والحمد والشكر لله على نجاتها بأعجوبة...
عاد زوجها من العمل... لأول مرة منذ سنوات... وجدها مبتسمة في وجهه، استقبلته بود ومحبة لم يرها منذ تزوجا...رغم أنها زوجة تتقي الله إلا أنها أهملت زوجها كثيرا وأكثرت الشكوى منه والجدال معه، فاختار أن يصم آذانه وحواسه عن عالمها بعالمه الجديد... الأنترنت...
تعجب من المعاملة الطارئة... ولكنها قالت...
وصلتني رسالة عنك... زوجي الحبيب
فقال: ممن؟
قالت: من الله....
وكان يوما فصلا في حياتها...
كثيرة هي الرسائل في حياتنا... فقط نحتاج بعض اليقظة في قراءتها...
بقلم: نزهة الفلاح
منقول