قصيدة جميلة ، في هذا الزمن الذي نطقت فيه الروبيضة ، ولكنها طويلة بعض الشيء ، وقد يكون موضوعها يستحق التطويل ...............
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="coral" bkimage="" border="double,9,royalblue" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
قفْ يا زمانُ أبوحُ بالأشجان= فلعلَّ في الشكوى دواءَ جناني
قف يا زمانُ أقصُّ ما حَفِلَت به = أيامُنا من ذلّةٍ وهوانِ
قفْ يا زمانُ لكي تُقارنَ حالنا = بالصِيدِ من آبائنا الشجعانِ
قفْ يا زمانُ أبُثُّك الشكوى التي= من هولِها يتحدثُ الملوانِ
نطق الرويبضُ يازمانُ فقل معي = آهٍ على الآثارِ والقرآنِ
قوم تلوكُ الفقهَ لوكَ « لُبانةٍ »= في كلِ مسألةٍ لها قولانِ
يتهافتون على شِقاقِ نبينا = والمصلحينَ تهافتَ الذُّبانِ
لا يأبهونَ بما أتى عن مالكٍ = والشافعيِّ وأحمدِ الشيباني
بل ما أتى عن سيد الثقلين ضد = شذوذِهم يُرمى بدون تواني
يُرمى بتأويلٍ سخيفٍ بارد = من باردِ النظراتِ والإيمانِ
وتجاوزَ الأمرُ الحدودَ جميعَها = حينَ استباحوا حرمَةَ القرآنِ
تُصغي لواحدهم فتعجبُ عندما = يتأولُ القرآنَ بالهذيانِ
فيقولُ عند الشافعيِ وعندنا = من أنتَ يا مسكينُ في الميزانِ
حُبُ النصارى واليهودِ فريضةٌ= في فقهِ طائفةٍ بذي الأزمانِ !
والملحدون وكلُ صاحبِ بدعةٍ = أضحوا وأصحاب الهدى سيانِ
ماذا الجفاءُ لغيرنا كلٌّ له = دينٌ يدينُ بهِ بلا نُكرانِ
إنْ قلتَ قد جاء الكتابُ ببغضهمْ = نصٌّ صريحٌ من عظيم الشانِ
قالوا لنا تتبدل الفتوى على = مرِّ الزمانِ تبدلَ القمصانِ
أمّا الغناءُ فقام شهمٌ حاذقٌ = فأباحَهُ بالنايِ والعيدانِ
وتعسّفَ الآثارَ دون هوادةٍ = وتأولَ المقصودَ بالتبيانِ
وأتاكَ من هذا اللفيفِ جماعةٌ = ببواقعٍ يندى لها الخدانِ
قالوا لنا :تليَ الرئاســةَ طَفْلةٌ = فرعاءُ من عدنانِ أو قحطانِ
وتدينُ آلافُ الفحولِ لأمرها = بلْ والشعوبُ تُساقُ كالقطعانِ
ويجوزُ أن تليَ القضاءَ خريدةٌ= في جِيدها شَبَهٌ من الغزلانِ
في حينها لا تأتِ سُــدَّةَ حاكمٍ = واهجرْ حِماهُمْ أيّما هِجرانِ
ولتأتِ قاضيةَ النساءِ فإنها = تُذكي الغرامَ بثديها الفتانِ
واسمعْ مقالةَ جهبذٍ منهم أتى = بمصيبةٍ تربوا على ثهلانِ
لا تتبعوا إن مات منكم مسلمٌ = هديَ النبيِ المُصطفى العدناني
لُفّوه في كيسٍ وواروه الثرى = من دون تغسيلٍ ولا أكفانِ
قالوا : وكلّ مصيبةٍ في أرضنا = من هيئةِ المعروف والنكرانِ
دوماً يصيحون « الصلاةَ» أما لهم = شغلٌ بغيرِ أذيةِ الجيرانِ
وفقيهةٌ أُخرى تنادي قومنا = الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ
يا مجلس الشورى تنحّوا واتركوا = ثُلُثَ الكراسي السودِ للنسوانِ
