[align=center]
عندما يكتب بعض الشعراء فإن الشعر ينتهي إليه بعدما ابتدأ منه ...
ومن هؤلاء الشاعر المدرسة الراحل نزار قباني
ولايمنع من إعجابنا بشعره نبذنا لكثير من فكره ومبادئه ، وكثير من الأمور التي يضيق المكان هنا عن حصرها
وأحببت أن اضعكم بين قصيدة من قصائده الرائعة والرائعة والرائعة ، ليس بمقياسي بل بمقاييس كبار الأدباء والنقاد ...[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="gray" bkimage="" border="ridge,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إني عشقتك .. واتخذت قراري = فلمن أقدم ياترى أعذاري
لا سلطة في الحب .. تعلو سلطتي = فالرأي رأيي .. والخيار خياري
هذي أحاسيسي .. فلا تـتدخلي = أرجوك ، بين البحر والبحار ..
ظلي على أرض الحياد .. فإنني= سأزيد إصرارا على إصرار
ماذا أخاف ؟ أنا الشرائع كلها = وأنا المحيط .. وأنت من أنهاري
وأنا النساء ، جعلتهن خواتما= بأصابعي .. و كواكبا بمداري
خليك صامتة .. ولا تـتكلمي= فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى= للواقـفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي .. وخرائطي= وأنا الـذي أختار لون بحاري
وأنا أقـرر من سيدخل جنتي= وأنا أقـرر من سيدخل ناري
أنا في الهوى متحكم ..متسلط =في كل عشـقٍ نكهة استعمار
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي= واستقبلي بطفولةٍ أمطاري ..
إن كان عندي ما أقـول .. فإنني= سأقـوله للـواحد الـقـهار ...
عيناك وحدهما هما شرعيتي =ومراكبي ، وصديقـتا أسفاري
إن كان لي وطن .. فـوجهك موطني= أو كان لي دارٌ .. فحبك داري
من ذا يحاسبني على ما في دمي= من لؤلؤٍ .. وزمرد .. ومحار ؟
أيناقـشون الديك في ألوانه ؟= وشقائق النعمان في نوَّار ؟
يا أنت .. يا سلطانتي ، و مليكتي= يا كوكبي البحري .. يا عَشتاري
إني أحبك .. دون أي تحفظٍ =وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقـترفـتك ... عامدا متعمدا= إن كنت عارا .. يا لروعة عاري
ماذا أخاف ؟ ومن أخاف ؟ أنا الذي= نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي= من قبل بشارٍ ..ومن مهيار
وأنا جعلت الشعر خبزا ساخنا= وجعلته ثمرا على الأشجار
سافرت في بحر النساء .. ولم أزل= ـ من يومها ـ مقطوعة ً أخباري ..
يا غابة تمشي على أقدامها= وتــَـرشـّني بقرنفل و بهار
فتشرفي بهواي كل دقيقة= وتباركي بجداولي وبذاري
أنا جيد جدا .. إذا أحببـتـني= فتعلمي أن تفهمي أطواري ..
من ذا يقاضيني ؟ وأنت قضيتي= ورفـيف أحلامي ، وضوء نهاري
من ذا يهددني ؟ وأنت حضارتي= وثقافـتي ، وكتابتي ، ومناري ..
إني استقلت من القبائل كلها= وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي .. ونبوءتي= وأنا رفضت مدائن الفخار ..
كل القبائل لا تريد نساءها= أن يكتشفن الحب في أشعاري ..
كل السلاطين الذين عرفتهم ..= قطعوا يدي ، وصادروا أشعاري
لكنني قاتـلتهم .. وقتلتهم =ومررت بالتاريخ كالإعصار ..
أسقطت بالكلمات ألف خليفة= وحفرت بالكلمات ألف جدار ..
أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت= فتكومي كحمامة بجواري
ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى= فـلـقـد عشقتك .. واتخذت قـراري[/poem]