للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 366
" إن التجار هم الفجار . قيل يا رسول الله : أو ليس قد أحل الله البيع ? قال : بلى , ولكنهم يحدثون فيكذبون , ويحلفون فيأثمون " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 640 :
رواه أحمد ( 3 / 428 ) والطحاوي في " المشكل " ( 3 / 12 ) والحاكم ( 2 / 6 - 7 ) عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو راشد الحبراني سمع # عبد الرحمن بن شبل # يقول : فذكره مرفوعاً .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد , وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى بن أبي كثير من أبي راشد , وهشام ثقة مأمون , وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلام " ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .
ثم أخرجه الحاكم وابن عساكر ( 7 / 486 / 2 ) عن أبان به . وصرح ابن عساكر بسماع يحيى من زيد بن سلام أيضاً .
وخالفهم معمر فقال : عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال : كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجمعهم فقال : فذكره مرفوعاً .
رواه ابن عساكر .
ثم رواه من طريق معاوية بن سلام عن أخيه عن جده أبي سلام عن أبي راشد به مختصراً .
والحديث قال المنذري ( 3 / 29 ) : " رواه أحمد بإسناد جيد " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 367
" إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء . يعني في الجنة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 641 :
رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 169 / 1 - شيخ الإسلام ) والضياء في " صفة الجنة " ( 82 / 2 ) من طريق الطبراني بسندين له عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن # أبي هريرة # قال : قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة ? فقال : فذكره .
وقال الطبراني : " تفرد به الجعفي "
قال المقدسي : " قلت : ورجاله عندي على شرط الصحيح " .
قلت : وهو كما قال فالسند صحيح ولا نعلم له علة .
وقد وجدت له شاهداً من حديث ابن عباس مرفوعاً , أخرجه الحربي في " الغريب " ( 5 / 52 / 2 ) وأبو نعيم عن زيد بن الحواري عنه , ورجاله ثقات غير زيد هذا فهو ضعيف .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 368
" المرأة أحق بولدها ما لم تزوج " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 641 :
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 418 ) من طريق المثنى بن الصباح عن # عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده # . " أن امرأة خاصمت زوجها في ولدها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
وكذلك رواه عبد الرزاق في " مصنفه " : أخبرنا المثنى بن الصباح به .
وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما في " نصب الراية " ( 3 / 265 ) .
قال الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 11 ) : " والمثنى بن الصباح ضعيف . ويقويه ما رواه عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم عن عكرمة قال : " خاصمت امرأة عمر عمر إلى أبي بكر , وكان طلقها , فقال أبو بكر : هي أعطف وألطف وأرحم وأحن وأرأف , وهي أحق بولدها ما لم تتزوج " .
أقول : وهذا مع كونه موقوفاً , فهو مرسل , وقد روي من وجوه أخرى مرسلاً في " الموطأ " و " المصنف " لابن أبي شيبة ومن وجه آخر موصولاً بإسناد ضعيف منقطع وقد خرجت ذلك كله في " إرواء الغليل " ( 2250 ) , ولذلك فإني أرى أن تقوية الحديث بهذا الموقوف ليس بالقوي , فالأولى تقويته بأن المثنى قد توبع عليه من غير واحد , فتابعه ابن جريج عند أحمد ( 2 / 182 ) والدارقطني , والأوزاعي عند أبي داود ( 2276 ) والحاكم ( 2 / 207 ) كلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو به أتم منه , ولفظه : " أن امرأة قالت : يا رسول الله إن ابني هذا , كان بطني له وعاء , وثديي له سقاء , وحجري له حواء , وإن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أحق به ما لم تنكحي " .
وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
وأقول : إنما هو حسن للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
وقال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " : " هذا الحديث احتاج الناس فيه إلى عمرو بن شعيب , ولم يجدوا بدا من الاحتجاج هنا به , ومدار الحديث عليه , وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في سقوط الحضانة بالتزويج غير هذا , وقد ذهب إليه الأئمة الأربعة وغيرهم , وقد صرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو فبطل قول من يقول : لعله محمد والد شعيب فيكون الحديث مرسلاً , وقد صح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو , فبطل قول من قال : إنه منقطع . وقد احتج به البخاري خارج " صحيحه " , ونص على صحة حديثه , وقال : كان الحميدي وأحمد وإسحاق وعلي بن عبد الله يحتجون بحديثه , فمن الناس بعدهم ? ! هذا لفظه . وقال إسحاق بن راهويه : هو عندنا كأيوب عن نافع عن ابن عمر , وحكى الحاكم في " علوم الحديث " له الاتفاق على صحة حديثه .
وقولها : " كان بطني له وعاء " إلى آخره إدلاء منها وتوسل إلى اختصاصها به كما اختص بها في هذه المواطن الثلاثة , والأب لم يشاركها في ذلك , فنبهت في هذا الاختصاص على الاختصاص الذي طلبته بالاستفتاء والمخاصمة , وفي هذا دليل على اعتبار المعاني والعلل , وتأثيرها في الأحكام , وإماطتها بها , وأن ذلك أمر مستقر في الفطرة السليمة حتى فطر النساء .
وهذا الوصف الذي أدلت به المرأة , وجعلته سبباً لتعليق الحكم به قد قرره النبي صلى الله عليه وسلم ورتب عليه أثره , ولو كان باطلاً ألغاه , بل ترتيبه الحكم عقيبه دليل على تأثيره فيه وأنه سببه " .
قال : " ودل الحديث على أنه إذا افترق الأبوان وبينهما ولد , فالأم أحق به من الأب ما لم يقم بالأم ما يمنع تقديمها أو بالولد وصف يقتضي تخييره , وهذا ما لا يعرف فيه نزاع , وقد قضى به خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ابن الخطاب ... " .
وقد أشار بقوله : " ما يمنع تقديمها " إلى أنه يشترط في الحاضنة أن تكون مسلمة دينة لأن الحاضن عادة حريص على تربية الطفل على دينه , وأن يربى عليه , فيصعب بعد كبره وعقله انتقاله عنه , وقد يغيره عن فطرة الله التي فطر عليها عباده فلا يراجعها أبداً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه " فلا يؤمن تهويد الحاضن وتنصيره للطفل المسلم .
وأشار بقوله " أو بالولد وصف يقتضي تخييره " .
إلى أن الصبي إذا كان مميزاً فيخير ولا يشمله هذا الحديث , لحديث أبي هريرة رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه " .
وهو حديث صحيح كما بينته في " الإرواء " ( 2254 ) .
ومن شاء الاطلاع على الأحكام المستنبطة من هذا الحديث مع البسط والتحقيق , فليرجع إلى كتاب العلامة ابن القيم : " زاد المعاد " .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 369
" كل مسلم على مسلم محرم , أخوان نصيران , لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 644 :
أخرجه النسائي ( 1 / 358 ) من طريق # بهز بن حكيم عن أبيه عن جده # قال : " قلت يا نبي الله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عددهن - لأصابع يديه - ألا آتيك ولا آتي دينك , وإني كنت امرءاً لا أعقل شيئاً ألا ما علمني الله ورسوله , وإني أسألك بوجه الله عز و جل بما بعثك ربك إلينا ? قال : بالإسلام , قال : قلت : وما آيات الإسلام ? قال : أن تقول : أسلمت وجهي إلى الله عز وجل وتخليت , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , كل مسلم على مسلم حرام ... " .
وهذا إسناد حسن , وصححه الحاكم ( 4 / 600 ) ووافقه الذهبي .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 370
" اللهم اغفر ذنبه , وطهر قلبه , وحصن فرجه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 645 :
أخرجه أحمد ( 5 / 256 - 257 ) : حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حريز حدثنا سليم ابن عامر عن # أبي أمامة # قال : " إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا , فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه ! فقال : ادنه , فدنا منه قريباً قال : فجلس , قال : أتحبه لأمك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم , قال : أفتحبه لابنتك ? قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم , قال : أفتحبه لأختك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك . قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم , قال : أفتحبه لخالتك ? قال : لا والله جعلني الله فداءك , قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم , قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " .
وهذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 371
" لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 645 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 311 ) والبخاري في " الأدب المفرد " ( 112 ) وأحمد ( 5 / 346 - 347 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 385 ) والبيهقي في " الشعب " ( 2 / 58 / 2 ) ونعيم بن حماد في " زوائد الزهد " ( 186 ) عن معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن # عبد الله بن بريدة عن أبيه # مرفوعاً .
وهذا سند صحيح على شرط الشيخين . وقال المنذري ( 4 / 21 ) : " رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح " .
قلت : ولم أجده عند النسائي ولم يعزه إليه النابلسي في " الذخائر " ( 1 / 122 ) فالظاهر أنه في " سننه الكبرى " .
ثم الحديث رواه عقبة بن عبد الله الأصم عن عبد الله بن بريدة بلفظ : " إذا قال الرجل للمنافق : يا سيد , فقد أغضب ربه تبارك وتعالى " .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 198 ) والحاكم ( 4 / 311 ) والخطيب ( 5 / 454 ) وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : عقبة ضعيف " .
قلت : لكن تابعه قتادة كما سبق , فالحديث صحيح .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 372
" استعيذي بالله من هذا ( يعني القمر ) , فإنه الغاسق إذا وقب " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 646 :
أخرجه الترمذي ( 2/ 241 ) والطحاوي في " المشكل " ( 2 / 310 ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 642 ) والحاكم ( 2 / 540 - 541 ) والطيالسي ( رقم 1486 ) وأحمد ( 6 / 61 , 206 , 237 ) من طرق عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن # عائشة # رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها فأشار بها إلى القمر فقال : فذكره .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
والحاكم : " صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .
قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن هذا وهو القرشي العامري وهو صدوق كما في " التقريب " وقد قرن به ابن أبي ذئب : المنذر بن أبي المنذر . رواه أحمد ( 6 / 215 , 252 ) عن عبد الملك بن عمرو عنه .
والمنذر هذا مقبول كما في " التقريب " . فالحديث صحيح .
وقد رواه النسائي أيضاً في " كتاب التفسير " من " سننه الكبرى " كما في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 573 ) وحسنه الحافظ في " الفتح " ( 8 / 206 ) .
فائدة :
في الحديث دلالة على جواز الإشارة باليد إلى القمر خلافاً لما نقل عن بعض المشايخ من كراهة ذلك , والحديث يرد عليه .
للشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 373
" كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر , فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زاداً , فقلت : " يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا , فانطلق أخي ومكثت عند البهم , فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ? قالا الآخر : نعم , فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني , ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين , فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء ثلج , فغسل به جوفي , ثم قال : ائتني بماء برد , فغسل به قلبي , ثم قال : ائتني بالسكينة , فذره في قلبي , ثم قال أحدهما لصحابه : حصه , فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة , ثم قال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة , واجعل ألفاً من أمته في كفة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم , فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم , ثم انطلقا وتركاني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وفرقت فرقاً شديداً ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها , بالذي لقيت , فأشفقت أن يكون قد التبس بي , فقالت : أعيذك بالله , فرحلت بعيراً لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي , وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت : إني رأيت خرج مني نوراً أضاءت منه قصور الشام " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 648 :
أخرجه الدارمي ( 1 / 8 - 9 ) والحاكم ( 2 / 616 - 617 ) وأحمد ( 4 / 184 ) من طريق بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن # عتبة بن عبد السلمي # أنه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رجل كيف كان أول شأنك يا رسول الله ? قال : فذكره .
والسياق للأول وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي .
وفيه نظر فإن بقية إنما له في مسلم فرد حديث متابعة كما قال الخزرجي وهذا إسناد حسن فقد صرح بقية بالتحديث . وقد أورده في " المجمع " ( 8 / 222 ) وقال : " رواه أحمد و الطبراني ولم يسق المتن وإسناد أحمد حسن " .
ورواه أيضاً أبو نعيم في " الدلائل " كما في " البداية " ( 2 / 275 ) .
ولهذا الحديث شواهد كثيرة فانظر ( أنا دعوة أبي إبراهيم ) رقم ( 1545 ) .