اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > منتدى الثقافة العامة
 

 
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2011, 11:45 PM   رقم المشاركة : 1
غيمة فرح !
رائدي فضي
 
الصورة الرمزية غيمة فرح !
الملف الشخصي







 
الحالة
غيمة فرح ! غير متواجد حالياً

 


 

[علي بن أبي طالب رضي الله عنه >قروب العــاصفة ] ....!!

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-image:url('http://www.alraidiah.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/188.gif');border:4px double purple;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ علي بن أبي طالب ] ....!!


نسبه و نشأته:
هو: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن ، ولد قبل الهجرة بثلاثٍ وعشرين سنة، وهو أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء، والعلماء بالقضاء، وأول الناس إسلاماً بعد خديجة ، ولد بـمكة ، وربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد. ولي الخلافة بعد مقتل عثمان سنة (35 هـ) .
وعلي بن أبي طالب في مكانة هارون من موسى من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : (لأعطينَّ هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله؛ ويحبه الله ورسوله؛ قال: فبات الناس يدوكون (1) ليلتهم أيُّهُم يُعْطَاها. قال: فلما أصبح الناسُ غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يُعْطَاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟
فقالوا: هو، يا رسول الله، يشتكي عينيه.
قال: فأَرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في عينيه. ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
فقال علي : يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: انفذس على رسلِكَ حتى تنزل بساحتهم، ثم ادْعُهُمْ إلى الإِسلام، وأَخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم) (1) ، وفعلاً، فتح الله عليه، ودخل المسلمون حصن خيبر يهللون.
وعن سعد بن أبي وقاص قال: (خَلَّف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، في غزوة تبوك ، فقال: يا رسول الله، تخلِّفُني في النساء والصبيان؟
فقال: أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى ؟
غير أنه لا نبيَّ بعدي) (1) .

المبادئ في سيرة علي بن أبي طالب :
وفي سيرة على ثلاثة مبادئ: المبدأ الأول: الشجاعة، والمبدأ الثاني: الزهد، والمبدأ الثالث: الفصاحة.

شجاعته:
كان علي بن أبي طالب من أشجع الشجعان، وهناك الكثير من القصص التي تبرز شجاعة علي ، وإقدامه، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبارز أحد من جيشه أحداً من جيش الكفار، انتدب علي بن أبي طالب ، ففي وقعة الخندق أتى عمرو بن ود ، وكان من أشجع شجعان العرب، فقال: من يبارز؟
فسكت الصحابة؛ لأنهم يعرفون شجاعة عمرو بن ود .
فقال علي : أنا يا رسول الله، وكان في تلك الفترة في الثانية والعشرين، أو الثالثة والعشرين من عمره، فالتفت إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: إنه عمرو بن ود ، قال: ولو كان عمرو بن ود .
وفي المرة الثانية قال عمرو : من يبارز؟
فقال علي : أنا يا رسول الله. قال: إنه عمرو بن ود ، قال: ولو كان عمرو بن ود .
وفي الثالثة أذن له صلى الله عليه وسلم بمبارزة عمرو بن ود ، فخرج علي يكبر، فلما التقيا، قال عمرو بن ود : من أنت؟
قال: أنا علي بن أبي طالب .
قال: حي هلا بك يا ابن شيخ الأباطح، فأبوه أبو طالب شيخ مكة .
وقال عمرو بن ود : والله، ما أريد أن أريق دمك، وحلف بلاته وعزاه.
فقال علي : ولكني، والله، الذي لا إله إلا هو، أريد أن أريق دمك.
ثم بدأ الصراع، وخيم الغبار على البطلين، ثم انكشف، وإذا علي ، رضي الله عنه وأرضاه، على صدر عمرو بن ود ، وقد ذبحه، كما تذبح الشاة، ثم عاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ضارباً المثل في الشجاعة والإقدام.
وفي بدر يوم التقى الجمعان، يوم تجلى الله لأهل بدر ، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، قال كفار قريش للرسول صلى الله عليه وسلم: اعطنا ثلاثة نبارزهم، فاختار ثلاثة، منهم: علي بن أبي طالب ، وقلب علي فيه شجاعة، الله بها عليم، وكان إذا بارز رجلاً خلع درعه، ونازل بلا درع حتى يقول:

