تمكن شاب سعودي من فك احتكار التوأمة بين شركتي آبل مكنتوش (Apple Mackintosh) وإي تي أند تي العالميتين وتحويل استخدام أول جهاز أي فون(iPhone) يتم جلبه إلى السوق السعودية وتحتكره الشركتان الأمريكيتان، إلى جهاز يعمل على شرائح مزودي خدمة الموبايل في السعودية ويستقبل الرسائل باللغة العربية.
وكان عدد كبير من المتخصصين في اختراق أنظمة الكومبيوتر المبرمجة قد عكفوا على محاولة اختراق الجهاز الجديد منذ أن أطلقته شركة أبل في 9 يناير 2007 وجعلته مربوطا بشركة واحدة هي إي تي أند تي.
وسعى ريان التركي (24 عاما) وهو متخرج من جامعة الملك سعود تخصص حاسب آلي بعد خطوة فك الاحتكار إلى تعريب الجهاز وأنجز الخطوة الأولى منه وأصبح باستطاعته استقبال رسالة نصها الكامل باللغة العربية.
وحول حماية الحقوق الفكرية لشركتي آبل مكنتوش وآي تي أند تي الأمريكيتان قال التركي "للعربية.نت"، إن العبرة بالنوايا وهو عندما انطلق في محاولة فهم كيف تمت التوأمة بين الشريكتين عبر جهاز الأي فون استطاع الوصول إلى فك الاحتكار.
واعتبر التركي أن فك ماهو محجوب و سري يخضع لنوايا الهاكرز أو المحترفين في أمن المعلومات و"هناك من يقدمون على مثل هذا العمل بنوايا غير حسنة، وبحسب معرفتي بالقانون الأمريكي وكوني انوي استخدام الجهاز بشكل شخصي لا يعد تصرفي جريمة وقمت بفك الشفرة خلال اسبوعين والانتقال إلى مرحلة التعريب الأولى خلال أسبوعين وأتوقع الانتهاء من التعريب الكامل في غضون أيام".
ويتابع التركي :تعمدت تطوير البرنامج عبر تعريبه وأتمنى الحصول على فرصة للتعامل مع شركة عالمية توفر خدمة استخدام الجهاز باللغة العربية وأن يستفيد منه العالم العربي بلغتنا ونحن سوق مستهلك لايستهان به.
وكان مشروع التخرج للتركي عام 2005م عبارة عن مشروع مماثل إذ تمكن وزميله (فهد السحيباني) وهو طالب درس نفس التخصص، من كسر معيار التشفير AES (وهو معيار مستخدم من الحكومة الامريكية لتشفير الملفات السرية ).
وقال التركي إنهما استطاعا "كسر التشفير على الشرائح الذكية إس آي إم".
احتواء "الهاكرز"
من جانبه، يقول عضو الهيئة العلمية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عمر الأصم "للعربية.نت"، إن من يجيد التعامل مع الحاسوب والعالم الرقمي المجال مفتوح لديه للاختراق نتيجة وجود ثغراث أمنية مهما تمت حمايتها.
ويؤكد : بالذات تقنية الاتصالات والأنظمة الرقمية، والمصممين أو المصنعين أنفسهم مها تعمقوا في سد الثغرات لايوجد تقنية لا يمكن اختراقها والأمر خاضع للجهد المبذول في الاختراق – ويظل الاختراق واردا طالما هناك إمكانية للتعامل مع التقنية بأكثر من لغة ونظام.
ويلفت الأصم إلى أن "الهاكرز عباقرة وهم هواة، والعرب منهم لابد من الاستفادة من ذكائهم الرقمي وتوظيف مقدراتهم باستفادة الجهات المختصة منهم كمبدعين وحمايتهم، ووفقا للأتفاقيات الدولية خاصة التي وقعت عليها السعودية مثل اتفاقيات الأمم المتحدة والقات لأنظمة المعلومات ،نحن ملتزمون بحماية الحقوق الفكرية، ومن يتجاوز هذه الاتفاقية يعتبر مدانا يخشى عليه من المحاسبة خاصة إن كان صغيراً في السن وغير مطلع على هذه القوانين".
ثقافة قانونية
المستشار القانوني والمحامي بندر المحرج أوضح "للعربية.نت"،أن من يقوم بمثل هذا العمل وهو ينوي التطوير يحمي نفسه من المحاسبة أمام القضاء في حال إبداء حسن النوايا، وقال "ربما هذا الشاب ومن يقترب من المحظور في مثل سنه لا يعلم انه ارتكب جريمة وهنا يأتي دور الثقافة القانونية".
وأضاف "هذا العمل مجرم دولياً، وفك الشفرة مخالفة قانونية نتيجة الخسائر والمبالغ الطائلة التي تنفقها الشركات المصنعة لحماية منتوجاتها".
وفيما يتعلق بتطبيق العقوبات المنبثقة عن انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية يقول المحرج "تتوافر اتفاقية امن المعلومات على بند خاص عن حقوق الملكية الفكرية وصدر في السعودية نظام "حقوق الملكية الفكرية"، ولابد من الحصول على إذن من الشركة لتطوير البرنامج وربما لو تمت مخاطبة الشركة المصنعة للجهاز وتم التفاوض معها بهدف التطوير لتعريب الجهاز قد نتفادي الوقوع في مخالفة القوانين الدولية.