والدورةُ الأُخرى تكون ُ جميعُها = محجوزةً لخديجةٍ وحنانِ
وهنا يكون الرأيُ رأياً ثاقباً = يرضى به القاصي ويرضى الداني
وأتاك جمعٌ في الجرائدِ زمجرتْ = أقلامُهمْ غضباً على الشِّيخانِ
قالوا سلبتمْ حقَ ساحرةِ اللّما = يا ويلكمْ من سطوةِ الدّيانِ
قلتُمْ لها تبقى حبيسةَ دارِها = هل تُحْبَسُ الأقمارُ في الأكفانِ
هذا كلامٌ لا يليقُ بعصرنا = قدْ كانَ حينَ جهالةِ النسوانِ
والمَحرمُ المذكورُ في أسفاركم = يَقْضي على «السِّتاتِ» بالنقصانِ
ماذا الرّقيبُ كأنها مسلوبةٌ = لا عقلَ يعقِلُها عن العصيانِ
دعها تُسافرُ في الفضاءِ وحيدةً = وتهيمُ سافرةً بكلِّ مكانِ
هذا الحجابُ يحُدُّ من حركاتها = في مرقصٍ لكواعبٍ وغواني
مِنْ عادةِ الأعرابِ ليسَ عبادةً = فدعوا عوائدَ سالفِ الأزمانِ
قدْ جوّزَ الشيخُ المهيبُ صلاتَها = مكشوفةَ الأكتافِ والسيقانِ
فَلِمَ الخيامُ على مكامنِ حسنِها = حتّى تُرى في السوقِ كالغربانِ
دعها تُباشرُ في المطاعمِ كيْ تَرى.. = يتدافعُ الرّواد كالطوفانِ
دعها تكونُ مُديرةً ووزيرةً = وسفيرةً في سائرِ البلدانِ
دعها تقودُ الجيشَ تدفعُ صائلاً = وتُقاومُ النيرانِ بالنيرانِ
لا تعجبنَّ إذا التقيتَ بضابطٍ = يوماً وفي أحشائهِ طفلانِ
دعها تقودُ بأرضنا سيارةً = وتسيرُ سائحةً على الشُطئآنِ
تَلقى الحبيبَ , وهل تراها أجرمتْ = يا صاحِ إنْ باتتْ معَ الخلاّنِ ؟
دعها تكونُ إمامةً ومؤذناً = حتّى يبوءَ الجمعُ بالغفرانِ !
وترى الشبابَ الفاسدينَ جميعَهم = خلفَ الإمامَةِ خشيةَ الرحمنِ !
أوَما رأيتَ إمامةً غربيةً ؟ = تاهتْ على الدنيا بحسنِ بيانِ !
أثنى عليها ثُلّةٌ من قومنا = بالفقهِ معروفونَ كالنعمانِ !
رفعتْ إلى المأمومِ مأكمةَ الهوى = فهوى صريعَ الحُبِّ كالسكرانِ
عجباً لكم يا مسلمونَ ألمْ يحنْ = وقتٌ يُقامُ العدلُ بالميزانِ !
لا تقبلونَ شهادةَ النسوانِ في = حدٍّ وتزويجٍ وأمرٍ ثاني !
وشهادةُ الرجلِ الوحيدِ مُقامَةٌ = كشهادةِ «السِّتَينِ » يا لِهواني
وظلمتم الحسناءَ في ميراثِها = فجعلتمُ الضعفينِ للذكرانِ
يا معشرَ « الفقهاءِ » فقه جرائدِ = هلاّ احترمتم شِرعَةَ الرحمنِ
عجباً لمن يدعو لنهجِ محمّدٍ = وتغيبُ تحتَ ثيابِهِ القدمانِ
أمّا اللحى فكأنهم قدْ كُلّفوُا = بِحِلاقِها في مُحكمِ القرآنِ
وعِداؤهم دوماً لخيرِ شيوخنا = من « هيئةِ العلماءِ » في الميدانِ
بينا تراهم يُحسنونَ تصنّعاً = لخصومِنا في الدِينِ والديّانِ
يَصِفُون أمريكا بكلِ جليلةٍ = ويوبخونَ قتيلها الأفغاني
هل يا زمانُ رأيتَ مثلَ مُصابِنا = حتّى أُسلي النفسَ عن أحزاني
يا دولةَ الحرمينِ عشتِ مُصانةً = من كيدِ حُسّادٍ ومن فتّانِ
محفوظةً بالدين ... في جنباتها = مأوىً لكلِّ معلمٍ رباني[/poem]
منقول