أي يومي من الموت أفر يــوم لا يقدر أم يوم قدر

يوم لا يقــدر لا أرهـــبه وإذا ما جاء لا يغني الحذر

زهده:
أما زهد علي بن أبي طالب في الدنيا، فحدث عنه ولا حرج، فقد عاش الفقر، أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب ابنته فاطمة -التي والله لو كانت الدنيا ذهباً وفضة لما ساوت إصبعاً من أصابع فاطمة - يقول الشاعر عن فاطمة :
هي بنت من؟
هي أم من؟

هـــــــي زوج مــــــــن من ذا يساوي في الأنام علاها

أما أبوها فهو أكرم مرسل جبريل بالتوحيد قد رباها

وعلي زوج لا تسل عنه سوى سيفاً غدا بيمينه تياها


فأبو فاطمة : الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجها: علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه، وأبناؤها: الحسن و الحسين .
فأتى علي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يخطب فاطمة ، وقد تملكه الخجل فهو أمام سيد البشرية، ومعلم الإنسانية، ومزعزع كيان الوثنية: محمد صلى الله عليه وسلم، فعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ما يريد علي ، وقد علمه الله من علم الغيب، فقال لـعلي : (كأنك تريد فاطمة ؟
قال: نعم.
قال: هل عندك مهر تدفعه؟
قال: لا، والله، يا رسول الله، ما عندي شيء) ، ولكن عنده: قلب يؤمن بالله، ودم يقدمه لخدمة هذا الدين، وعنده: نفس أغلى من الدنيا، وما فيها، ولذلك يهون الذهب والفضة والمنصب والوظيفة، وهي لا تساوي الحذاء -الذي يداس- بلا إيمان.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (فكر هل تجد شيئاً؟
فنكس علي رأسه يفكر، فليس هناك خزائن، ولا بنوك، ولا شركات، ولا وظائف، ولا مصدر.
ثم قال: عندي الدرع الحطمية التي أخذتها.
فقال صلى الله عليه وسلم: علي بها.
قال: وأتيت بها، والله، ما تساوي درهمين.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير).
وفي الصحيحين عن علي : (أن فاطمة ، عليها السلام، شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فلم تجده، فذكرت ذلك لـعائشة ، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا، وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: مكانك، فجلس بيننا، حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟
إذا أويتما إلى فراشكما -أو أخذتما مضجعكما- فكبرا أربعاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم) (1) .
وكان عند علي فرو، يضع الشعير عليه؛ كي يعلف الفرس، وفي الليل يفترشه، هو وفاطمة؛ ليناما عليه ولكن

((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا)).

ويذكر: أن الطعام انتهى من بيت علي و فاطمة ، فقالت في الصباح: اذهب، فالتمس لنا طعاما، لعل الله يرزقك، فأخذ علي فروا ليتقي البرد، ثم تسلل إلى أرض اليهود ، فإذا يهودي ينزح الماء من البئر على الجمل، فقال اليهودي: يا غلام؟
-وهو لا يدري من هو، ولا يعرف أنه أبو الحسن الذي سيصبح أمير المؤمنين، وأنه رجل من عظماء الدنيا-.
فقال علي : نعم، قال: انزع غرباً بتمرة، فنزع علي غرباً، فأعطاه اليهودي تمرة، وكلما نزع غرباً، أعطاه تمرة، حتى ملأ يده، وما إن ملأ يده حتى ذهب، فلقيه الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله: أين كنت؟
فأخبره.
فقال: أين التمر؟
، فأراه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، وأكل منه تمرة، والبركة فيما بقي من أكله صلى الله عليه وسلم تعادل الدنيا، فذهب إلى فاطمة فأخذا يأكلان.
تلك هي حياة علي ، حياة الزهد والتقشف، حيث لا وظائف، ولا مناصب، ولا مساهمات، ولا شركات.. إلخ.
ولما تولى الخلافة، رضي الله عنه، وقد مكث فيها خمس سنوات -كان يأتي يوم عيد الفطر، وقيل: عيد الأضحى، فيوزع ما في بيت المال على الناس، على الفقراء ويترك أهله، ويكنس بيت المال، فلا يترك الزبيب، ولا الحبوب، ولا المال، ثم يصلي ركعتين، ثم يبكي، ويقول: [اللهم اشهد أنني ما تركت درهماً ولا ديناراً ولا تمرة].
وأتى في ليلة من الليالي، فدخل على أهله -بعد موت فاطمة - في العراق فقال: [عندكم طعام؟
قالوا: ما عندنا شيئاً، فخرج بسيف الرسول صلى الله عليه وسلم ذي الفقار، وقال: يا أهل العراق، قاتلكم الله، أموت جوعاً، وأنا أمير المؤمنين بين أظهركم، والله ما في بيتنا خبزة ولا تمرة، من يشتري مني هذا السيف، فلطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفعوا له بعض المال، أو اقترض بعض المال، رضي الله عنه وأرضاه].

فصاحته:
فهو خطيب سح كالسيل، مفوه، أوتي فصاحة عظيمة، وهو لم يدرس في مدرسة، أو جامعة، أو كلية، لكن علمه الله، عز وجل، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وتربى في بيت النبوة، ورضع من ثدي العرب، يأتي يوم الجمعة، فينهل بالخطبة، فيبكي الناس، وتقشعر الأبدان من كلامه، فكلامه صادق مؤثر.
سئل علي : [يا أمير المؤمنين، كم بين العرش والأرض؟
فقال: دعوة مستجابة]، وهذا من أحسن ما يقال، فالدعوة المستجابة تسري في ظلام الليل، ويقول الله، عز وجل، عن دعوة المظلوم: (وعزتي وجلالي وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).
قيل لـعلي : [كم بين الشرق والغرب؟
فقال: مسيرة الشمس يوماً]، وهذا قمة الفصاحة.
وكان علي ، رضي الله عنه، يوقر الصحابة، خلافاً لمن يدعي حبه، الآن، من الذين أثموا بحبه؛ لأنهم نزلوه فودق منزلته، ونزلوه منزلة، لا يرضاها هو، بل صح عنه بالتواتر، أنه كان يقول على المنبر، وهو في الكوفة : [أبو بكر خير هذه الأمة، ثم عمر].
وعن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت علياً يقول: (كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، قال: وحدثني أبو بكر ، وصدق أبو بكر رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له؛ ثم قرأ هذه الآية: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله))) (1) إلى آخر الآية، فالله، سبحانه وتعالى، يغفر الذنوب إذا تاب الإنسان وندم وأناب واستغفر الله.
فالإنسان لو أذنب ذنوباً كالجبل، ثم راجع نفسه، وحاسبها، وتوضأ وصلى ركعتين، واستغفر الله، غفر الله له، ومصداق ذلك: قوله، سبحانه وتعالى، ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)).
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال: فدعا سهل بن سعد ، فأمره أن يشتم علياً . قال: فأبى سهل . فقال له: أما إذ أبيت فقل: لعن الله أبا التراب ، فقال سهل : ما كان لـعلي اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته، لم سمي أبا تراب ؟
قال: (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت فقال: أين ابن عمك؟
فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟
فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: قم يا أبا التراب قم يا أبا التراب) .


شعرهُ :
وكان علي شاعراً مجيداً من الدرجة الأولى، ومن أفصح الناس، لكنه لم يشتغل بالشعر، بل انصرف إلى القرآن والحديث؛ لأن الشعر -وحده- ليس برسالة، يقول علي في مقطوعة رائعة:

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها

فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الموت نبنيها

فاعمل لدار غداً رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها


فهذه الأبيات من أحسن كلمات الموحدين.
وقد بقي علي على الصفاء، وعلى الزهد، والعبادة، وبقي يتحسر على حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم.


موته:
مرض قبل موته بأسابيع، فقال له ابنه الحسن أكبر أبنائه: يا أبتاه، أوص لنا، اكتب لنا كتاباً، فإني أخاف أن تموت الليلة، فقال: والله، ما أموت الليلة (كيف يحلف أنه لا يموت الليلة؟
) وما أموت من هذا المرض، فقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم أنني لا أموت حتى تخضب هذه من هذه. يعني: أنه لا يموت على الفراش، بل يموت بالسيف يقتله رجل، قال علي : (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدري يا علي من ((أَشْقَاهَا)) فقال علي : يا رسول الله أشقاها قاتل الناقة ((إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا)) قال: أتدري من أشقاها؟
فقال علي: والله ورسوله أعلم، قال: أشقاها من يقتلك) ، فأتى عبد الرحمن بن ملجم -أحد الخوارج الخبثاء الحقراء- أتى هذا الفاجر المبتدع المتمرد إلى امرأة، اسمها: الرباب قتل علي بن أبي طالب زوجها، فتزوجها، واشترطت عليه قبل زواجها منه: أن يقتل علي بن أبي طالب ، فأخذ يسم سيفه شهراً كاملاً، حتى أصبح السيف أزرق، ثم أتى في صلاة الفجر، وكان علي بن أبي طالب يوقظ الناس من بيوتهم للصلاة، وله كلمات تصل إلى القلوب مباشرة، وأتى علي ، ودخل المسجد، وإذا بهذا الفاجر، قد اضطجع على سيفه، وقد جعله تحت بطنه، فركله علي بقدمه، وقال: إن هذه ضجعة أهل النار، فاستيقظ، وقام علي يكبر لركعتي الفجر، فلما كبر قام ذاك الفاجر عبد الرحمن بن ملجم فاستل السيف، فضرب علياً في جبهته، فسال الدم على لحيته، ووقع على الأرض وقال: حسبي الله ونعم الوكيل، ورفع إلى البيت، رضي الله عنه وأرضاه، فقال علي : الله.. الله، لا تقتلوا قاتلي، وقال له أبناؤه: أوصنا. فقال: أوصيكم بما وصى به إبراهيم بنيه و يعقوب : ((يَا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).
فجزى الله علياً خير الجزاء، فما أحسن كلماته، وما أحسن سيرته العطرة.

ما يستفاد من سيرته:


الأمر الأول: الزهد، فهو منزلة عالية، وهو الفارق بيننا وبين الصحابة، رضوان الله عليهم، فقد زهدوا في الدنيا، فرفعهم الله، وجعل الجنة مثواهم، ونحن أحببنا الدنيا، فأخذت وقتنا، إلا من رحم الله.
الأمر الثاني: أن الشجاعة في ذات الله، هي: المحمودة، وأنه لا يحمد الجبان، وأن من استخدم شجاعته في رضا لله، كانت له شرفاً في الدنيا، وذخراً في الآخرة، وبعض الناس يجعل شجاعته على جيرانه، وعلى أرحامه، وعلى إخوانه، وبعض القبائل، الآن، تهتم، وتتحدث بقتل فلان وضرب فلان.. إلخ. وهم مسلمون، فهذه ليست بشجاعة، بل معصية يحاسبون عليها من الله.
والشجاعة الحقة على الكفار، وعلى أعداء الله، والشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما العنصريات، وشجاعة التفاخر، والعصبية، فليست بشجاعة.
الأمر الثالث: أن الصدق في الكلمات: دليل على الصدق في القلوب، والمؤمن يجعله الله صادق اللسان، ولذلك كان علي بن أبي طالب صادقاً في كلماته، حتى يقول ابن كثير : باب في الكلمات الحاصلة التي إلى القلوب واصلة.
الأمر الرابع: أن من تقلل من الدنيا، فله عند الله ما هو خير وأبقى، قال تعالى: ((مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ الله بَاقٍ))، رحم الله علياً رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.



بقلم :

{قروب العـاصـفة } ~

المصدر:

{كتـاب أعذب الأصداء مع سير العظماء}
للشيخ عائض القرني

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]







التوقيع :

~ الغلا ~ كُلُ الشُ ـكرِ لـِ روحكِ الندية
آخر تعديل غيمة فرح ! يوم 21-03-2011 في 11:56 PM.

رد مع اقتباس
 
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طالب بتحدا الله!!!!!!!!!!!!!!!! مجــ مشاهد ـرد :: منتدى المواضيع المكررة:: 5 23-12-2009 08:25 PM
طالب يتحــدى الله المــســافــر :: منتدى المواضيع المكررة:: 7 09-11-2009 12:56 PM
حكمة علي بن ابي طالب رضي الله عنه ضا2009ري :: المنتدى العام :: 6 07-10-2009 01:01 AM
(منهج طالب العلم في تأسيس تفقه في دين الله) الداعية المنتدى الإسلامي 8 28-06-2007 11:09 PM
طالب راشد المري إلى رحمة الله ..! سامي الشمري إرشيف أخبار الخفجي 21 08-11-2006 09:08 AM



الساعة الآن 01:25 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت